صفحة جديدة في تاريخ العلاقات..
الإمارات تعرب عن قلقها بشأن القيادة السورية الجديدة وسط تحالفات متغيرة
رئيس الإمارات وقائد الإدارة السورية الجديدة يتفقان على مواصلة التنسيق لدعم الشعب السوري خلال اتصال هاتفي أجراه الأخير مع أول زعيم عربي.
في خطوة تُبرز التحولات الكبرى في خارطة التحالفات الدولية، وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني مسعود بزشكيان اتفاقية شراكة إستراتيجية تمتد لعشرين عامًا، تهدف إلى تعزيز التعاون الدفاعي والاقتصادي بين البلدين. تأتي هذه الاتفاقية في وقت تسعى فيه إيران إلى تعويض خسائرها الإقليمية المتلاحقة، بما في ذلك تراجع نفوذها في غزة ولبنان، وسقوط نظام بشار الأسد، وانكفاء ميليشيات الحشد الشعبي في العراق.
وبالإضافة إلى التعاون الدفاعي، تتضمن الاتفاقية مشروع طاقة نووية ضخم يعكس رغبة إيران في تحدي الضغوط الغربية المتزايدة لتفكيك برنامجها النووي. كما أكد الطرفان التزامهما بمواجهة التهديدات المشتركة وتعزيز التنسيق في قضايا إقليمية ودولية، مما يعزز من أهمية هذه الشراكة في تشكيل توازن جديد للقوى في ظل التوترات العالمية المتصاعدة.
وأفادت وكالة أنباء الإمارات "وام" بأنه جرى خلال لاتصال الهاتفي "بحث سبل تعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين في المجالات ذات الاهتمام المشترك".
وجدد رئيس الإمارات تأكيد موقف بلاده "الثابت تجاه دعم استقلال سوريا وسيادتها على كامل أراضيها ووقوفها إلى جانب الشعب السوري الشقيق، ودعمها المساعي كافة التي تهدف إلى تحقيق تطلعاته إلى الأمن والسلام والاستقرار والحياة الكريمة".
ومن جهتها، أوردت سانا أن "قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع أجرى اتصالا هاتفيا مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، تناول فيه الطرفان سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين بما يخدم المصالح المشتركة".
وأضافت "شدد الجانبان على أهمية التنسيق المستمر وتكثيف الجهود لدعم الشعب السوري وحماية وحدة أراضيه والتزامهما العمل المشترك لتحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة".
وهذا الاتصال الهاتفي هو الأول الذي يجريه الشرع مع زعيم دولة عربية، بعد أن كان تلقى سابقا رسالة من العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
وكان وزير الخارجية أسعد الشيباني بحث في بداية يناير مع نظيره الإماراتي في سبل تعزيز العلاقات في أول زيارة رسمية يجريها للدولة الخليجية منذ إطاحة الأسد.
ويأتي الاتصال الهاتفي في وقت عبرت الإمارات العربية المتحدة عن قلقها حيال القيادة الجديدة في سوريا التي وصلت إلى السلطة في الثامن من ديسمبر بعد الإطاحة بحكم بشار الأسد.
وتتوجس أبوظبي من التطورات الجارية في سوريا منذ سقوط الأسد، فرغم التواصل مع الإدارة السورية الجديدة، إلا أن التمهل في عدم إرسال وفد سياسي إلى دمشق أسوة ببقية الدول الخليجية يشير إلى أن الوضع مازال ضبابيا بالنسبة إليها.
وفي وقت سابق من الشهر الماضي، قال أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي خلال كلمة في مؤتمر في أبوظبي "نسمع تصريحات معقولة وعقلانية حول الوحدة وعدم فرض نظام على جميع السوريين، لكن من ناحية أخرى، أعتقد أن طبيعة القوى الجديدة، ارتباطها بالإخوان، وارتباطها بالقاعدة، كلها مؤشرات مقلقة للغاية".
غير أن هيئة تحرير الشام بقيادة أحمد الشرع (أبومحمد الجولاني سابقا) قالت إنها أنهت ارتباطها مع تنظيم القاعدة عام 2016.
ويعتبر محللون أن الإماراتيين يرون أن المشروع التركي في سوريا إشكاليا لأنه مدفوع جزئيا بالمصلحة الذاتية التركية بدلا من مصلحة بناء الاستقرار في سوريا.
وتسعى الإدارة السورية الجديدة إلى تأمين مساعدة من دول الخليج لإعادة إعمار البلاد التي دمرها نزاع استمر أكثر من 13 عاما.
وأطيح الأسد في 8 ديسمبر إثر هجوم لتحالف من الفصائل المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام. وكانت الإمارات العربية المتحدة قد عبرت في وقت سابق عن قلقها حيال القيادة الجديدة في دمشق.
وقطعت الإمارات، على غرار دول خليجية أخرى، علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا وأغلقت سفاراتها في 2012، احتجاجا على استخدام القوة في قمع احتجاجات شعبية اندلعت عام 2011 سرعان ما تحوّلت نزاعا مدمّرا.
في العام 2018، قرّرت الإمارات إعادة فتح سفارتها في دمشق، ما أطلق مسارا لتطبيع علاقتها مع الأسد الذي زارها في العام 2022، قبل عام من إعادة قبول سوريا في جامعة الدول العربية وحضوره قمتها المنعقدة في مدينة جدة السعودية في مايو 2023.