الصراع الفلسطيني الاسرائيلي..
الجيش الإسرائيلي يشن عملية واسعة النطاق في جنين بالضفة الغربية (ترجمة)
شهدت الضفة الغربية ارتفاعا حادا في أعمال العنف منذ اندلاع حرب غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عندما اقتحم آلاف الإرهابيين بقيادة حماس جنوب إسرائيل لقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة.
شنت قوات الدفاع الإسرائيلية، بعد ظهر الثلاثاء، عملية واسعة النطاق لمكافحة الإرهاب في مدينة جنين، شمال الضفة الغربية، وقالت مصادر عسكرية إن من المتوقع أن تستمر عدة أيام.
وقال مصدر عسكري إن العملية بدأت بسلسلة من الغارات الجوية بطائرات مسيرة على البنية التحتية التي تستخدمها الجماعات الإرهابية في جنين.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن عدة غارات جوية وقعت، وقال مسؤولون صحيون محليون إن 10 أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب 40 آخرون.
وأظهرت مشاهد بثتها وسائل إعلام فلسطينية، تحليق مروحيات تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي في سماء جنين.
وفي بيان مشترك مقتضب، أكد جيش الدفاع الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) العملية التي أطلق عليها اسم "الجدار الحديدي"، وقالا إنه سيتم تقديم المزيد من التفاصيل في وقت لاحق.
وقالت مصادر في جيش الدفاع الإسرائيلي إن أعدادا كبيرة من القوات، بما في ذلك القوات الخاصة وعملاء الشاباك وضباط من شرطة الحدود، تعمل في المدينة.
وقالت مصادر عسكرية إن أهداف العملية كانت "الحفاظ على حرية عمل جيش الدفاع الإسرائيلي" في الضفة الغربية، وتحييد البنية التحتية للإرهاب والقضاء على التهديدات الوشيكة.
وقالت المصادر إن العملية ستستمر عدة أيام على الأقل.
وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن العملية كانت "خطوة أخرى نحو تحقيق الهدف الذي حددناه، وهو تعزيز الأمن في يهودا والسامرة".
يهودا والسامرة هو الاسم التوراتي للضفة الغربية.
وقال نتنياهو في بيان أصدره مكتبه: "نحن نعمل بشكل منهجي وحاسم ضد المحور الإيراني أينما يرسل أسلحته، في غزة ولبنان وسوريا واليمن والضفة الغربية".
قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال هرتسي هاليفي، إن الجيش يستعد لـ"عمليات كبيرة" في الضفة الغربية، وسط وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقال نتنياهو خلال تقييم أصدره جيش الدفاع الإسرائيلي: "إلى جانب الاستعدادات الدفاعية المكثفة في قطاع غزة، يتعين علينا الاستعداد لعمليات كبيرة في الضفة الغربية في الأيام المقبلة من أجل استباق الإرهابيين والقبض عليهم قبل أن يصلوا إلى مواطنينا".
وقال مسؤولون عسكريون، الأحد، إن القيادة المركزية تستعد لتنفيذ عمليات هجومية في الضفة الغربية، لمنع حماس من ترسيخ موطئ قدم لها في الضفة الغربية في ضوء إطلاق سراح أعضاء من الجماعة الإرهابية ضمن اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال المسؤولون إن الخطط الهجومية تم تنسيقها مع السلطة الفلسطينية، التي تخشى أيضا من سيطرة حركة حماس المنافسة على السلطة في الضفة الغربية.
ومن المقرر إطلاق سراح مئات السجناء الأمنيين الفلسطينيين وإرسالهم إلى الضفة الغربية في إطار صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار مع حماس في قطاع غزة، بما في ذلك العديد من المدانين بهجمات إرهابية مميتة.
وتأتي الغارة الثلاثاء بعد يوم من مقتل جندي احتياطي إسرائيلي وإصابة أربعة آخرين، بينهم ضابط كبير في حالة خطيرة، عندما أصيبوا بقنبلة على جانب الطريق في شمال الضفة الغربية.
كما جاء ذلك في أعقاب اتفاق هدنة هش بين السلطة الفلسطينية والجماعات الإرهابية العاملة في جنين والذي أنهى مواجهة استمرت ستة أسابيع في المدينة الواقعة في شمال الضفة الغربية ومخيم اللاجئين المجاور لها.
وكانت السلطة الفلسطينية تستهدف ما يسمى كتيبة جنين، التي تتكون من عناصر تابعة لجماعات إرهابية مثل حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني، في محاولة لإظهار للرئيس الأمريكي القادم دونالد ترامب أن رام الله قادرة على الحفاظ على النظام في الضفة الغربية، وسط دفعها إلى الاستيلاء على زمام الأمور في غزة من حماس بعد الحرب هناك.
وقد أعلن جيش الدفاع الإسرائيلي، الذي نفذ أيضاً عمليات لمكافحة الإرهاب في شمال الضفة الغربية في الأشهر الأخيرة، أنه يؤيد تعزيز قوات السلطة الفلسطينية لمساعدتها في القتال ضد كتيبة جنين. وقد أوقف الجيش غاراته الجوية على جنين بينما كانت قوات السلطة الفلسطينية تعمل هناك، لكنه أنهى هذه السياسة الأسبوع الماضي بغارتين جويتين على نشطاء إرهابيين أسفرتا عن مقتل عشرات الأشخاص، بما في ذلك المدنيين.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن قوات السلطة الفلسطينية انسحبت من المنطقة مع دخول قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى جنين.
وشهدت الضفة الغربية ارتفاعا حادا في أعمال العنف منذ اندلاع حرب غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عندما اقتحم آلاف الإرهابيين بقيادة حماس جنوب إسرائيل لقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة.
واعتقلت قوات جيش الدفاع الإسرائيلي نحو 6000 فلسطيني مطلوب في مختلف أنحاء الضفة الغربية، بما في ذلك أكثر من 2350 من المنتمين إلى حماس.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فقد قُتل أكثر من 858 فلسطينياً في الضفة الغربية خلال تلك الفترة. وتقول قوات الدفاع الإسرائيلية إن الغالبية العظمى منهم كانوا مسلحين قُتلوا في تبادل لإطلاق النار، أو مثيري شغب اشتبكوا مع القوات أو إرهابيين نفذوا هجمات.
وخلال الفترة نفسها، قُتل 46 شخصاً، بمن فيهم أفراد من قوات الأمن الإسرائيلية، في هجمات إرهابية في إسرائيل والضفة الغربية. كما قُتل سبعة آخرون من أفراد قوات الأمن في اشتباكات مع نشطاء إرهابيين في الضفة الغربية.