اتفاق أميركي إسرائيلي في ملفات إيران وغزة..
رئيس الوزراء الإسرائيلي يكشف عن عمليات عسكرية استباقية ضد طهران وحزب الله في سوريا ولبنان
حذرت وكالات الاستخبارات الأميركية مؤخرا، كل من إدارة الرئيس السابق جو بايدن والحالي دونالد ترامب، من أن إسرائيل ستحاول على الأرجح ضرب منشآت رئيسية للبرنامج النووي الإيراني هذا العام.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، خلال اجتماعه مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في القدس، أن إسرائيل والولايات المتحدة عازمتان على إحباط الطموحات النووية لـ إيران ووقف ما وصفه بـ "عدوانها" في الشرق الأوسط. جاء ذلك في أعقاب مناقشات بين الجانبين تناولت عدداً من القضايا الإقليمية والدولية.
وأشار نتنياهو إلى أن الاجتماع شهد "نقاشاً بناءً للغاية"، مؤكداً أن "لا شيء أكثر أهمية من إيران". وأضاف: "إسرائيل وأمريكا تقفان جنباً إلى جنب في مواجهة التهديد الإيراني.. اتفقنا على أن الإيرانيين يجب ألا يمتلكوا أسلحة نووية، واتفقنا أيضاً على ضرورة دحر عدوان إيران في المنطقة".
من جانبه، وصف وزير الخارجية الأمريكي إيران بأنها المسؤولة عن "كل جماعة إرهابية وكل عمل من أعمال العنف وكل نشاط مزعزع للاستقرار وكل ما يهدد السلام والاستقرار لملايين الأشخاص الذين يعيشون في هذه المنطقة".
وفي سياق متصل، حذرت وكالات الاستخبارات الأمريكية مؤخراً إدارتي الرئيسين السابق جو بايدن والحالي دونالد ترامب من أن إسرائيل قد تحاول ضرب منشآت رئيسية تابعة للبرنامج النووي الإيراني خلال العام الجاري.
وأشارت تقارير استخباراتية إلى أن استعداد إسرائيل لاستخدام القوة العسكرية يتعارض مع رغبة ترامب في التوصل إلى اتفاق سلام مع طهران، محذرة من أن أي ضربات كبرى للمواقع النووية الإيرانية قد تزيد من خطر اندلاع حرب أوسع في المنطقة.
كما أشارت تقارير استخباراتية أمريكية إلى أن إسرائيل لا تزال تسعى إلى تحقيق هدف أوسع يتمثل في إحداث تغيير في النظام الإيراني.
وأكد نتنياهو أن إسرائيل وجهت "ضربة قوية" لإيران خلال الأشهر الستة عشر الماضية منذ بدء الحرب في قطاع غزة ضد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس). وأضاف أنه بدعم من ترامب، "ليس لدي شك في أننا نستطيع وسننجز المهمة".
وتابع أن إسرائيل أضعفت حركة حزب الله المدعومة من إيران في جنوب لبنان، وضربت مئات الأهداف في سوريا لمنع فتح جبهة جديدة مدعومة من إيران ضد إسرائيل.
وحذر نتنياهو من أن أي قوة تعتقد أن إسرائيل ستسمح لقوى معادية باستخدام سوريا كقاعدة عمليات ضدها "مخطئة على نحو فادح".
وشكر نتنياهو روبيو على "الدعم المطلق" لسياسة إسرائيل في غزة، مؤكداً أن إسرائيل والولايات المتحدة في عهد ترامب لديهما استراتيجية مشتركة في القطاع الفلسطيني، حيث يسري اتفاق وقف إطلاق نار هش بين إسرائيل وحماس بعد حرب استمرت 15 شهراً.
وأكد نتنياهو أن التعاون والتنسيق بينه وبين ترامب "كامل"، بينما أكد روبيو مواقف البيت الأبيض بشأن غزة، قائلاً إن ترامب "كان واضحاً في وجهة نظره" بشأن مستقبل القطاع. وأضاف: "لا يمكن أن تستمر حماس كقوة عسكرية أو حكومة... يجب القضاء عليها".
وأشار روبيو إلى أن ترامب يرى أن "الأفكار المستهلكة لا يمكن تكرارها في غزة"، مؤكداً أن الرئيس الأمريكي كان "جريئاً جداً" في رأيه حول ما يجب أن يكون عليه مستقبل غزة.
كما تناول روبيو التحديات الأمنية التي تطرحها دول محيط إسرائيل، قائلاً: "لا يجب أن تكون سوريا منصة لتهديد غيرها من الدول"، مؤكداً أن على الحكومة اللبنانية أن تنزع سلاح حزب الله.
بدأ روبيو زيارته الرسمية إلى إسرائيل الأحد بلقاء مع نتنياهو، ومن المقرر أن يلتقي مسؤولين إسرائيليين آخرين. وتشمل المحادثات اتفاق الهدنة في غزة وخطة ترامب لنقل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن، والتي أثارت ردود فعل عالمية منددة.
وتزامنت زيارة روبيو مع وصول شحنة من القنابل الثقيلة الأمريكية إلى إسرائيل، حيث أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية عن استلام شحنة من قنابل "إم كيه (مارك) 84" التي أمرت إدارة ترامب بإرسالها. وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن هذه الشحنة تمثل "عنصراً مهماً للقوات الجوية والجيش الإسرائيلي وتؤكد على التحالف المتين بين إسرائيل والولايات المتحدة".
يذكر أن إدارة ترامب وافقت في فبراير الماضي على بيع قنابل وصواريخ ومعدات عسكرية بقيمة 7.4 مليار دولار إلى إسرائيل، والتي استخدمت أسلحة أمريكية في حربها ضد حماس في غزة.
ورداً على الهجوم غير المسبوق لحماس في 7 أكتوبر 2023، شنت إسرائيل هجوماً مدمراً على قطاع غزة تسبب بنزوح غالبية سكانه البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة. وفي 19 يناير، توصل الطرفان إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، تضمن إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس مقابل معتقلين فلسطينيين في سجون إسرائيلية.
وأدت الحرب في غزة إلى مقتل عشرات الآلاف، بينهم العديد من المدنيين، ما دفع إدارة بايدن إلى وقف شحنة القنابل الثقيلة إلى إسرائيل، قبل أن توافق إدارة ترامب على إرسالها بعد توليه المنصب.