محمد بن سلمان يجمع زعماء الخليج ومصر والأردن..
قمة الرياض.. خطة عربية لإعمار غزة في مواجهة تهجير ترامب
انعقدت في الرياض يوم الجمعة قمة عربية برئاسة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ضمت زعماء دول الخليج ومصر والأردن، لبحث خطة إعادة إعمار غزة رداً على مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهجير سكانها.

زعماء عرب حضروا القمة العربية الإسلامية في الرياض (ارشيفية)
عقد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لقاءً موسعًا في الرياض يوم الجمعة، ضم زعماء دول الخليج ومصر والأردن، لبحث خطة إعادة إعمار غزة، في ظل استفسارات حول طبيعة المشروع العربي المضاد لمقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهجير سكان القطاع. ويتساءل المراقبون عما إذا كانت الخطة ستقدم حلًا شاملًا بدعم سياسي واضح، أم ستتحول إلى استغلال سياسي للحرب التي عانى منها أهل غزة لأكثر من عام.
وستشكل قمة الرياض أساسًا لقمة القاهرة المقررة في 4 مارس، حيث لن تقتصر على تحديد المانحين والمشاركين في الإعمار، بل ستركز على صياغة رؤية سياسية لمستقبل غزة. ومن المرتقب أن تحدد موقفًا حاسمًا بشأن استمرار حكم حماس، وما إذا كان سيؤدي إلى تكرار الأزمات، أو وضع خطوط عريضة لضمان حل مستدام يجنب القطاع الحروب وظهور قادة جدد قد يعيدونه إلى الدمار.
ومع ذلك، يحرص السعوديون على عدم رفع سقف التوقعات، إذ يصنف الإعلام المحلي اللقاء كـ"اجتماع ودي استشاري" غير ملزم، حتى للمملكة نفسها. وكان من المقرر أن تنعقد القمة الخميس بمشاركة السعودية ومصر والإمارات وقطر والأردن، لكنها تأجلت يومًا وتوسعت لتشمل دول الخليج الست والسلطة الفلسطينية، مع طرح "نسخة من الخطة المصرية"، وفق مصدر سعودي.
ويتوقع المراقبون أن تحسم القمة بسرعة المساهمات المالية، التي حددتها الدول مسبقًا، إلى جانب مكاسب الشركاء المحتملين كمصر وتركيا. لكن دون مشاورات أولية فعّالة، قد تنزلق القمتان إلى دوامة من المزايدات والاشتراطات حول القيادة وطبيعة الخطة، مما قد يحولها إلى استثمار سياسي في أزمة الفلسطينيين بدلًا من حلها، خاصة مع استغلال ترامب الدمار لتبرير تهجير السكان.
ويبقى التمويل وعامل الوقت محوريين لتجاوز الخلافات والتركيز على مستقبل غزة. فإذا استبعدت الخطة المصرية حماس، فهل أُبلغت الحركة بذلك رسميًا؟ وهل قد تتصدى لها بالسلاح، متحولةً من مواجهة إسرائيل إلى مصر؟ كما يثار التساؤل حول السلطة الفلسطينية: هل ستُعاد تأهيلها تحت النفوذ المصري، أم تُصلح مع تنفيذ الخطة؟
ورغم الإجماع العربي النادر على رفض التهجير، قد تعيق الخلافات حول حكم غزة وتمويل الإعمار القمة، التي يراها عمر كريم، خبير السياسة السعودية، "الأهم منذ عقود". وأكد مصدر سعودي أن القادة سيناقشون خطة مضادة لترامب، تستبعد حماس لضمان قبولها دوليًا، مع تغييرات جذرية في القطاع.
وكان ترامب قد أثار الجدل قبل أسبوعين بمقترح للسيطرة الأمريكية على غزة، وتحويلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" بعد تهجير 2.4 مليون نسمة، دون خطة لعودتهم. ويبقى تمويل الخطة العربية تحديًا كبيرًا، إذ أشار دبلوماسي إلى شروط دول خليجية، بينما قد تدعم الكويت لأسباب إنسانية. وقال كريم إن السعودية والإمارات لن تمولا دون ضمانات بشأن حماس.
وأكد العاهل الأردني في واشنطن أن مصر سترد على ترامب، تليها مناقشات الرياض، بينما قدرت الأمم المتحدة تكلفة الإعمار بـ53 مليار دولار، 20 مليارًا منها في السنوات الثلاث الأولى.
وانتهت القمة الجمعة دون بيان رسمي، مع تأكيد مصدر سعودي اختتامها، وغياب عُمان، بينما غادر الرئيس المصري بعد "اجتماع غير رسمي". ونشرت قناة الإخبارية صورة للزعماء، دون تفاصيل. ورغم خفض السعودية للتوقعات، أكدت أن القرارات ستُناقش في قمة القاهرة، وسط تحديات حول حكم غزة وتمويل الإعمار.