"أزمة صحية متعددة الأوجه"..

تفاقم الأمراض المنقولة في اليمن.. التغير المناخي يهدد صحة المجتمع (أبين وعدن نموذجًا)

تؤكد الأخصائية في إدارة المخلفات الإلكترونية والكهربائية، سبأ عمر باوزير، أن ارتفاع منسوب المياه يعود إلى زيادة غزارة الأمطار، وتربط ذلك بالتغيرات المناخية التي تؤثر على خصائص الطقس

الزميلة د. اشجان الفضلي المدير التنفيذي لمؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات تتحدث إلى مسؤول في وزارة الصحة اليمنية - اليوم الثامن

د. أشجان الفضلي وسعيدة الشيبة

تحت وطأة أزمة إنسانية مُعقدة، يواجه اليمن تحديًا صحيًا مُتصاعدًا يتمثل في تفاقم انتشار الأمراض المنقولة بالنواقل، وعلى رأسها الملاريا وحمى الضنك. يستعرض هذا التقرير، الذي أعده فريق مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات، الأبعاد المختلفة لهذه الأزمة الصحية في سياق التغيرات المناخية والنزاعات المسلحة التي تمزق البلاد، مع التركيز بشكل خاص على محافظتي أبين وعدن. من خلال دمج البيانات الوبائية والشهادات الحية وآراء الخبراء، يسعى التقرير إلى تسليط الضوء على حجم المعاناة وتحديد العوامل الرئيسية المساهمة في تفشي هذه الأمراض، بالإضافة إلى استعراض الجهود المبذولة وتقديم توصيات عملية لمواجهة هذا التهديد المتزايد الذي يطال بشكل خاص الفئات الأكثر ضعفًا، وعلى رأسها النساء والأطفال.
يواجه ما يقارب نصف سكان اليمن، أي حوالي 16.7 مليون نسمة، خطرًا مناخيًا واحدًا على الأقل، يتمثل في ارتفاع شديد في درجات الحرارة، أو الجفاف، أو الفيضانات. يؤدي ذلك إلى تفاقم الأبعاد المتعددة للفقر، خاصة مع تركز هذه المخاطر بشكل كبير في مناطق محددة. كما عانى نصف السكان من مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي في عام 2022.
"يُعد تغير المناخ عاملًا مؤثرًا بشكل كبير على حركة هجرة الإنسان، وهو ما أكدته العديد من الدراسات التي تشير إلى تزايد هذه الهجرات. ويترتب على هذه التحركات السكانية انتقال للأمراض بين المناطق المختلفة. 
"تشير التقارير والدراسات الحديثة إلى تفاقم مشكلة انتشار الملاريا وحمى الضنك في اليمن، مع وجود صلة واضحة بتغير المناخ والظروف البيئية المتغيرة. ففي يناير 2025، أفادت تقارير من عدن بتسجيل أعداد كبيرة من حالات الاشتباه بالملاريا (أكثر من مليون ونصف) وحمى الضنك (13,739 حالة).
خلال عام 2024، ربطت التقارير بين الفيضانات التي شهدتها عدن في سبتمبر وتفشي وباء الملاريا، كما لوحظت زيادة كبيرة في حالات الحُمّيات في محافظة تعز تجاوزت 100%. وفي أبريل من العام نفسه، أشارت الإحصائيات إلى وباء ملاريا واسع النطاق في اليمن، حيث تجاوزت الإصابات 82,000 حالة ووصلت الوفيات إلى 2250، معظمها بين الأطفال والنساء الحوامل. وفي الشهر نفسه، حذر باحثون من تأثير تغير المناخ على صحة نواقل الأمراض المعدية، داعين إلى تعزيز الوعي والاستعداد الطبي.

"تؤكد الأخصائية في إدارة المخلفات الإلكترونية والكهربائية، سبأ عمر باوزير، أن الارتفاع الملحوظ في منسوب المياه يعود بشكل مباشر إلى زيادة غزارة الأمطار. وتربط باوزير هذا الأمر بالتغيرات المناخية التي تؤثر على خصائص الطقس في كل دولة.
وتلفت الانتباه إلى النقص الحاد في طرق تصريف مياه الأمطار، الأمر الذي سيؤدي حتمًا إلى تجمع المياه الراكدة. وتوضح باوزير أن هذه المياه الراكدة ستوفر بيئة مثالية لتكاثر الحشرات، وخاصة البعوض، مما يزيد من فرص انتقال العدوى والأمراض."
يشير تحقيق صحفي: اليمن يئن تحت وطأة الملاريا وحمى الضنك.. الفيضانات وتغير المناخ يفاقمان الكارثة في الوقت الذي يعاني فيه اليمن من ويلات الحرب والانهيار الاقتصادي، يواجه شبحًا آخر يهدد حياة الآلاف، ألا وهو الانتشار المتزايد لأمراض الحميات، وعلى رأسها الملاريا وحمى الضنك. فمع بداية عام 2025، تشير التقارير الواردة من عدن إلى تفشٍ واسع النطاق لهذه الأمراض، حيث تجاوزت حالات الاشتباه بالملاريا المليون ونصف حالة، بالإضافة إلى تسجيل أكثر من 13 ألف حالة اشتباه بحمى الضنك. هذه الأرقام المروعة ليست مجرد إحصائيات، بل هي صرخات استغاثة تنذر بكارثة إنسانية متفاقمة.
لم يكن الوضع في عام 2025 وليد اللحظة، بل هو امتداد لأزمة بدأت تلوح في الأفق منذ العام الماضي. ففي سبتمبر 2024، أكدت التقارير الواردة من عدن أن الفيضانات التي اجتاحت البلاد ساهمت بشكل كبير في تفشي وباء الملاريا، لتنضم إلى محافظة تعز التي شهدت زيادة في حالات الحميات بنسبة تجاوزت 100%.
وفي مارس 2024، سلطت دراسة نشرت في مجلة "جاما" الضوء على كيفية تأثير تغير أنماط هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة في انتشار البعوض والأمراض التي ينقلها، وهو ما يفسر جزئيًا تفشي الملاريا وحمى الضنك في اليمن الذي يشهد تقلبات مناخية متزايدة.
وبعد انخفاض طفيف طرأ على الحالات بين عامي 2020 و2022 بسبب جائحة مرض فيروس كورونا (كوفيد-19) وتدني معدل الإبلاغ عن الحالات، لُوحظ في عام 2023 ارتفاع كبير في حالات حمى الضنك على صعيد العالم وتميز بزيادة كبيرة في عدد وحجم ومعدل اندلاع فاشيات عديدة في آن معاً وانتشارها في مناطق لم تتأثر سابقاً بحمى الضنك.
وفي سياق متصل، أكدت دراسة أخرى نشرت في مجلة "لانسيت بلانيتري هيلث" في يوليو 2022، التأثير المباشر لتغير المناخ على انتشار البعوض في مناطق مثل سريلانكا، مما يزيد من خطر الإصابة بحمى الضنك
وحمى الضنك من أكثر الفيروسات المنقولة بالمفصليات انتشاراً على نطاق واسع وتسبب أكبر عدد من حالات الإصابة بأمراض الفيروسية المنقولة بالمفصليات في إقليم الأمريكيتين وتقترن بانتشار أوبئتها الدورية بشكل متواتر كل 3 إلى 5 سنوات. وإضافة إلى ذلك، أُبلغ عن مجموعات من حالات حمى الضنك المحلية الأصل في إقليم المنظمة الأوروبي. ولكن من المحتمل أن تكون هذه الأرقام أقل من العبء الحقيقي لأن معظم حالات العدوى الأولية غير مصحوبة بأعراض ولأن الإبلاغ عن حمى الضنك ليس إلزامياً في بلدان كثيرة.
عالميًا، ارتفعت حالات حمى الضنك بشكل ملحوظ، وبلغت ذروتها في عام 2019. وشهد عام 2023 ارتفاعًا كبيرًا في الحالات على مستوى العالم. وتواجه الاستجابة تحديات بسبب تباين القدرات بين الدول ونقص الموارد. وتعتبر الوقاية والمكافحة متباينة بسبب تغير الأنماط المصلية ومحدودية التمويل. وتواجه العديد من بلدان الإقليم الأفريقي، وكذلك بعض دول شرق المتوسط المتأثرة بالنزاعات والكوارث، قيودًا خاصة في الترصد والاستجابة. هناك حاجة ملحة لزيادة الدعوة وتعبئة الموارد لدعم البلدان المتضررة. وتواصل منظمة الصحة العالمية دعم الدول الأعضاء في الاستجابة لهذا التحدي.
في اليمن، يتضاعف خطر حمى الضنك والملاريا على النساء والأطفال بسبب هشاشة النظام الصحي، ومحدودية الرعاية، وسوء التغذية الذي يضعف المناعة. النساء الحوامل والأطفال هم الأكثر عرضة للمضاعفات. كما أن العبء الاجتماعي والاقتصادي لرعاية المرضى يقع غالبًا على النساء. ويزيد انتشار الملاريا من هذا العبء ويتداخل مع تشخيص حمى الضنك، بينما يساهم النزوح في انتشار الأمراض. وتؤكد الدراسات على هذه المخاطر المتزايدة في سياق اليمن.
حنان عبدالله خريجة مختبرات طبية : الملاريا في زمن التغير المناخي 
في عام 2024م، روت حنان عبدالله من محافظة أبين تجربتها مع الملاريا، المرض الذي فاجأها بحمى شديدة لم تستجب للعلاج الأولي. لم تتوقع الإصابة، خاصة بعد فترة هدوء نسبي للمرض في اليمن. لكن الفحوصات أكدت وجود الملاريا في جسدها.
ورغم تجاوزها مرحلة الخطر دون مضاعفات كبيرة، تركت الملاريا أثرًا مزعجًا تمثل في آلام المفاصل وفقدان الشهية. لم تغفل حنان، خلال حديثها، عن ربط تفشي المرض بالتغيرات المناخية التي تشهدها المنطقة، مؤكدة أن "جفاف المياه وتجمعها الراكد، بالإضافة إلى الأمطار الغزيرة، ساهما بشكل ملحوظ في انتشار البعوض وبالتالي الملاريا في محيطها."

 

"في ربيع عامه الثالث والعشرين، وبينما كان الشاب صالح عبد الحق، خريج المحاسبة الطموح، يتطلع لبدء مسيرته المهنية، باغته عدو خفي استوطن جسده: الملاريا. يتذكر صالح تلك الأيام بمرارة في حلقه وأوجاع تنهش جسده الشاب. حتى الطعام، الذي كان يومًا مصدر طاقته، تحول إلى عبء يثير الغثيان ويستدعي القيء.
بعد تشخيص حالته أخيرًا بالملاريا، خضع صالح لدورة علاج مكثفة. أيام ثقيلة مرت عليه وهو يصارع الحمى والوهن، لكن عزيمته الشابة قاومَت، وبعد أيام من المعاناة، بدأت بوادر التحسن تلوح في الأفق.
تجربة العام الماضي تركت في ذاكرة صالح ندبة، وشاهدًا حيًا على أن حتى أكثر الشباب حيوية ليسوا بمنأى عن وطأة الأمراض المنقولة، وأن التشخيص السريع والعلاج الفعال هما طوق النجاة في مواجهة هذه الأوبئة التي تهدد مستقبلهم."
عبدالله... أسبوعان قاسيان تحت وطأة تشخيص خاطئ للملاريا في عدن:
"بدأت معاناة الطفل عبدالله علي فرج، تلميذ الصف الرابع الابتدائي في عدن، بحمى شديدة استدعت دخوله المستشفى. التشخيص الأولي أشار إلى حمى الضنك، لكن بعد عودته إلى المنزل وتدهور حالته الصحية بشكل ملحوظ، تبين الخطأ ليُكشف عن العدو الحقيقي: الملاريا.

تلقى عبدالله العلاج المناسب، لكن أسبوعين كاملين مروا عليه ثقيلين، مثقلين بحمى مستمرة وآلام مُفَتِّتة في جسده. خلال تلك الفترة، استسلم جسده الصغير للوهن، عاجزًا عن الوقوف، أو اللهو مع أقرانه، وحتى تناول الطعام بات تحديًا صعبًا. وبين محاولات التلطيف، كان عبدالله يستمد بعض العزاء من عصائر طبيعية ووصفات شعبية تناقلتها الأجيال، مثل عصير العمبا (البابايا) والكيوي.
قلب والدة عبدالله تمزق قلقًا على فلذة كبدها، بينما أحاطته عائلته بسياج من الرعاية والحب، متمنين له الشفاء العاجل من هذا الكابوس الصحي الذي ألم به في ريعان طفولته."
أماني... حين يُعيق "المكرفس" مسيرة الحياة:

"قبل عامين، وبينما كانت في أوج عطائها وعملها، تجرعت السيدة أماني منصور، في العقد الخامس من عمرها، ربة بيت  مرارة الحميات التي يعرفها مجتمعها بـ "المكرفس". هاجم هذا الداء جسدها بحمى مستعرة وآلام حادة استوطنت أطرافها ومفاصلها، لتشل حركتها وتُقعدها قسرًا عن ممارسة أبسط مهام حياتها اليومية.

في رحلة بحث مضنية عن بصيص من الراحة وسط هذا العذاب، التجأت أماني إلى حضن الطبيعة ووصفاتها المتوارثة، مستمدة بعض السلوى من مذاق التمر الهندي الحامض وحلاوة الكيوي، سعيًا لتجنب براثن الملاريا والحميات الأخرى المتشابكة.

قصة أماني ليست مجرد حكاية مرض عابر، بل هي صرخة مكتومة لامرأة بالغة واجهت وحيدة وطأة داء لم تجد له سياجًا وقائيًا يحميها، ولا علاجًا ناجعًا وواضحًا يعيد إليها عافيتها المسلوبة."
تأثير النزاعات والوضع الوبائي للملاريا:
أكد الدكتور ياسر باهشم، المدير التنفيذي للبرنامج الوطني لمكافحة الملاريا وأمراض النواقل، على الأثر المدمر للنزاعات المسلحة التي بدأت عام 2015 على جهود مكافحة الملاريا. وأوضح أن تعطيل الخدمات الصحية الأساسية وبرامج المكافحة ساهم بشكل كبير في تفاقم انتشار المرض، مما يبرز العلاقة المباشرة بين النزاعات وتفشي الأمراض المعدية. وشدد على ضرورة دمج مكافحة الملاريا ضمن الاستجابات الإنسانية للنزاعات وأهمية التعاون الإقليمي والدولي للسيطرة على انتشار المرض، خاصة مع حركة السكان عبر الحدود.
تحديد المناطق الأكثر تضررًا:
وأشار الدكتور باهشم إلى أن المناطق الساحلية والوديان تُعد الأكثر عرضة للملاريا، حيث تحتل محافظة عدن الصدارة، تليها الساحل الغربي. كما حدد مناطق أخرى تشهد ارتفاعًا في الإصابات مثل مديرية المسيمير في محافظة لحج، والأزارق في محافظة الضالع، ومديريتي خنفر وأحور في محافظة أبين. 
تطور الوضع الوبائي في عدن:
ولفت الدكتور باهشم إلى التغير الكبير في الوضع الوبائي في عدن، التي كانت خالية من الملاريا في عام 2008م، بينما سجلت في عام 2024م 39,200 حالة اشتباه و 6,650 حالة مؤكدة.
أسباب ارتفاع الإصابات بعد عام 2015:
وأوضح أن الملاريا كانت في حالة تناقص في الفترة من عام 2000م إلى عام 2014م، إلا أن الوضع العام للنزاع منذ عام 2015م أدى إلى ارتفاع ملحوظ في الإصابات. ويعزى ذلك إلى نزوح الأفراد من المناطق الموبوءة بالإضافة إلى تدفق المهاجرين غير الشرعيين من القرن الأفريقي.
في مقابلة تلفزيونية بُثت بتاريخ 20 أبريل 2025 عبر قناة الجمهورية، أوضح الدكتور مجدي سيف الداعري، مدير الترصد الوبائي في عدن، حجم انتشار الأمراض المنقولة بالنواقل في المحافظة. وأشار إلى أن عام 2024 شهد تسجيل حوالي 150 ألف حالة اشتباه بأمراض مختلفة، بينما لا تزال الإحصائيات النهائية لعام 2025 قيد التحديد نظرًا لبداية العام.
وفيما يتعلق بأمراض الشيكونغونيا وحمى الضنك و"المكرفس" (وهو مصطلح محلي لحمى أخرى غالبًا ما تكون حمى الضنك أو الشيكونغونيا)، أفاد الدكتور الداعري بتسجيل ما يقارب 1000 حالة مؤكدة في المحافظة، مع الأسف لوقوع 12 حالة وفاة، منها 5 حالات في مديرية البريقة.
وعزا مدير الترصد الوبائي انتشار هذه الأمراض إلى عوامل ليست جديدة، مؤكدًا أنها أمراض مستوطنة في المنطقة. ورجح أن قلة وعي المواطنين تلعب دورًا هامًا في تفشيها، مشيرًا إلى ممارسات مثل تخزين المياه في أدوات مكشوفة، وترك مخلفات البناء، وتسربات المياه من الحنفيات في المناطق العشوائية ذات الكثافة السكانية العالية في المحافظة كأسباب رئيسية لانتشار النواقل المسببة للأمراض.
دعوة إلى معالجة شاملة:
وشددت الدكتورة حكمت هادي على أن "الجميع يعاني من تبعات هذا الانتشار المرضي، مع ملاحظة ضعف في الجهود المبذولة لمعالجة هذه الظاهرة متعددة الأوجه، سواء كانت ناتجة عن عوامل مناخية مباشرة أو عن انتقال الأمراض من مناطق موبوءة أخرى بسبب حركة النزوح والهجرة."
التوصية بالدراسات والأبحاث:
واختتمت الدكتورة حكمت مداخلتها بالتوصية بـ "ضرورة إجراء دراسات وأبحاث علمية دقيقة لفهم هذه الأوضاع بشكل شمولي." وأكدت على أن "هذا التقرير يمثل مساهمة هامة نأمل أن يكون لها دور فعال في معالجة هذه الأوبئة بشكل مستدام وحماية صحة مجتمعاتنا."

تعزيز البنية التحتية وجهود التوعية لمكافحة الملاريا:
أوضح الدكتور ياسر باهشم، المدير التنفيذي للبرنامج الوطني لمكافحة الملاريا وأمراض النواقل، أن البرنامج يمتلك شبكة واسعة من المرافق الصحية المنتشرة في جميع محافظات البلاد، حيث يبلغ عددها 629 مرفقًا. وأشار إلى أن البرنامج الوطني قد تأسس في صنعاء عام 2000م، وتمت إعادة هيكلته وتعزيزه في عام 2020م لمواجهة التحديات المتزايدة.
شدد المدير التنفيذي على الأهمية القصوى لتعزيز الوعي المجتمعي بالسلوكيات الصحية السليمة، وفي مقدمتها التخلص الآمن من المياه الراكدة التي تمثل بيئة مثالية لتكاثر النواقل. وأكد أن الوعي المجتمعي هو الركن الأساسي في جهود المكافحة، جنبًا إلى جنب مع حملات التوعية المستمرة، وعمليات رش المبيدات ذات الأثر المتبقي، وتوفير الأدوية والعلاجات مجانًا في جميع المرافق الصحية.
و يشير تصريح المدير التنفيذي للبرنامج الوطني لمكافحة الملاريا وأمراض النواقل د. ياسر باهشم إلى أن الملاريا لا تزال تشكل تحدياً صحياً كبيراً في المناطق المستوطنة بها. حيث يعني ذلك أن الملاريا موجودة بشكل دائم في مناطق معينة، مما يتطلب جهوداً مستمرة لمكافحتها. كما  يشير إلى أن الملاريا تسبب مشاكل صحية كبيرة، مثل المرض والوفاة، وتؤثر على جودة حياة السكان.

تضافرت جهود مجتمعية لمكافحة الأمراض المنقولة بالنواقل، حيث قام مركز مكافحة الملاريا بإصدار منشورات توعوية هادفة. كما ذكرت د. اسماء علي دريب المدير التنفيذي للمؤسسة الاجتماعية الحديثة ، وهي إحدى منظمات المجتمع المدني النشطة، بتنفيذ حملات قامت بحملة توعية واسعة النطاق لتقديم التوعية الصحية للأسر حول طرق الوقاية من الأمراض التي ينقلها البعوض,  وتوزيع ناموسيات على الأسر الأكثر احتياجًا.

حمى الضنك: خطر عالمي متزايد وجهود منظمة الصحة العالمية لمواجهته
يشهد العالم تصاعدًا في خطر وباء حمى الضنك نتيجة لتوسع انتشار النواقل، وتأثيرات الظواهر المناخية (النينيو وتغير المناخ)، وهشاشة النظم الصحية المتأثرة بجائحة كوفيد-19، إضافة إلى عدم الاستقرار السياسي والمالي وحركة السكان. هذه العوامل تعيق الاستجابة الفعالة وتزيد من احتمالية الانتشار الواسع، كما أن ضعف الترصد قد يؤدي إلى تأخير الإبلاغ عن الحالات وتفاقمها.
تُقدر منظمة الصحة العالمية أن المخاطر العالمية لحمى الضنك كبيرة، وقد كثفت المنظمة للبلدان الأمريكية تعاونها في مجال الترصد وأصدرت تحديثات وإنذارات وبائية. كما طورت المنظمة الإقليمية لأفريقيا أداة لتقييم المخاطر. وعلى الصعيد العالمي، تعمل المنظمة على تعزيز رصد الحالات الوخيمة والوفيات.