فى ذكرى رحيله..
الوجه الآخر لـ فرويد: عاشق ومؤرخ ودفع تلميذه للانتحار
سجموند فرويد، المفكر الحر، صاحب نظرية العقل واللاوعى، ومؤسس علم التحليل النفسى، الذى ظلت كتاباته فى الجنس وتفسير الأحلام والطب النفسى حاضرة حتى وقتنا رغم مرور أكثر من 75 عاما على وفاته.
"فرويد" تمر ذكرى رحيله اليوم، إذ رحل يوم 23 سبتمبر عام 1939 عن عمر ناهز حينها 83 عاما.
التقرير التالى يحاول تسليط الضوء على جانب من جوانب فرويد العاطفية والشخصية للرد على علاقته باندرياس سالومى، وتلميذه فيكتور توسك، وآخر كتبه موسى والتوحيد الذى أثبت فى مصرية النبى موسى، وآخر كتبه قبل وفاته، بما يكشف الوجه الآخر له.
أستاذ دفع تلميذه إلى الانتحار
يسلط كتاب "الحريم الفرويدى" الضوء على طبيعة علاقة فرويد بتلميذه فيكتور توسك، فبرغم إعجاب الأول بتوسك كتمليذ نابغ، معروف بحبه وولعه الشديد بأستاذه حتى أن الكاتبة لو أندرياس سالومى، والتى كانت موجودة فى تلك الفترة من عمر الرجلين لحضور جلسات فرويد التحليلية وصفته بـ"فرويدى بدقة زائدة"، إلى أن تلك الإعجاب سريعا ما تحول إلى توتر وغيره، إلى انتحار الأخير.
وعدد الكتاب أسباب ذلك التحول هى إلى جراءة تفكير توسك الكبير فى إشكاليات تهم فرويد إلى حد كبير، وخشية الأخير من أن يسرق توسك منه أفكاره، وهو ربما ما يظهر من خلال رسالة فرويد لسالومى بعد انتخار توسك حيث قال" أعترف بأننى لم افتقده حقا، ومنذ فترة طويلة وأنا أعتبر أنه لا نفع منه، بل وإنه بمثابة تهديد بالمستقبل".
علاقة فرويد باندرياس سالومى
أما علاقة فرويد بسالومى نفسها، لم يقع فى غرامها، ولكنه لم ينجُ من سحرها، حتى أنه أطلق عليها لقب "شاعرة التحليل النفسى".
ويروى الكتاب أن "فرويد" منحها أحد خواتمه الخمسة التى خصصها لأصدقائه المقربين، كتب لها مرة أنه يفتقد حضورها عندما تغيب، ولا يتوقف عن النظر إلى كرسيها الفارغ، أما هى فقد قبلت أن تكون حالة للدراسة والتحليل لدى فرويد قبل أن تصبح تلميذة وتمارس مهنتها فى ما بعد كمحللة نفسية.
وبحسب كتاب "الحريم الفرويدى" أن فرويد كتب بعد سنوات عديدة من علاقته بسالومى أنه كان معجبا باندرياس سالومى إلى حد هائل وأنه كان مشدودا إليها بصورة غريبة بما فيه الكفاية ولكن دون أثر للإنجذاب الجنسى.
موسى والتوحيد
يبدأ "فرويد" كتابه الأخير له، إذ نشره فى السنة الأخيرة من عمره عام 1939، بعنوان "موسى مصريا" إذ يقدم إثباتات على كون النبى موسى مصريا وليس يهوديا، مستخدما العديد من الأدلة اللغوية والتأويلية، من مفردات اللغة المصرية وأسطورة الهجر عند النيل لإثبات ذلك.
ويقدم سيجموند فرويد فى هذا الكتاب موسى ونشوء الديانة التوحيدية من وجهتى نظر تاريخية وتحليلية نفسية، ومن وجهة نظر التحليل النفسى يرجع فرويد ظهور التوحيد إلى العقدة الجنسية الأولى أو إلى الجريمة الأولى فى التاريخ البشري، مثل جريمة قتل الأب البدائى على يد أبنائه الطامعين فى نسائه وسلطته.