خفايا وإبعاد تصريحات اخيرة..

تحليل: الجنرال الأحمر.. هل بدأ الشعور بالندم؟

الجنرال الإخواني علي محسن الأحمر

كامل الشرعبي (تعز)

جدل واسع وتحليلات مختلفة أثارها الفريق علي محسن صالح الذي يشغل منصب نائب هادي وذلك على خلفية دعوته لأنصار حزب المؤتمر الشعبي العام بالإصطفاف في مواجهة جماعة الحوثي التي وصفها بالفئة الضالة .

وكان علي محسن قد قال في تغريدة له على موقع التواصل الإجتماعي تويتر : ” أدعو إخواننا وأبناءنا في المؤتمر الشعبي العام الذين نحن جزء منهم إلى اليقظة والإصطفاف مع أبناء الشعب اليمني العظيم في محاربة هذه الفئة الضالة ” .

وفي هذا السياق إعتبر مراقبون ان ذلك يكشف عن خلافات حادة بين محسن والإخوان المسلمين ” حزب الإصلاح ” وقيادات أخرى في حكومة الشرعية المقيمة بالرياض ، وأن علي محسن يحاول الان الهروب الى المؤتمر الشعبي العام كأحد اعضائه ليخرج نفسه من عباءة جماعة الاخوان المسلمين والتي باتت تصنف إقليميا بأنها جماعة ارهابية وهي مغضوب عليها بدرجة رئيسية من جانب دولة الإمارات التي تمثل القوة الثانية في ما يسمى بتحالف دعم الشرعية باليمن .

فيما يرى آخرون أن الاحمر يحاول ان يثير خلافات بين المؤتمر الشعبي العام وجماعة الحوثيين من خلال الإيحاء بأنه يوجد تواصل بينه وبين حزب المؤتمر لتأجيج الوضع في صنعاء وإضعاف خطوط تماس القتال بينهم في ظل الفشل الذريع للشرعية وعجزها عن إحداث تقدم حقيقي وحسم عسكري ما قد يدفع قيادة التحالف لوضع تلك القيادات التي من بينها محسن تحت الاقامة الجبرية ومن ثم التخلي عنهم خلال الفترة القادمة .

لكن في مقابل تلك التحليلات ينظر متخصصون في علم النفس السياسي إلى أن تلك التغريدة المختصرة تحمل في طياتها الكثير مما يدور في تفكير وأعماق الفريق علي محسن حتى وإن لم يظهره علنا أو يقوله صراحة .

ويقول أحد هؤلاء المتخصصين – مفضلا عدم الكشف عن إسمه ” : عندما يقول علي محسن ( أدعو إخواننا في المؤتمر الشعبي العام الذي نحن جزء منهم ) فهو في الأساس يخاطب قيادة على رأسها زعيم المؤتمر علي عبدالله صالح ، ويقدم نفسه على أنه جزء من حزب يرأسه صالح .

ويضيف : بعد أكثر من عامين ونصف لا شك أن القيادات الموجودة في الرياض قد نالت الكثير من الأموال والمخصصات السعودية ، لكنها أيضا قد طالها الكثير من الإساءات والتوبيخ من جانب القيادة السعودية نتيجة فشلها في تحقيق إنتصارات حقيقية و توريطها للمملكة في مستنقع لم تعد قادرة على الخروج منه .

ويتابع هذا الخبير : في مقر إقامته بالرياض وحينما يخلو بنفسه لا شك أن علي محسن يستعيد كل يوم ألف مرة شريط ذكرياته وكيف انتهى به الحال من القيادي العسكري القوي والرجل الثاني في عهد صالح إلى واحد من أدوات التحالف الذي تقوده السعودية وتشن من خلالها عدوانا ظالما على اليمن أرضا وآنسانا ومنشآت ومؤسسات .

ويتابع : منذ حروب المناطق الوسطى ضد الجبهة الوطنية الماركسية ، وعلي محسن يرتبط بعلاقة قوية مع جماعة الإخوان المسلمين والتيارات المتطرفة وهو كان يعتقد أن تلك العلاقة سوف تمنحه نفوذا أكثر ، لكنه يدرك في قرارة نفسه الآن أن تلك القوى قد ورطته  .

فالإخوان المسلمين ومعهم زعماء قبيلة حاشد من عائلة الشيخ الأحمر ، حين شعروا أن صالح بدأ جديا في إرساء دولة المؤسسات و وضع حد لنفوذ مراكز القوى ، عملوا بكل قوة للتأثير على محسن وإقناعه بأن الدور سيأتي عليه في إطار مشروع توريث ” أحمد علي ” و رويدا رويدا كان يرتمي في أحضانهم أكثر وأكثر.

ويذهب خبير علم النفس السياسي إلى أنه لم يكن من باب المصادفة أن تأتي وثائق ويكيليكس المسربة من الخارجية الأمريكية بين عامي 2009 و2010 لتصب الزيت على النار عبر إشارتها إلى أن الرئيس اليمني الأسبق كان يسعى من خلال حروب صعدة إلى تقليم القوة العسكرية لعلي محسن بل وإستهدافه شخصيا ..وبالتالي أتى العام 2011 بأحداثه وكل شيئ قد بات قابلا للإنفجار وليرتكب محسن خطأ تاريخيا بات الآن يشعر بالندم الشديد إزاءه.