بين الخدعة والحقيقة..

سحر تحتضر

الرضيعة سحر

وكالات

صورة محزنة لرضيعة سورية توفيت من الجوع تثير ردود أفعال غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، مسلطة الضوء على أسلوب التكسب من الآلام.

 هزت صور ومقاطع فيديو لرضيعة مشاعر مستخدمي الشبكات الاجتماعية.

وبدت الرضيعة التي تدعى سحر ولم يتجاوز عمرها 34 يوما أشبه بهيكل عظمي مكسو بالجلد لا تقوى حتى على البكاء.

وقد تداول نشطاء صور الطفلة ضمن هاشتاغ #سحر_تحتضر، وقالوا إن صحتها تدهورت كثيرا ما استدعى نقلها إلى العناية المركزة لكنها فارقت الحياة، الأحد 22 أكتوبر.

يذكر أن الصورة لوكالة فرانس برس التي ذكرت أنها التقطتها في إحدى عيادات بلدات الغوطة الشرقية المشمولة في اتفاق مناطق خفض التوتر.

وكتب ناشط على فيسبوك يدعى عمار حمو “قبل ساعات كانت سحر الصغيرة تحتضر، ونشروا وسما #سحر_تحتضر، وبعدها سحر ارتقت إلى باريها… سحر التقطتها عدسات الإعلام والمئات غيرها يجوعون ويموتون بصمت..#الأسد_يحاصر_الغوطة و#روسيا ضامن قاتل و#المجتمع_الدولي متعاطف كاذب”.

وسلطت قصة سحر الضوء من جديد على المعاناة التي يعيشها الأطفال في سوريا جراء الجوع والحصار المطبق على قراهم. وتناقل مستخدمو الشبكات الاجتماعية مئات الصور لأطفال الغوطة وقد بدت عليهم علامات الهزال الحاد واضحة جدا.

وتعد الغوطة الشرقية واحدة من بين أربع مناطق يشملها اتفاق خفض التصعيد في سوريا الذي جرى التوصل إليه في محادثات أستانة. وعلى الرغم من مرور حوالي 3 أشهر على توقيع الاتفاق، لا تزال المنطقة التي يبلغ عدد سكانها 350 ألف مدني، يعانون من الحصار والجوع.

المدون البريطاني إليوت هيجنز يؤكد أن الأحداث في سوريا تعيد نفسها، وتتكرر مرة بعد مرة

وكتبت صفحة على فيسبوك “أطفال الغوطة يموتون جوعا جراء سياسة التجويع والحصار التي يتبعها بشار الأسد. الطفلة سحر من مدينة كفربطنا بالغوطة الشرقية بعد أن تم تحويلها للعناية المركزة ولكنها فارقت الحياة. سحر تعاني من سوء تغذية حاد منذ ولادتها شأنها شأن ما يزيد عن 40 ألف طفل مهددين بالموت جوعا بينما العالم لا يتحرك لفك الحصار. نقف عاجزين تماما أمام ما يحصل وكأن ضمير العالم مات تماما.

وقال مغردون “تبا للإنسانية”، ووصفوا الطفلة ” بشهيدة الحصار والجوع”. وقال متفاعل “عذرا لجرح مشاعركم، يموتون هناك جوعا، نعم جوعا في سوريا آلهة الكرم والخصب والغذاء”.

وانطلاقا من قصة سحر، بدأ تفعيل هاشتاغ #الغوطة_تستغيث، مرة أخرى، حيث فاض تويتر وفيسبوك بالمئات من الحكايات المأساوية لأطفال الغوطة الشرقية.

وتزامنا مع الهاشتاغ أطلق نشطاء من داخل وخارج سوريا حملة بعنوان “الأسد يحاصر الغوطة Assad_Besieges_Ghout” دعوا من خلالها المتعاطفين معهم إلى تنظيم وقفات احتجاجية للمساهمة في نشر أهداف الحملة.

ونوّه القائمون على الحملة إلى أن الحصار لم ينته بالرغم من تعهدات أطراف النزاع بفتح حدود الغوطة المحاصرة وإدخال المساعدات الإنسانية.

كما خصص نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي صفحتين للحملة على موقعي فيسبوك وتويتر، بهدف توثيق معاناة سكان الغوطة الشرقية جراء الحصار المفروض عليهم منذ سنوات.

على صعيد آخر، انتقد البعض الحملة التي شنها مغردون على النظام السوري، قائلين إن ما يحدث في الغوطة الشرقية يتكرر في معظم القرى السورية حتى تلك التي تقبع خارج سيطرة النظام.

كما حمّل عدد آخر من المغردين جيش الإسلام جزءا من المسؤولية عن الحصار.

وقال مغرد “#القريتين ليستا من منطقة معروفة جغرافيا، بلدة تائهة في الصحراء قُتل فيها الكثير من أهل بلدي لم نسمع أحدا يتكلم أو ينقل هذه المجزرة، عذرا فلست خان شيخون، عذرا فلست الغوطة، شكرا يا مناطقيون شكرا يا إعلامنا التاجر”.

وتهكم مغرد “هل من المعقول أن مخازن جيش الإسلام الممتلئة بالأسلحة والرز الخليجي ودولارات أستانة لم تستطع إنقاذ حياة هذه الطفلة أي جيش هذا؟!”.

وقال معلق “بدأ حصار الغوطة منذ تأسس جيش الإسلام بقيادة زعران (زهران) علوش، وأفعال منتسبيه لا تدل على الإسلام مطلقا اتقوا الله وكفاكم خيانة”. واعتبر آخر “أصبح جيش الإسلام نسخة مصغرة من الجيوش العربية وُجد للاستعراض..”.

وأكد مغرد “جيش الإسلام لا يكتفي بحصار أهلنا في الغوطة والسماح للمجرم بالقتل والتجويع بل يتاجر بآلامهم ويتكسّب من ورائها!”.

وتتهم الأطراف المتنازعة بعضها بالتكسّب من آلام المدنيين عبر سيل من الصور والفيديوهات التي تخدم سياقا معينا.

يذكر أن أحداث الصّراع في سوريا وثقت على وجه غير مسبوق في التّاريخ. وتعد منصات تويتر ويوتيوب وفيسبوك أبرز الأدوات التي أثرت في الحرب السورية.

ويقول إليوت هيجنز صاحب مُدونة Brown Moses المعنية بالشّأن السّوري إنه “بعد قضاء عدّة سنوات في مُشاهدة المقاطع القادمة من سوريا وفحصها، يُمكنني القول: إنّني رأيت الأحداث تُعيد نفسها، وتتكرّر كل مرّة”.