أرخبيل جنوبي مكون من أربع جزر

سقطرى.. انطلاقة محافظة وعطاء إماراتي كبير

مواطنون في جزيرة سقطرى

عبدالجبار باجبير (عدن)

سقطرى هي أرخبيل جنوبي مكون من أربع جزر على المحيط الهندي قبالة سواحل القرن الأفريقي بالقرب من خليج عدن، أكبر الجزر العربية واليمنية، ويبلغ طول الجزيرة 125 كم وعرضها 42 كم ويبلغ طول الشريط الساحلي 300 كم، وعاصمة الجزيرة حديبو.

تم تصنيف الجزيرة كأحد مواقع التراث العالمي في عام  2008ولقبت "بأكثر المناطق غرابة في العالم"، وصنفتها صحيفة (نيويورك تايمز) كأجمل جزيرة في العالم لعام 2010 نظراً للتنوع الحيوي الفريد والأهمية البيئية لهذه الجزيرة وانعكاسها على العالم.

 في أكتوبر من عام 2013 أصبح أرخبيل سقطرى محافظة مستقلة عن محافظة حضرموت.

وفي هذه الاستطلاع نسلط الضوء على مرحلة  سقطرى المحافظة، وما واجهته من أضرار إعصار تشابالا والدور الذي قامت به دول التحالف وعلى رأسها دولة الإمارات العربية الشقيقة وجهود السلطة المحلية في الجزيرة من خلال تتبع جملة من المشاريع الإنسانية والتنموية والخدمية.

 

 

سقطرى تواجه (تشابالا)

ضرب إعصار تشابالا الشهير سواحل جنوب اليمن فكانت الأضرار كبيرة جدا حيث تضررت المنازل وارتفع منسوب المياه في البحر على الجزيرة بشكل كبير جدا بلغ أكثر من 185 ملي متر.. فر السكان  إلى الجبال والمرتفعات وخلف الإعصار أضرارا  في الأرواح  والمنازل وصلت إلى تدمير 80 منزلا بالكامل وتضرر 100 منزل جزئيا، وتم إجلاء أكثر من 10 آلاف مواطن وهذه تقديرات (مكتب المحافظة بالجزيرة).

 

الإمارات بجانب سقطرى

بذلت دولة الإمارات العربية المتحدة جهود إنسانية وإغاثية تواليا استطاعت من خلالها إعادة الحياة إلى جزيرة سقطرى نظرا للأوضاع التي شهدتها بفعل الأعاصير التي ضربت الجزيرة كما قامت دولة الأمارات بتعزيز القدرة وتغطية العجز خلال فترة التي مرت بها البلاد من مشاكل الحرب والأزمات، ومازال جهدهم متواصلا في تقديم المساعدات للمحافظة.

وتحدث محافظ أرخبيل سقطرى اللواء سالم السقطري عن الارتباط التاريخي بين جزيرة سقطرى ودولة الإمارات، موضحا أنه لم يكن وليد اليوم بل إن العلاقات التاريخية قائمة منذ الأزل، والخدمات التي تقدمها دولة الإمارات لأبناء الجزيرة ليست غريبة على أبناء زايد الخير، حيث قدمت المشاريع تباعا، ومع الأوضاع التي مرت بها البلاد مؤخرا قامت الإمارات مع باقي دول التحالف بجهود كبيرة على مستوى الوطن ككل.

 

المشاريع الخدمية وإعادة الإعمار

استطرد المحافظ  سالم السقطري حديثه عن المشاريع الخدمية لدولة الإمارات وممثلها الإنساني الهلال الأحمر الإماراتي في الجزيرة بالقول: تم توقيع اتفاق تعاون بين هيئة الهلال الأحمر الإماراتي والسلطة المحلية ومن ضمن الاتفاق ترتب على إعادة إعمار ما تعرضت له الجزيرة من الأعاصير ومن ضمنها بناء مدينة زايد 1 في منطقة سدورا في نوقد ومدينة زايد 2 في ساحق وبناء وحدات سكنية في عدد من القرى، ويتم حاليا العمل في بعضها، والبعض في طور التنفيذ حيث نفذ إلى اللحظة 356 منزلا.

كما قامت دولة الإمارات ببناء عدد من المدارس وتأهيل عدد آخر منها على مستوى محافظة سقطرى، ودعم القطاع السمكي، وتوسعة وتأهيل لسان بحري (ميناء سقطرى) بدعم مباشر من مؤسسة خليفة والعمل جار فيه، كما قامت دولة الإمارات بتسوير مطار جزيرة سقطرى وإعادة تأهيله وإضاءته بالطاقة الشمسية.

 

استمرار المشاريع في قطاعات التعليم والتنمية

واصلت دولة الإمارات الجهود والدعم غير المحدود لقطاع التعليم. الأخ محمد العوش (مدرس بإحدى مدارس التعليم الأساسي بجزيرة سقطرى) أوضح: أنه بالنسبة للجانب التعليمي فقد تم إعادة  ترميم الكثير من المدارس القديمة وتشييد بعض المدارس حديثا، واستطاع الهلال الأحمر الإماراتي  من خلال ذلك تحفيز الكثير من الطلاب على مواصلة تعليمهم الأساسي والثانوي.. وهناك العديد من المشاريع التي نفذت إضافة إلى المشاريع الجارية والتي بدأ التنفيذ فيها، حيث تم مؤخرا وضع الحجر الأساس لمدرسة نموذجية تسمى (مدرسة عطايا).

ومن ضمن المشاريع الجاري العمل بها إنشاء مسلخ لحوم وأسماك، إضافة إلى مشاريع خاصة بكفالة الأيتام حيث تم بناء دار للأيتام يحوي 180 سريرا، وتم دعم بعض الأسر الفقيرة ببناء بعض المنازل لها بشكل فردي، كما نفذت مشاريع للمياه بالجزيرة.

 

الجانب الأمني

وبالنسبة للقطاع الأمني أوضح المحافظ السقطري أن هذا الجانب حظي بدعم مباشر من دولة الإمارات، حيث تم تدريب 700 عنصر من أبناء الجزيرة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وهم الآن يقومون بعملهم في تأمين الجزيرة، وزودت الإمارات الأجهزة الأمنية بالمعدات والآليات ودعم اللواء المرابط بالجزيرة بكل ما يحتاجه من معدات وسيارات.

مدير أمن محافظة أرخبيل سقطرى العقيد صالح علي السقطري تحدث عن الدور الذي قامت به دولة الإمارات العربية المتحدة لدعم الجانب الأمني في الجزيرة، مقدما الشكر على ما بذلته وتبذله لمحافظة أرخبيل سقطرى، وقال: قدمت دولة الإمارات عددا من الأطقم والمعدات العسكرية التي من خلالها تم تأمين عاصمة المحافظة والمديريات الأخرى والمحميات في الجزيرة، وتم تكوين حزام أمني للجزيرة في مختلف المنافذ، لم يكن متوفرا في المحافظة سابقا، فكل ما كان بحوزتنا طقمان فقط لا نستطيع تأمين المحافظة بهما، وبوصول المساعدات استطعنا تأمين المحافظة مع ما تحتويه من 38 محمية.

وأكد مدير الأمن أن الأخوة المندوبين لدولة الإمارات قطعوا وعودا بتوفير مزيد من الخدمات في الجانب الأمني، فلهم منا جزيل الشكر والتقدير على ما يقدمونه.

 

المشاريع المستقبلية

وعاد المحافظ لمتابعة الحديث حول تقديم دراسات في مجال الخدمات التي تحتاجها جزيرة سقطرى وخاصة الكهرباء والمياه، وتم وضع الحجر الأساس لبناء كلية المجتمع قبل نحو شهر، وهي الآن قيد التنفيذ بدعم من دولة الإمارات عن طريق مؤسسة خليفة.

واختتم المحافظ السقطري بتوجيه الشكر لقيادة دولة الإمارات العربية المتحدة وعلى رأسهم الشيخ خليفة بن زايد والشيخ محمد بن زايد والشيخ محمد بن راشد على ما يقدمونه في سبيل الإنسانية والأمة، والشكر أيضا لرئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، الذي تكللت كل جهوده وتوجيهاته مع الأخوة في دول التحالف العربي بتقديم المساعدات والدعم المباشر لجزيرة سقطرى، وهو على تواصل مباشر معنا، ويتابع ما تم تنفيذه.

 

مستشفى خليفة بن زايد.. كادر متخصص وخدمات مجانية على مدار الساعة

صامد باعباد فني مختبرات طبية بمستشفى خليفة في جزيرة سقطرى تحدث بدوره عن أن مستشفى الشيخ خليفة بن زايد تم إنشاؤه قبل أربع سنوات بدعم من مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية ويعتبر المستشفى الأم بجزيرة سقطرى، حيث يستفيد من خدماته ما يقارب 100 ألف نسمة من أبناء الجزيرة ويقدم المستشفى خدماته من علاج وعمليات جراحية بالمجان، ويوجد به طاقم طبي من جميع التخصصات ومن جنسيات مختلقة.