و روسيا تفتح ممراً إنسانياً ..

أطفال الغوطة تحت رحمة غاز الكلور

ثلاثة أطفال سوريين يتلقون إسعافات بعد هجوم شنه النظام في الغوطة الشرقية

عواصم

أعلنت روسيا عن «هدنة إنسانية» يومية لخمس ساعات بدءاً من صباح اليوم في الغوطة الشرقية المحاصرة، حيث تسبب قصف قوات النظام في مقتل 22 مدنياً رغم قرار لمجلس الأمن ينص على وقف لإطلاق النار لمدة شهر في سوريا، وسط ترنح الهدنة بسبب ثغرات في نص القرار فتحت الباب أمام اجتهادات للأطراف المعنية، حيث اعتبرت روسيا أن الهدنة لا تشمل المجموعات المرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش وهو تفسير فضفاض يناسب رواية النظام بربط كافة الفصائل بالإرهاب، فيما تستند تركيا إلى النص الأول للقرار الذي لم يذكر مدينة عفرين بالاسم، وبالتالي تعتبر أنقرة عفرين خارج الهدنة، وهو ما دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى تنبيه تركيا بشمول الهدنة منطقة عفرين.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الدفاع سيرغي شويجو قوله، إن الرئيس فلاديمير بوتين أمر بتنفيذ وقف يومي لإطلاق النار لمدة خمس ساعات في الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة بسوريا ابتداء من اليوم (الثلاثاء) وفتح «ممر إنساني» يمكن للمدنيين أن يغادروا من خلاله.

ونقلت الوكالة عن شويجو: «سيجري تطبيق وقف إنساني لإطلاق النار اعتباراً من 27 فبراير من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الثانية ظهراً، وذلك بهدف وقف سقوط قتلى ومصابين من المدنيين في الغوطة الشرقية». وأضاف: «سيفتح ممر إنساني لخروج المدنيين. جرى وضع إحداثيات الممر وسيعلن عنه في المستقبل القريب».

التلاعب بالهدنة

في المقابل، صرح نائب السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة جوناثان ألان للصحافيين في نيويورك، بأن الهدنة الإنسانية اليومية التي أعلنتها روسيا في الغوطة الشرقية «غير متماشية» مع قرار مجلس الأمن الدولي. لكن الإعلان عن وقف العمليات القتالية لمدة خمس ساعات في المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة بالقرب من دمشق، تظهر أن روسيا يمكنها تنفيذ الهدنة المتفق عليها إذا ما شاءت ذلك، بحسب ألان.

وأضاف نائب السفير البريطاني أن الأمر متروك لروسيا إذا ما كانت ترغب في تنفيذ الهدنة في كل أنحاء سوريا، والتي صوت عليها مجلس الأمن الدولي، بما في ذلك روسيا، «أم أنها ترغب في التلاعب بها».

قتلى في الغوطة

وقتل أمس 22 مدنياً بينهم سبعة أطفال، وفق آخر حصيلة للمرصد من جراء غارات وقصف مدفعي لقوات النظام تحديداً مدينة دوما، كبرى مدن الغوطة الشرقية، والتي يسيطر عليها فصيل جيش الإسلام.

ومن بين القتلى في دوما تسعة أشخاص من عائلة واحدة تم سحب جثثهم من تحت أنقاض مبنى. ولازم سكان المدينة الأقبية فيما خلت الشوارع إلا من بضعة أشخاص خرجوا مسرعين بحثاً عن الطعام أو للاطمئنان على أقاربهم. وحث كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، على «تطبيق فوري» لقرار مجلس الأمن الذي ينص على أن تلتزم «كل الأطراف بوقف الأعمال الحربية من دون تأخير لمدة 30 يوماً متتالية على الأقل في سوريا من أجل هدنة إنسانية دائمة»، لإفساح المجال أمام «إيصال المساعدات الإنسانية بشكل منتظم وإجلاء طبي للمرضى والمصابين بجروح بالغة». وذكرت موغيريني أنها سوف تبعث برسائل إلى وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران تدعوهم فيها إلى دعم التنفيذ الفوري للهدنة.

تفسيرات واجتهادات

ويستثني قرار الهدنة العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش وتنظيم القاعدة وجبهة النصرة، في إشارة إلى هيئة تحرير الشام وكل المجموعات والأشخاص المرتبطين بها. وتفتح هذه الاستثناءات الطريق أمام تفسيرات متناقضة، لا سيما أن دمشق تعتبر فصائل المعارضة «إرهابية»، ما من شأنه أن يهدد الاحترام الكامل لوقف إطلاق النار.

وصرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي: «سيبدأ وقف إطلاق النار بعد أن يتفق جميع أطراف النزاع حول طريقة تطبيقه لضمان توقف الأعمال الحربية بشكل كامل وفي كل أنحاء سوريا». وتابع لافروف أن هذه الهدنة «لا تشمل بأي حال أعمال الحكومة السورية التي تدعمها روسيا ضد المجموعات الإرهابية مثل تنظيم داعش وجبهة النصرة وكل المتعاونين معهما». ولم يذكر نص القرار كلمة «المتعاونين معهما»، إلا أنها لم تستثنِ فقط داعش والنصرة، بل ذكرت «كافة التنظيمات» المصنفة في قائمة الإرهاب الخاصة بمجلس الأمن.

ويهدد التفسير التركي لنص القرار بمشكلة أخرى تزيد من صعوبات تطبيق الهدنة، حيث يصر المسؤولون الأتراك على القول إن الهدنة لا تشمل المناطق التي يشن فيها الجيش التركي عمليات عسكرية كبيرة في عفرين. ولم يذكر نص القرار عفرين بالاسم، إلا أنها تركت الباب مفتوحاً على الاجتهاد من كافة الأطراف، بدعوتها وقف الأعمال القتالية في كافة أنحاء سوريا، لكن في فقرة أخرى تم تصنيف المناطق ولم يكن بينها عفرين.

وفي هذا الإطار أبلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، نظيره التركي رجب طيب أردوغان، في اتصال هاتفي، أن العملية العسكرية التركية في بلدة عفرين السورية هي بمثابة انتهاك لقرار مجلس الأمن الدولي بشأن وقف إطلاق النار في جميع الأراضي السورية. ونقل قصر الإليزيه عن ماكرون، خلال الاتصال الهاتفي، قوله إن وقف إطلاق النار الذي طالب به مجلس الأمن الدولي يشمل «جميع الأراضي السورية بما فيها عفرين».

تركيا تستعد لـ«حرب المدن» في عفرين

أعلنت تركيا أنها أرسلت قوات خاصة إلى منطقة عفرين تحضيرا لبدء «معركة جديدة» ضد المقاتلين الأكراد في مناطق يتواجد فيها مدنيون في إطار العملية التي تخوضها في شمال سوريا.

وقال نائب رئيس الوزراء والناطق باسم الحكومة التركية بكر بوزداغ إن «نشر قوات خاصة يشكل جزءا من التحضيرات لمعركة جديدة قادمة». وتحدثت وكالة أنباء الأناضول عن دخول عدد غير محدد من قوات الشرطة والدرك الخاصة إلى المنطقة بعد إعلان الجيش التركي استكمال السيطرة على الشريط الحدودي. وأفاد بوزداغ أن المعارك تتواصل في القرى والأرياف بعيدا عن وسط مدينة عفرين.

وقال في مقابلة مع قناة «إن تي في» إن «القتال سينتقل إلى مناطق حيث يوجد مدنيون فيما تضيق منطقة» القتال.

وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن القوات التركية ومسلحي المعارضة السورية أجبروا عناصر وحدات حماية الشعب الكردية على التراجع من المناطق القريبة من حدود تركيا الجنوبية في منطقة عفرين.

وقُتل أكثر من 200 مقاتل موال لأنقرة و209 من وحدات حماية الشعب الكردية منذ بدء عملية «غصن الزيتون»، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أكد سقوط 112 قتيلا مدنيا، الأمر الذي تنفيه أنقرة. وأعلن الجيش التركي من جهته مقتل 32 جنديا تركيا.

30

تبنى مجلس الامن السبت الماضي قراراً يدعو إلى وقف لإطلاق النار مدته 30 يوما في سوريا دون أن يحدد نصه تاريخ دخول الهدنة حيز التنفيذ. وفي تنازل واضح لروسيا، أضيفت إلى القرار جملة تشير إلى أن الهدنة لن تشمل «أشخاص وجماعات وتعهدات وكيانات مرتبطة» بتنظيم القاعدة. واشنطن-وكالات

تراجع

قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إن «وتيرة الغارات والقصف تراجعت من دون أن تتوقف الهجمات كلياً، والدليل استمرار سقوط ضحايا مدنيين وإن بدرجة أقل من الأسبوع الماضي». ويترافق التصعيد مع تعزيزات عسكرية لقوات النظام في محيط الغوطة الشرقية تنذر بهجوم بري وشيك. لندن-وكالات

رفض

نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الخارجية سيرغي لافروف قوله إن مزاعم عن أن قوات موالية للرئيس السوري بشار الأسد مسؤولة عن هجوم بغاز الكلور في الغوطة الشرقية هي «استفزاز» يهدف لتخريب وقف إطلاق النار في المنطقة. موسكو-وكالات

مزاعم

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إن إسقاط صاروخ سوري طائرة إسرائيلية مقاتلة من طراز إف-16 في وقت سابق من الشهر الجاري نجم عن «خطأ مهني» ارتكبه طاقم الطائرة، حيث إن إحدى الطائرات التي لم تدافع عن نفسها أصيبت. وأثبتت التحقيقات أن صاروخا مضادا للطائرات أسقط الطائرة الحربية الإسرائيلية أثناء عودتها من غارة على مواقع لقوات تدعمها إيران في سوريا في العاشر من فبراير.الأرض المحتلة-وكالات

200

تظاهر نحو 200 شخص في عاصمة جمهورية التشيك براغ، أمس، للمطالبة بالإفراج عن الزعيم الكردي السوري صالح مسلم المحتجز في البلاد بناء على طلب من تركيا. وتم اعتقال مسلم، وهو الرئيس السابق لحزب الاتحاد الديمقراطي، الحزب السياسي الكردي السوري الرئيسي، أول من أمس في براغ بناء على مذكرة من الشرطة الدولية (انتربول). يذكر أن تركيا أدرجت اسم مسلم على لائحة الإرهابيين المطلوبين بالنشرة الحمراء قبل أسبوعين، مدعية أنه عضو في حزب العمال الكردستاني المحظور، وأعلنت عن مكافأة قدرها 4 ملايين ليرة تركية (نحو مليون دولار) لمن يلقي القبض عليه