لتغرير بهم من جماعة الحوثي..

صنعاء: أختطاف الأطفالاً من دار الأيتام

طفل يمني مغرر به

وكالات

تتكشف يوماً بعد الآخر الفظائع الإنسانية التي ارتكبتها الميليشيا الحوثية في حق الشعب اليمني، ولعل القصة التي كشف عنها ناشطون يمنيون تسلط الضوء على مدى المعاناة التي يتعرض لها الأطفال والنساء في اليمن على أيدي الميليشيا المتوحشة، وكشف الناشطون ان الحوثيين اختطفوا أطفالاً من دار الايتام في صنعاء واعادوهم الى اسرهم جثثاً هامدة بعد ان اجبروهم على التوجه لجبهات القتال.

وتبدأ قصة «أم وسيم»، بانفصالها عن زوجها، بعد إصابته بمرض نفسي، لتتحمل وحدها تربية أبنائهما الثلاثة، والكد من أجل إعاشتهم بعملها في الزراعة في إحدى قرى منطقة آنس بمحافظة ذمار وسط اليمن.

ألحقت أطفالها الثلاثة للتحصيل العلمي بدار الأيتام في صنعاء، وكانوا على تواصل هاتفي دائم معها، قبل أن ينقطعوا فجأة قرابة شهرين من مطلع عام 2018، فانتابها القلق والخوف لتفاجأ بمقتل ابنها الأكبر وسيم، بعد قرابة شهر من أخذه من قبل ميليشيا الحوثي والزج به مع إخوته الطفلين الآخرين (رمزي وفؤاد) للقتال في جبهة نهم (شرق صنعاء).

داهمت غيبوبة طويلة الأم المكلومة بفلذة كبدها، ودخلت بعدها في نوبات بكاء قطعت قلوب جميع أسرتها وكل من رآها، وفق شهود عيان، لتنتقل مع أخيها الذي تسكن عنده في صنعاء لاستلام جثته، كما طلب منهم الحوثيون، وعاد أخوه الأصغر فؤاد معه، لكن الميليشيا لم تسمح لطفلها الآخر رمزي بالعودة من الجبهة.

رفضت الأم وأخوها استلام جثة وسيم إلا بحضور طفلها الثالث رمزي، ودخلا في مشادات مع الحوثيين الذين اتهموهما بأنهما «دواعش»، وهي الصفة التي تلصقها بأي شخص يرفض أفكارهم تمهيداً لاعتقاله أو تصفيته، وقررت اعتقالها مع أخيها وطفلها العائد فؤاد، ما دفعهم إلى الهروب وترك جثة ابنهم التي دفنها الحوثيون لاحقاً دون حضور أسرته.

خداع

فؤاد الطفل الأصغر 11 عاماً، والذي عاد من الجبهة مع جثة أخيه، وعند سؤال أمه له عن سبب ذهابهم مع الحوثيين، أجابها بأنهم طلبوا منهم حضور دورة ووعدوا بتوظيفهم وتسليم مرتبات شهرية لهم، لكنهم نقلوهم بعد الدورة إلى جبهة القتال مباشرة بالقوة ومنعوهم من الخروج منها.

ظل فؤاد يرتعد خوفاً من إعادة الحوثيين له إلى الجبهة بالقوة، ومناظر الموت والقتل وجثة أخيه لا تفارقه، وهرب مع والدته إلى قريتهم في آنس ذمار، فيما ظل مصير طفلها الثاني رمزي مجهولا ولا تعلم عنه شيئاً، وقبل أن تجف دموعها باغتها بعد شهر خبر مقتله في ذات الجبهة، حيث أوصله الحوثيون لها إلى القرية يوم الأحد 17 مارس 2018، وقد أصبح قطع لحم متناثرة داخل صندوق خشبي تحمله سيارة إسعاف. أم الطفلين القتيلين هي واحدة من مئات القصص المحزنة لأطفال استدرجتهم الميليشيا إلى حربها، وما واجهته العائلات من مواقف مؤلمة جراء مقتلهم.

*صحيفة البيان الأماراتية