استمرار الاشتباكات في السويداء..

وكالات إغاثة تحذر من تشريد 700 ألف سوري في إدلب

تحذير من تشريد 700 ألف سوري في إدلب

وكالات

علمت وسائل إعلامية ان عنصر تنظيم «الدولة»، الذي تم اعدامه وتعليق جثته والتمثيل بها وسط السويداء، ليس مقاتلاً تم أسره خلال الهجوم الذي وقع شرق السويداء كما جاء في الانباء الرائجة، وانما هو قيادي عسكري لتنظيم الدولة في حوض اليرموك في ريف درعا الغربي، قامت الفرقة الرابعة بتسليمه لميليشيات درزية موالية للنظام في السويداء، والتي اقدمت بدورها على اعدامه وسط ساحة السويداء انتقاماً من مقتل اربعة من عناصرها في هجوم وقع ذلك اليوم، شرقي السويداء.

اشتباكات السويداء

وحسب مصادر خاصة، فإن القيادي هو أبو تميم الجاعوني (جمال الحميد) وهو القيادي الذي ظهر مصاباً بقدمه خلال اقتياده من قبل الفرقة الرابعة، ومعه مجموعة من الاسرى من تنظيم الدولة في اليرموك بعد سيطرة النظام على معقل جيش خالد المبايع للتنظيم.
وفي فيديو اطلعت «القدس العربي» عليه، يظهر القيادي الجاعوني، وهو معتقل برفقة ضابطين من الفرقة الرابعة، داخل سيارة عسكرية، حيث يتحدث داخل المركبة، عنصر آخر بدا انه من الميليشيات الدرزية الموالية للنظام، خلال تسلمه للقيادي الجاعوني، قائلاً «هذه نهاية داعش» ويوجه العنصر الميليشاوي شكره للفرقة الرابعة وللعقيد غيث مدله، والمقدم مهند غانم، ثم يطلبون من المعتقل: تريد شعار «الله والفرقة الرابعة».
كما قال الناشط السوري المقرب من تنظيم الدولة، قحطان الشامي، ان الميليشا التي تسلمت القيادي الجاعوني من عناصر الفرقة الرابعة، هي «نسور الزوبعة» المنضوية في الحزب السوري القومي الاجتماعي، وان عناصر هذه الميليشا يتهمون الجاعوني بالمسؤولية عن الهجوم الاخير على نقطة عسكرية للحزب السوري القومي شرق السويداء والذي اسفر عن مقتل اربعة من هذه الميليشيا التي تتشكل في معظمها من ابناء القرى الدرزية في السويداء.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس بأن محاور باديتي السويداء الشرقية والشمالية الشرقية تشهد استمرار الاشتباكات بين عناصر من تنظيم داعش من جهة، والقوات الحكومية والمسلحين الموالين لها والمسلحين القرويين من جهة أخرى.

تحذير «إغاثي»

وأوضح المرصد أن الاشتباكات ترافقت مع قصف صاروخي على مواقع داعش، وذلك ضمن العمليات العسكرية التي أطلقتها القوات الحكومية مساء الأحد الماضي لإنهاء تواجد التنظيم في بادية السويداء.
ورصد تصاعد المخاوف لدى ذوي مختطفي ومختطفات السويداء من أي ردة فعل جديدة انتقامية من التنظيم خاصة بعد إعدام مسلحي السويداء الموالين للنظام عنصراً من التنظيم بعد أسره حياً وتعليق جثته على أحد الأقواس في السويداء وسط تجمع المئات من المواطنين.
وكان التنظيم قام قبل أيام بإعدام أول مختطف من ضمن 30 مخطوفاً من الأطفال والسيدات كان جرى اختطافهم في الخامس والعشرين من تموز/يوليو الماضي. وأسفرت هجمات وعمليات انتحارية شنها داعش في السويداء نهاية الشهر الماضي عن مقتل نحو 250 شخصا، وذلك في أعنف عملية للتنظيم منذ سنوات على المنطقة ذات الغالبية الدرزية.
وبالانتقال إلى الشمال والى محافظة إدلب بالتحديد أفاد تقرير شهري صادر عن مجموعة من وكالات الإغاثة التي تقودها الأمم المتحدة بأن هجوماص مرتقباً لجيش النظام السوري على مقاتلي المعارضة في محافظة إدلب قد يشرد ما يربو على 700 ألف شخص أي أكثر بكثير من المشردين بسبب المعركة التي دارت في جنوب غرب سوريا في الآونة الأخيرة.
وانتهت معارك كثيرة في سوريا باتفاقات تقضي برحيل مقاتلي المعارضة وأسرهم إلى محافظة إدلب حيث تسبب تدفق النازحين إلى زيادة تعداد المحافظة إلى قرابة المثلين أي أنه وصل إلى نحو 2.5 مليون نسمة. وقالت الأمم المتحدة إن إدلب أصبحت أرضاً لتكديس النازحين.
وجاء في نشرة (هيلث كلستر) الشهرية التي تنشرها مجموعة من وكالات الإغاثة المعنية بالصحة وفي مقدمتها منظمة الصحة العالمية أن عمال الإغاثة يتأهبون لمعركة إدلب.
وأضاف التقرير «من المتوقع أن يسفر تصاعد الأعمال العدائية في الشمال الغربي خلال الفترة المقبلة عن تشريد بين 250 ألفاً و700 ألف شخص في إدلب والمناطق المحيطة». وتابع «سينتج عن ذلك حاجة متزايدة للمساعدات الإنسانية للمعرضين للخطر الجدد وللمجتمعات المضيفة، خاصة خدمات الطوارئ الصحية». وأفاد بأن 184 ألف شخص نزحوا بسبب معركة في الجنوب واتفاقات لاحقة على إنهاء القتال هناك في الفترة من منتصف يونيو/ حزيران إلى نهاية يوليو تموز. وأضاف أن ما يربو على عشرة آلاف من بين النازحين ذهبوا إلى إدلب ومحافظة حلب الشمالية.
وحذرت الأمم المتحدة مراراً من مخاطر شن هجوم على إدلب. وقال الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع وسائل إعلام روسية الشهر الماضي إن محافظة إدلب ستحظى بأولوية قواته. وقال بانوس مومسيس منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في يونيو حزيران إن سكان المحافظة بأكملهم وعددهم 2.5 مليون نسمة يمكن ان ينزحوا باتجاه الحدود التركية إذا وقع هجوم كبير. وأضاف أن مثل هذه المعركة ستكون أكثر تعقيدا ووحشية بالمقارنة بأي شيء حدث من قبل حتى الآن في الحرب المستمرة منذ سبع سنوات.
واشتمل تقرير هيلث كلاستر على خريطة تظهر توزيعات السكان في المناطق الجنوبية والشرقية من المحافظة فيما يشير إلى أن النزوح استند إلى احتمال شن القوات الحكومية لهجوم من جهتي الجنوب والشرق.
وأظهرت الخريطة تقديرات السكان في أربع مناطق من الخط الأمامي وحتى الطريق السريع بين اللاذقية وحلب والطريق السريع بين حماة وحلب وبلغ إجمالي عدد السكان في هذه المناطق 993 ألفاً.