هل تقف تجارة الآثار وراء موتهما أم إن والدهما فعلها؟

أربع روايات حول خطف طفلين شقيقين وقتلهما في مصر

رحلا وخلفا لغزًا وراءهما... من قتل طفلي الدقهلية؟

وكالات

رعب رافق جريمة اختطاف طفلين شقيقين في مصر مع تضارب فاضح لأقوال والدهما، إذ أدلى بأربع روايات مختلفة حول دوافع الجريمة من بينها روايتان تفيد أنه من قتلهما ليسبقانه إلى الجنة وكي لا يعيّرا بصيته السيء.

إيلاف من القاهرة: أصيب الرأي العام في مصر بصدمة شديدة إثر مقتل طفلين شقيقين في محافظة الدقهلية، وقال والدهما إنهما تعرّضا للاختطاف في أول أيام الأضحى. ما زاد من الغموض أن الأب أدلى باعترافات متضاربة، فبينما قال إنه قتلهم بسبب أزمة نفسية، أشار إلى أن عصابة متخصصة في تجارة الآثار قتلتهما انتقامًا منه.

يعيش المصريون في حالة من الصدمة والرعب، بعد خطف وقتل طفلين شقيقين هما ريان ومحمد محمود نظمي، ثاني أيام عيد الأضحى، والعثور على جثتيهما طافيتين في مياه أحد الترع، في مدينة ميت سلسيل في محافظة الدقهلية.

قتلت ولديّ!
في البداية أبلغ الأب محمود نظمي السيد، المقيم في منطقة البحر الجديد في مدينة ميت سلسيل، أبلغ الشرطة باختطاف طفليه ريان ومحمد أثناء تواجدهما معه في مدينة الملاهي في أول أيام عيد الأضحى.

قال والد الطفلين في البلاغ إنه فوجئ بشخص يحتضنه، ويدّعي أنه كان زميله في المدرسة في المرحلة الابتدائية، وظل يتحدث معه، وعندما تركه وذهب، لم يجد نجليه. وبعد 18 ساعة من البحث تم العثور على الطفلين غريقين في نهر النيل في ارسكور.

عقب تشييع جنازة الطفلين، اختفى الوالد في ظروف غامضة، وظهر صباح اليوم التالي في قسم الشرطة، قال إنه هو من قتل طفليه.

4 تصاريح متناقضة
أدلى والد الطفلين باعترافات متضاربة، قال في أحدها إن عصابة متخصصة في التنقيب وتجارة الآثار قتلت الطفلين انتقامًا منه، مشيرًا إلى أنه اشترك معهم في عملية للتنقيب عن الآثار، ودفع إليهم مبلغ 300 ألف جنيه، وحصل على تمثال فرعوني لـ"قط"، ولم يمنحهما باقي الثمن المتفق عليه، وهو 500 ألف جنيه، فضلًا عن أن أحدهم توفي مختنقًا داخل حفرة عميقة، ما دفع بباقي أفراد العصابة إلى اختطاف طفليه وقتلهم، انتقامًا منه.

كما ذكر الأب ضمن اعترافاته في تصريح آخر ومتناقض تمامًا عن السابق أنه كان على علاقة عاطفية من سيدة، وقررت الانتقام منه، بعما صوّرها عارية، وحاول ابتزازها، وخطفت الطفلين وقتلتهما.

بينما قال في اعتراف ثالث هو الأغرب إنه يعاني من أزمة نفسية شديدة، وإنه قرر قتلهما حتى يسبقانه إلى الجنة. وأضاف في اعتراف رابع إنه رجل سيء السمعة، ويخشى عليهما من العار، فقرر قتلهما.

النقابة تمنع انتداب محامين
قال محامي والد الطفلين، محمود الموافي، إن اعترافات الأب غير منطقية، مرجّحًا أن "تكون الجريمة متعلقة بتجارة الآثار مثلما اعترف في البداية".

استبعد عم الطفلين، فرضية أن تكون عصابة متخصصة في تجارة الآثار وراء مقتل الطفلين. وقال في مقطع فيديو صوره لنفسه، إن والد الطفلين معروف، ولديه أموال، وليس في حاجة إلى الاشتراك في تجارة الآثار، مشيرًا إلى أن كل إنسان لديه خصومات وأعداء، ورجّّّح أن يكون "أحد أصدقاء السوء" لوالد الطفلين هو من يقف وراء الجريمة.

وقررت نقابة المحامين عدم الدفاع عن المتهم في قتل الطفلين، وأصدر مجلس نقابة محامين شمال الدقهلية قرارًا بمنع انتداب محامين من شمال الدقهلية للدفاع عن المتهمين في قضية مقتل الطفلين أبناء مدينة ميت سلسيل "جريمة الخسة والجبن التي أفجعت القلوب"، وذلك بعد إعلان ياسر أبو هندية نقيب محامين دمياط قراره بعدم انتداب أي محامي للدفاع عن مرتكبي الجريمة، مؤكدًا على ضرورة الالتزام بالقرار من جميع المحامين، ومن يخالف ذلك سيتعرّض للجزاء.

مطالبة بغليظ العقوبات
وأهاب مجلس محامين شمال الدقهلية المحامين أعضاء الجمعية العمومية، فى بيان له، عدم قبول الدفاع عن مرتكبي هذه الجريمة بأي شكل من الأشكال، معلنًا عن استعداده الكامل للدفاع عن حقوق الضحايا وذويهم، ومقدمًا خالص العزاء إلى أسرة الطفلين.

شيّع أهالي مدينة ميت سلسيل جثماني الطفلين، وسط حالة من الحزن والصراخ الهستيري، بينما مازالت الأجهزة الأمنية تجري تحريات مكثفة للوصول إلى الجناة أو توثيق اعترافات الأب، لاسيما أنه لم يقدم أي دليل مادي أو أسباب منطقية وراء إقدامه على الجريمة.

تسببت الجريمة في حالة من الهلع في مصر، لاسيما مع تكرار جرائم اختطاف الأطفال، لطلب فدية، وتعرّض بعضهم للقتل، وطالب النائب في البرلمان، مصطفى بكري، بضرورة تغليظ عقوبة خطف الأطفال لتصل إلى الإعدام. وقال إن جريمة خطف طفلين من مدينة ميت سلسيل في الدقهلية خلال الاحتفال بعيد الأضحى، والعثور عليهما مقتولين في إحدى الترع في مركز فارسكور في دمياط، لن يمر مرور الكرام.

أضاف بكري، في تصريحات له، أنه بعد تكرار عمليات الخطف، رغم جهود الشرطة لمواجهة هذه الجريمة، سيتقدم بقانون جديد إلى مجلس النواب، يقضي بإعدام كل من يخطف طفلًا، أيًا كان المبرر.

مقوضة للاستقرار
بينما قال النائب في البرلمان والمخرج السينمائي خالد يوسف إن "مقتل الطفلين المختطفين في قرية ميت سلسيل جريمة وحشية تهز الضمير الإنساني وتستوجب ألا يغمض لنا جفن، إلا بعد القبض علي المجرمين وتقديمهم إلى العدالة".

أضاف: "جرائم مثل هذه الجريمة تقوّض المجتمعات، وتهز الاستقرار، وتخلق حالة لا أمان، لا مثيل لها في كل الأسر المصرية من دون استثناء، وتدبّ الرعب في القلوب.. أثق أن الشرطة المصرية لن يهدأ لها بال حتى تقبض على الجناة وأتمنى لهم التوفيق في سرعة الضبط، وربنا يلهم أسرة الطفلين الصبر".