بعد تحرير "الحديدة"..

تحليل: سيناريوهات ومألات الحرب في اليمن؟

القوات المشتركة جبهة الساحل الغربي

علي رجب

تحقق القوات المشتركة انتصارات كبيرة داخل مدينة الحديدة، وهو ما يشير إلى أن المعارك تحقق أهدافها في ظل الدعم والإسناد الكبير من قوات التحالف العربي لدعم الشرعيَّة، وينتظر الجميع ما سيذهب إليه الصراع في اليمن، في ظل جهود المبعوث الأممي مارتن جريفيث، لعقد جولة مشاورات جديدة في نوفمبر الجارى وضع مراقبون عدة سيناريوهات لما قد يؤول إليه الصراع في اليمن بعد تحرير الحديدة.

أولى سيناريوهات عقب انتهاء تحرير «الحديدة» من ميليشيا الحوثي، هو الجلوس إلى طاولة المفاوضات وإرغام الحوثي على تسليم صنعاء والمدن اليمنية الواقعة تحت سيطرته إلى الحكومة الشرعية، ومن ثم تشكيل حكومة وفاق طني.

وفي تغريدات على موقع «تويتر» أكد  وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، الدكتور أنور قرقاش، أن تحرير مدينة «الحديدة» وميناءها سيجلب الحوثيين إلى طاولة المفاوضات، قائلًا: "احتلال الحوثيين غير الشرعي للحُديدة سيُطيل الحرب في اليمن، وتحرير المدينة ومينائها سيفرض واقعًا جديدًا، وسيجبر الحوثيين على التفاوض".

كما رحب نائب الرئيس اليمني، الفريق الركن علي محسن صالح، بكل دعوات السلام المنادية لميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، بوقف الحرب ، والعودة لطاولة المفاوضات، وإنهاء الانقلاب، والتوقف عن إطلاق الصواريخ تجاه المدن الآهلة بالسكان.

السيناريو الثاني فيما بعد تحرير «الحديدة»، هو استمرار الحرب وتحرير الحكومة الشرعية لصنعاء والمدن اليمنية الخاضعة لميليشيا الحوثي عن طريق السلاح.

وقد توعد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، السبت الماضي، بسقوط علم حوثي إيران قائلًا: «كما سقط علم الاستعمار البريطاني في مثل هذه الأيام في شهر نوفمبر العظيم، سيرتفع علم الجمهورية اليمنية فوق قمم جبال مران (بمحافظة صعدة شمال اليمن) وإن النصر قريب».

البندقية هل تكون الحل؟

يقول السياسي اليمني والقيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام، كامل الخوداني، إن المعارك سوف تستمر حتى تحرير التراب اليمني من الميليشيا الكهنوتية.

وأضاف «الخوداني» " أن القوت اليمنية المشتركة التي تحارب في «الحديدة»  لم تأت حاملة بنادقها وأكفانه للنزهة بل جاءت لغاية من أجل تحرير اليمن من دنس الحوثي".

وتابع أن تحرير «الحديدة» سيؤثر بشكل كبير في مسار العمليات العسكرية في اليمن، من حيث التقدم إلى استكمال تحرير المدن الأخرى، وفي مقدمتها العاصمة صنعاء، ليعود اليمن إلى مكانته وتنهي سنوات من الحكم الكهنوتي الظلامي.

وشدد القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام، على أن اليمنيين ليس أمامهم سوى البندقية لإنهاء سلطة الحوثي، مؤكدًا أن المفاوضات ليست مرفوضة ولكن تجارب اليمنيين مع الحوثي تؤكد أن البندقية هي الحل.

سيناريو التقاط الأنفاس

السيناريو الثالث محاولة الحوثيين التقاط الأنفاس عبر المراوغة بقبول المفاوضات، ومن ثم عودة الحرب مرة أخرى، وهو ما يخشاه المحلل السياسي اليمني حسين لقور، قائلا إنه طالما لم يُهزم الحوثي هزيمة واضحة فلن تنتهي الحرب قريبا، مضيفًا "أن ما جاء به الحوثي من أفكار متطرفة ودخيلة حتما لن تبقى طويلًا ولن تصمد".