البحث عن "تسوية" مع البحرية الإريترية..

تقرير: هل أصبح صيادو المخا على شاطئ البطالة؟

أحد الصيادين التهاميون

المخا

ليس من السهل ولا آمناً أن تغامر مع البحر من أجل صيد الأسماك في المياه الإقليمية والدولية بالبحر الأحمر، مغامرة كهذه قد تكلفك الكثير وتعود منها بمعجزة سالماً ومجرداً من كل شيء. صيادون يمنيون في الساحل الغربي يتحدثون عن  معاناة مديدة في البحر وملاحقة البحرية الإريترية التي صادرت مئات القوارب وفقد كثيرون أعمالهم، ويطالبون بتدخل الوزارة المعنية لوضع تسوية ما..

غالباً ما يذهب الصيادون اليمنيون بالمخا، في يوم تكون فيه الرياح هادئة للصيد، (تكون درجة سرعة الرياح حسب جهاز ماجلان 26° إلى 34°)، في ذلك اليوم أغلب الصيادين قرروا عدم الذهاب إلى المياه الإقليمية منذ الليل وبعضهم قرر الذهاب إلى المياه اليمنية قليلة الصيد.

"جعشم عبدالله" أحد الصيادين الذين قبض عليهم في المياه الإقليمية، وبات هناك في أحد المواقع التابعة لدولة اريتريا يحكي مطاردة بين الحربي الإريترية (البحرية الاريترية) وعدة قوارب صيد يمنية. 

الساعات الأولى من ليلة الاثنين 26 نوفمبر 2018 علم أهالي المخا أن أكبر عدد من القوارب أخذتها البحرية الاريترية (الحربي) وساد سخط وقلق. 

وفي خلال الساعات المتعاقبة من المساء تتابع الناجون من المصادرة والمطاردة، إذ لم يحسن (الحربي) التعامل مع جيش من الصيادين شتتوا انتباهه، وفي أكثر من جهة، قبض على نصفهم وقادهم إلى إحدى الجزر القريبة، جزيرة فاطمة.

قوارب تمكنت من الإفلات، خاض الصيادون مغامرة المطاردة والاذعان في نفس الوقت والفرار عندما تكون الفرصة سانحة وفرت..

جعشم كان ممن قبض عليه الحربي، واقتادهم إلى الساحل الاريتري وقضى ليلة شتائية باردة في العراء، طبق العشاء كان عبارة عن أرز بماء. ثلاثة قوارب قبض عليها، والبقية استطاعت الإفلات وعادت إلى المخا.

في اليوم التالي، 18 صياداً عبأتهم البحرية الإريترية في قارب واحد وقررت إخلاء سبيلهم وعادوا إلى المخا.

يكابد الصيادون التهاميون على الساحل الغربي، ظروفاً ومخاطر قاسية ويخوضون تجارب ويتعرضون لمطاردات واعتقالات وحجز لفترات متفاوتة، ما من جهة رسمية تعنى بهؤلاء وتتابع شئونهم وقضاياهم.

الشهادات التي أدلى بها جعشم ورفاقه لنيوزيمن وصيادون سابقون تؤكد أن مئات القوارب أخذت منهم عنوة وسلبتهم البحرية الإريترية مصادر عملهم ورزقهم، كثير من الصيادين توقفوا وتزدحم بهم شواطئ البطالة.

يقول "زاكي" من حارة العمودي لنيوزيمن، إنه لوحده لديه أربعة قوارب وللتو فقد الخامس، هناك لدى الإريتريين.

يتذكر صيادون مع نيوزيمن زميلهم "عمار صغير" القتيل قبل أربعة أعوام، أصابته رصاصة خلال مطاردة البحرية الاريترية لتخرق صدره ويفارق الحياة ويعود جثة إلى أهله، دفن الرجل ولم يذكره أحد لا وزارة الثروة السمكية ولاحقوق إنسان.. ودون وصول قضيته حتى إلى أصغر مسؤول بالوزارة.

يأمل جعشم وعشرات الصيادين في المخا والساحل الغربي "لعقد تسوية مع القوات الاريترية بعدم اللحاق بالصيادين  والعمل على مصالحة بين وزارتي السمكية بين البلدين واسترداد القوارب للصيادين".

نيوزيمن