وعودة سوريا للجامعة العربية طرح إيجابي

شكري: الإخوان منظمة إرهابية أولوية لواشنطن

وزير الخارجية المصري سامح شكري

أكرم علي (القاهرة)

كشف وزير الخارجية المصري سامح شكري أن الاقتراح الخاص باعتبار جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية في الولايات المتحدة الأمريكية مازال محل نقاش بين الدوائر السياسية وهناك اهتمام بشأنه، وقال إن مصر تتابع تلك التحركات باهتمام حيث لا يوجد أي توجه لدى الإدارة الجديدة بإعادة الإخوان للحياة السياسية في مصر عن طريق مصطلح "الشمولية" التي كانت تتحدث عنه الإدارة الأمريكية السابقة.

وأوضح في حوار لـ24 أن مصر اقتربت من النجاح في الملف الليبي وتسوية الأزمة بها بالتنسيق مع دول الجوار المشتركة من أجل تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة ككل.. وإلى نص الحوار:

ما هي الترتيبات الخاصة بالقمة العربية المقبلة وهل ستطرح بها تسوية الخلافات بين الدول وبعضها البعض؟
- هناك ترتيبات متواصلة لانعقاد القمة العربية المقبلة في العاصمة الأردنية عمان وهناك اجتماعات مستمرة بشأنها بين حين وآخر مع الوزراء والقادة، ونرى أن القمة العربية فرصة لتواصل الزعماء لتنقية الاجواء العرببة وأهمية عقد هذه القمة في إطارها الدوري بدون تأجيل يوفر مساحة للزعماء لتناول القضاء والتحديات وتوحيد الرؤية فيما بينهم لتقريب وجهات النظر في القضايا المختلفة وإزالة أي سوء تفاهم، والعلاقات المصرية مع الدول العربية الأخرى بما فيهم السعودية قوية وراسخة ولا يمكن التأثير عليها ونعتز بها.

ماذا عن متابعة مصر لتسوية الملف السوري والمطالب التي تريد عودتها للجامعة العربية
- مصر تتابع الملف السوري باهتمام وتسير على نهج التسوية السياسية وتفعيل قرار محلس الأمن والتي كانت ايجابية ومبشرة وتستطيع التغلب على التحفظات سواء من المعارضة أو الحكومة السورية وتعمل على متابعة تنفيذ جدول أعمال يتم على أساسه مواصلة الجهد ونحن في خانة انتقال وبلورة إطار جديد يرتضيه الشعب السوري ويولد تفاعلات ومواقف تختلف عن الركود السابق حيث كان الصراع العسكري هو الطاغي ولا بوادر أمل للتغيير، والآن غالبية الدول ابتعدت عن فكرة الحسم العسكري في سوريا وقامت على احترام صياغة مستقبل سياسي يقرره الشعب السوري، أما عودة سوريا للجامعة العربية هو طرح إيجابي ولكن لم يتم اتخاذ قرار بشأنه حتى الآن ونتابعه باهتمام حيث إن سوريا دولة عربية في نهاية الأمر.

وما هي كواليس زيارتكم للولايات المتحدة في نهاية الشهر الماضي وأبرز نتائجها ؟
- زيارة الولايات المتحدة الأخيرة كانت أكثر إيجابية من أي زيارات مضت والمناخ كان إيجابي للغاية وراغب في تنمية العلاقات مع مصر، حيث هناك اعتقاد أساسي بأن تعزيز العلاقات والتصدي للنزاعات الإقليمية عن طريق الدور المصري في المنطقة وهو ما يعود بالإيجاب على المصلحة الأمريكية وأنه من الضروري تعزيز آليات ذلك من خلال التواصل المباشر والمستمر وهو ما تم الاتفاق عليه خلال اللقاءات المختلفة مع المسؤولين الأمريكيين وعلى رأسهم وزير الخارجية ريكس تريلسون.

هل تم مناقشة اعتبار الإخوان المسلمين منظمة إرهابية في الولايات المتحدة خلال اللقاءات؟
- لم يتم التطرق لهذا الأمر بشكل مباشر ولكن تم الحديث عن كافة المنظمات الإرهابية والتي تنتهج نفس الفكر والأيدولوجية ومن بينها جماعة الإخوان المسلمين، وتم التأكيد على ضرورة محاربة الإرهاب بمنظور شامل دون انتقاء لمنظمات محددة لأنهم جميعا ينتهجون نفس الفكر، وكل هذه التنظيمات مرتبطة ببعضها البعض، ونحن تابعنا ما يجرى داخل الكونغرس الأمريكي والسعي لاعتبار الإخوان منظمة إرهابية والأمر مازال محل دراسة بين الدوائر الأمريكية، والأهم من ذلك أنه ليس هناك اتجاه داخل الإدارة الأمريكية في إعادة الإخوان للعملية السياسية في مصر مثلما كانت ترغب الإدارة السابقة بأن تكون في مصر عملية سياسية شاملة تضم كافة الأطياف.

هل تتوقع أي خلاف بين واشنطن والقاهرة بشأن القضية الفلسطينية؟
- لا أتصور ذلك حيث لا يوجد طرح متكامل من الإدارة الأمريكية تتعلق بالسياسات المتصورة بالقضبة الفلسطينية وما عبر عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه يريد حل الدولتين يتوافق مع مصر.

متى تتم زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى واشنطن وكيف تسير التحضيرات حولها ؟
- لم يتم تحديد موعد دقيق حتى الآن لزيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الولايات المتحدة حتى الآن، وهناك اتصالات مع الجانب الأمريكي لوضع الآليات المشتركة بين الجانبين وما يمكن العمل عليه خلال الزيارة حسب جدول أعمال الرئيسين المصري والأمريكي والتنسيق الداخلي في البلدين حسب البرامج المعدة لهما، حيث كل الرؤساء لهم أوليات تحكم عملهم.

ما ردك على الأقاويل التي ترى عدم نجاح مصر في الملف الليبي حتى الآن رغم الجهود المبذولة؟
- لا نرى ذلك ومصر اقتربت كثيراً من النجاح في الملف الليبي، وهي استضافت عدة اجتماعات لشخصيات ليبية على مدار الأسابيع الماضية، والأهم من ذلك أنه تم الخروج بتوافق الشخصيات الليبية وحتى وإن لم يجلسوا سويا واكتملت الأهداف من حيث المضمون وليس حسب الشكل العام وهو ما يراه البعض، حيث الهدف هو المضمون والاتفاق الذي خرج في نهاية الاجتماعات الفردية وأن يكون هناك توافق على الرؤية وآلية تعديل المسار السياسي والتغلب على التحفظات التي طرحت من البعض، ونحن نعمل بالشراكة مع أشقائنا في الجزائر وتونس والأمر ليس استئصالاً ولا نفوذ ومصر ليس لها أي نفوذ في لببيا ولا تسعى لذلك ولا تسعى بأن تستخلص أي مصلحة من ذلك.

كيف ترى زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لمصر؟
- الزيارة كانت إيجابية للغاية ومفيدة على كافة المستويات وتضع العلاقات على مسار الصعود ووجودها في القاهرة دليل على دعم التطورات الأخيرة في مصر ودعم من دولة أوروبي بهذا الثقل والحجم ولها تأثير على الدول الأوروبية الأخرى، والاستفادة من خبرات الشركات الألمانية بما يحفز شركات أخرى للعمل في مصر، ومشروع محطات الكهرباء لسيمنز خلق انطباعاً إيجابياً للغاية.