مناقشة قضايا المرأة في ظل المتغيرات الثقافية المعاصرة..

افتتاح مؤتمر "اليوم العالمي للمرأة" في مصر

تناولت الجلسة الجانب الثقافي في عمل المرأة تحت عنوان المرأة والعمل؛ إطلالة ثقافية عربية

محمد الحمامصي

شهدت مكتبة الإسكندرية افتتاح مؤتمر "اليوم العالمي للمرأة: إشكاليات التنمية والثقافة والعمل" الذي تنظمه المكتبة بالتعاون مع هيئة "بلان انترناشيونال"، ويناقش أهم قضايا المرأة في ظل المتغيرات الثقافية المعاصرة، والاتجاه نحو لامركزية الخدمات، والتحديات التي تواجه المرأة في مجال العمل، والجهود التي تبذلها في مجال التنمية.

افتتح المؤتمر د.مصطفى الفقي؛ مدير مكتبة الإسكندرية، والأستاذ مدّثر حسين صديقي؛ مدير بلان انترناشيونال مصر، والدكتورة هند حنفي؛ رئيس جامعة الإسكندرية الأسبق وعضو المجلس القومي للمرأة، والأستاذة مها راتب؛ محللة الاتصال والدعم بهيئة الأمم المتحدة للمرأة.

وأعرب الفقي عن سعادته لاحتفال مكتبة الإسكندرية وهيئة "بلان انترناشيونال" باليوم العالمي للمرأة، مؤكدًا أن المرأة المصرية جزء لا يتجزأ من حركة المجتمع، وخاصة الحركة الوطنية، فبينما نحتفل هذا العام بمئوية ثورة 1919 يجب أن نتذكر الدور الذي لعبته المرأة المصرية في هذا الحدث الضخم والذي مثل بداية للنهوض بوضع المرأة في المجتمع.

وأشار الفقي إلى وجود تلازم بين قضايا المرأة وقضايا التعليم والصحة والثقافة والبحث العلمي، مؤكدًا أن مناسبات المرأة والفعاليات التي تصاحبها تهتم بمناقشة وضع المرأة من أجل تحقيق التطور الثقافي والتنمية الاجتماعية والنهوض بالوطن.

من جانبه، تقدم مدّثر حسين صديقي بالشكر لمكتبة الإسكندرية والمجلس القومي للمرأة وكافة الهيئات والمؤسسات المشاركة في المؤتمر والتي اجتمعت لمناقشة قضايا المرأة المصرية، كما أعرب عن سعادته لوجود عدد كبير من الفتيات والشابات ضمن الحضور.

وأكد أن هيئة "بلان انترناشيونال" تعمل منذ 35 عامًا في مصر موجهة جهودها لدعم الأطفال بشكل عام والفتيات بشكل خاص، وشدد على شعوره بالفخر لما تشهده مصر من تطور في مجال تمكين المرأة، بعد إعلان 2017 عام المرأة المصرية، ووجود 8 وزيرات في الحكومة الحالية، إلى جانب عدد كبير من النائبات في البرلمان.

وأضاف: "مصر تأتي في مقدمة الحركة العالمية لدعم المرأة، ونفخر بوجود عدد كبير من المؤسسات والهيئات التي تدرك أهمية دور المرأة لضمان التطور الاجتماعي والاقتصادي في مصر". وأكد أن هيئة "بلان انترناشيونال" مستمرة في مساندة نساء ومصر والفتيات اللاتي سيحملن لواء حركة النهضة في السنوات القادمة.

وفي كلمتها، هنأت د.هند حنفي نساء مصر مناسبة الاحتفال بمرور مئة عام على خروج المرأة المصرية مطالبة بحرية الوطن في مسيرة قادتها هدى شعراوي، مؤكدة أن المرأة المصرية قدمت منذ ذلك الحين أروع أمثلة في النضال والكفاح. كما أشادت بدور المرأة المصرية في التغلب على التحديات التي تواجه مصر باعتبارها شريك أساسي في التنمية، معتبرة اختيار عام 2017 ليكون عام المرأة المصرية هو خطوة تاريخية في مجال تمكين المرأة.

وقالت إن المجلس القومي للمرأة وضع الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة 2030، والتي تشتمل على عدة محاور، وهي التمكين السياسي والاقتصادي والاجتماعي، والحماية، والعمل على تغيير ثقافة المجتمع نحو المرأة، ودعم الحصول على حقوقها القانونية. وتهتم الاستراتيجية بتعزيز أدوار المرأة القيادية من خلال تحفيز المشاركة السياسية، وتوسيع خيارات عمل المرأة في القطاعين العام والخاص وفي مجال ريادة الأعمال، ومساعدة المرأة في الحصول على كافة حقوقها في المجالات العامة كالتعليم والصحة، والقضاء على الظواهر السلبية التي تهدد حياتها وسلامتها، وعلى كافة أشكال العنف ضدها.

وأكدت أن المجلس عازم على مواصلة جهوده لتحقيق واقع أفضل للمرأة المصرية، فأنشأ مرصد المرأة المصرية، وأطلق عدة حملات منها حملة استخراج الأوراق الثبوتية، وحملة "طرق الأبواب" التي تهدف إلى مساندة السيدات الأكثر احتياجًا في المناطق النائية، واستفادت منها 2 مليون امرأة خلال العامين الماضيين في كافة محافظات مصر، إلى جانب حملة "التاء المربوطة" التي تهدف إلى دعم المرأة وحمايتها والارتقاء بقدراتها.   

وتحدثت مها راتب عن موضوع اليوم العالمي للمرأة 2019 وهو "نطمح للمساواة، نبني بذكاء، نبدع من أجل التغيير". وأكدت أن التكنولوجيا توفر فرص غير مسبوقة لتمكين النساء والفتيات، لا سيما في مجالات نظم الحماية الاجتماعية وإمكانية الحصول على الخدمات العامة والبنية التحتية المستدامة، ولذا تهدف تلك المبادرة إلى اتباع طرق ابتكارية لتمكين المرأة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، والخروج بحلول جديدة لتحقيق المساواة بين الجنسين.

وتناولت الجلسة الأولى التي ترأستها الكاتبة الكبيرة أمينة النقاش الجانب الثقافي في عمل المرأة، تحت عنوان (المرأة والعمل؛ إطلالة ثقافية عربية) وتحدثت فيها د.رنا رجائي الأستاذة بالجامعة الهاشمية بالأردن، ونهاد أبو القمصان رئيس المركز المصري لحقوق المرأة، والدكتورة نهلة زيتون، خبير الحماية الاجتماعية بالبنك الدولي، وإنجي أمين مسئول التمكين الاقتصادي بهيئة الأمم المتحدة للمرأة.

بينما تناولت الجلسة الثاتية التي ترأستها د.حنان يوسف مجموعة من الرؤى والاطروحات حول لا مركزية الخدمات، وتحدثت فيه الدكتورة حنان جرجس، نائب الرئيس التنفيذي لمركز بصيرة، وبسمة غانم من صندوق تمويل مشاريع المرأة العربية.

بينما شمل البرنامج المسائي مجموعة من الشهادات المهمة حول التجارب الملهمة، تحت عنوان (نساء رائدات)، وتحدثت فيها مجموعة من البطلات عن تجاربهن الناجحة، ومنهم سمر حمزة بطلة المصارعة في العالم، وسمية زيدان، أول مصرية تعمل في مهنة اللحام تحت الماء، ونجوان محمد أحمد مؤسسة ومديرة مشروع صناعة السجاد اليدوي بمحافظة البحيرة.

يذكر أن مكتبة الإسكندرية وهيئة "بلان انترناشيونال" وقعتا مذكرة تفاهم للتنسيق والتعاون في الأنشطة التي تهم الطرفين في إطار تحقيق الأهداف التنموية للدولة المصرية.