الحراك..

سياسي جنوبي: اسقلال الجنوب مصلحة إقليمية

السياسي والباحث الجنوبي أحمد بلفقيه

خالد الكثيري

تموج حضرموت بحراك سياسي مُفعم بتطلعات الانعتاق من التسلط اليمني على مقدراتها وإمكاناتها واستحواذه على ثرواتها في حقبة مشروع سياسي مزعوم بـ "الوحدة اليمنية" أجهض بالحروب من العام 1994 م , وعقب تحررها من قبضة الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة,

و في حين , تسارع التحضيرات لانعقاد ,مؤتمر حضرموت الجامع, في خضم التوجه إلى مراجعة وضع حضرموت عموما بما في ذلك عهد الحكم الاشتراكي للجنوب , للخروج بصيغة ثابتة تحمل رؤى حضرموت واستحقاقاتها للحاضر والمستقبل ضمن أي تسويات سياسية تستقر عليها المنطقة .

ووقوفا على ما تموج بها حضرموت من حراك وتطلعات "المناضل أحمد سالم بلفقيه", وهو من القيادات المؤسسة لانطلاقة الحراك في الجنوب وحضرموت خاصة, يطلعنا على طبيعة تشابك مسيرة الحراك مع شرعية الرئيس هادي والتحالف العربي .

•• بداية, المناضل أحمد سالم بلفقيه, الرئيس هادي يزور حضرموت للمرة الأولى منذ توليه رئاسة الجمهورية اليمنية , وأول زيارته إلى المحافظات خارج نطاق العمليات العسكرية, ترى هل تحمل هذه الزيارة رسائل ما بإمكانك ان تطلعنا المتابعين لهذا الحوار على قراءاتك لهذه الزيارة ؟

• الرسالة الأولى وهي المهمة لنا كقوى ثورة نحمل راية الجنوب هو منح القائد فرج سالمين البحسني الوسام وهو تكريم لبطل التحرير نيابة عن جيش التحرير, الرسالة الثانية هي رسالة نفطية بحتة, تجاهلت التضحيات الجسام للحضارم في تحرير قطاعات المسيلة, فالحضارم والجنوب عامة لا يريدون من بترولهم محطة كهرباء أو ماطور كبير , وقد كانت التضحيات في سبيل رفع الهيمنة والتسلط على الانسان والأرض والثروات , وعدم الخضوع لأي صفقات أو محاصصات لا تمر عبر حضرموت , وبالمجمل لم تأتي زيارة الرئيس هادي بالمستوى المطلوب لمحافظة جنوبية كبرى, ويبدو أنها جاءت وفق صراع المناصب والنفوذ بين الأطراف اليمنية في السلطات الشرعية,

•• طيب , وماذا كنتم تنتظرون من زيارة الرئيس هادي ؟

• كنا نتوقع ان يشمل حضرموت الكبرى بقرارات هامة وحاسمة في الإقرار بشراكتها في صنع انتصاراته, والنظر في إعادة التوازن لحضرموت , وإقرار استحقاقها لقيادة مدنية واحدة ومنطقة عسكرية واحدة ولخطط تنموية واحدة ولقيادة حضرمية واحدة تلم بكل تفاصيل المنطقة الجغرافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية وكل مكامن القوة, ولا مانع من وجود السند والرديف الجنوبي ممن شاركنا الحرب وحمل غاياتنا نجمع فيها على رفع هيمنة وتسلط الشمال على الجنوب .

•• وبصفتك قيادي جنوب, وحضرموت تموج بسجال تحضيرات مؤتمر حضرموت الجامع، ما موقعكم ومواقفكم في هذا المؤتمر ؟

• كنا نريد لمؤتمر حضرموت الجامع ان يكون مؤتمرا أهليا بعيد عن الصيغ الرسمية وهو أمل بالطبع , ولكن لا مانع من الصيغ الرسمية شريطة ان لا تأتي بمضامين واتساقات مع الأحزاب اليمنية, وعليه ينبغي الحرص على الحيلولة دون انجرار مؤتمر حضرموت الجامع, إلى أيدلوجيات الأحزاب اليمنية كالإصلاح والمؤتمر والاشتراكي , إضافة إلى مراكز النفوذ وقوى التطرف المرفوضة التي لفظها شعبنا ولا قبول لعودتها بأي حال من الأحوال .

•• وفيما تبدو مواقف السلطات الشرعية قلقة من تحضيرات مؤتمر حضرموت الجامع ،، ترى هل أنتم مُطلعون على دوافع مناهضتها لهذا المؤتمر ؟

• للأهمية ينبغي التفريق بين مواقف السلطات الشرعية في المحافظة وبين مواقف قوى النفوذ بالسلطات الشرعية المركزية , وبالنسبة للسلطات المحلية بحضرموت فهي الرعاية الرسمية للمؤتمر حضرموت الجامع , وشهادة حق أثبتت مواقف رموزها فعلا وقولا بأنها مع حضرموت , وبدورنا نحن نبادلها المواقف ونبارك عملها وطالما هي مع مجتمعها نشاركها هذه المواقف وسنخوض معها غمار الصعاب , وبالطبع ستبقى كذلك طالما بقيت حريصة على عدم خضوعها إلى مساقات مرجعية الأحزاب اليمنية وقوى التطرف الدينية أو التوجهات التي توافقت تصوراتها مع مخرجات الأقاليم اليمنية .

•• كيف ترون الوضع العام في الجنوب عامة ؟

• الوضع في الجنوب يميل لصالح عناصر الاستقرار ومصلحة قوى الثورة الجنوبية وكافة القوى الوطنية التي حاربت وقاتلت المليشيات اليمنية تحت الراية الجنوبية والتي حشد والتف الجميع حولها, وهي مصلحة محلية وإقليمية ودولية , وبدون ذلك سيظل التوازن المحلي والإقليمي مختل ومسببات الحرب على اليمن قائمة وهو تلاعب اليمن بالموازين الإقليمية والمحلية ومنها الجنوب عنصر الاختلال الأول والحاسم وبدونه لن تستقر المنطقة .

•• ما هي رؤيتكم في الحراك الجنوبي مع المستجدات الجارية وما تمخضت عنها مرحلة الحرب جنوبا ؟

• الواقع بالمنطقة والجنوب يتوافق مع فكر ثورتنا السلمية, والواقع الإقليمي هو من عمل على تطوير فكر ثقافتنا التحريرية وساهم في الدفع بنا لطور السلاح وبهم وبنا سيتحقق الأمن والسلام الدولي وبدوننا سيظل عنصر الاختلال لذا فتحالفنا مع قوى التحالف صميمي واستراتيجي بعيد المدى .

•• كيف , وتتجاهلون ان الجنوب لا يزال مغيب في التسويات السياسية الجارية ؟

• الجنوب لم يكن مغيب وقد أقحمتنا قيادتنا "مشروع الوحدة مع اليمن" في مغامرة غير محسوبة النتائج دفعنا ضريبتها غالية ، ولكن الجنوب كان رقم قوى في إعادة صياغة فلسفة المنطقة والإقليم وهو من عناصر الحسم الإقليمية وهو ما سيكون إلي جانب التوجهات العامة للإقليم والذي حتما سيشارك باتساق مع تطورات الوضع الإقليمي الاقتصادي وهو مفتاح حين تغلق بعض مضائق المنطقة ليكون البديل العملي وبدوننا لن يكون للإقليم ذلك.

•• طيب , وما هو مصدر ثقتكم في مبادرتكم بالوقوف إلى جهة التحالف والشرعية وعدم خضوع مبادرتكم بهذا الموقف لأي احتمالات ان يكون ,مغامرة أخرى غير محسوبة النتائج ؟

• بالعكس , وان كان في مبادرتنا بالوقوف مع التحالف المساند للشرعية شئ من المغامرة , أينعم ولكنها المغامرة إلى الجهة التي يلوح منها البر الذي يمكن ننشد منه النجاة , وان لم نجد فيه النجاة فعلى كل نكون قد بلغنا البر, وللإحاطة وهذا مما يجذونا الاعتزاز بها من المواقف, إننا شخصيا كنت من السباقين إلى المبادرة بالتأييد لـ,عاصفة الحزم, وقد أصدرنا من الوادي بيان يؤيد عدالة حرب التحالف ضد اليمني الذي اخل وتلاعب بتوازنات المنطقة وكان خلف الإخلال بالتحالفات الإقليمية .. وكان لزميل عزيز علينا ونشط (جمال الحامد) ان قال جبتها كبيرة يابلفقيه من كبير أنها سقطة شاطر, ولكن لحق في اليوم الثاني بيان الرئيس البيض وهو ما حسم النقاش والخلاف , فيما كان يتسق مع مصالح شعبنا ,حرب التحالف العربي المتسق مع مصالحنا الجنوبية ومصالح التحالف والإقليم والعالم في استقرار المنطقة , فالاستقرار الدولي هو جنوبي وأول إخلال كان التوحد ومن ثم الحروب الجنوبية مع اليمني .

•• هل باتت حضرموت في منأى عن جماعات تنظيم القاعدة ؟ وهل بات الجنوب بعيدا عن العودة إلى هيمنة صنعاء ؟

• بداية ,القاعدة هي بناء يمني صرف وبعد ان شاهد شباب الثورة وقوى التحرير من خرج من الباب قد عاد من الشباك في حلة مختلفة تضاعفت الهمة لطرد تلك الفلول وكانت طريق الهروب هي نفسها طريق الدخول من اليمن, وإجمالا عودة اليمن "باحتلالها وقاعدتها وخلاياها" إلى الجنوب باتت تفصلها أنهار من الدماء وجبال من التضحيات, ولكن علينا ان لا تأخذنا الغفلة عن تربص الأخوة في الجارة اليمنية وأطماعها الجامحة للعودة إلى اجتياحنا من جديد وان الأمر سيبقى رهن معاير الضعف والقوة , وهو ما يفترض الحرص على التوازن معها , ان لم يتسن تجاوزها في إمكاناتنا وقوتنا.