ملف الساحل الغربي..
تقرير: "صافر".. أكذوبة كبرى تكشف لإبتزاز المجتمع اليمني والدولي
فضحت مصادر بوزارة النفط والمعادن بالعاصمة اليمنية "صنعاء" الخاضعة لمليشيا الحوثي، بأن خزان "صافر" العائم بالبحر الأحمر في ميناء رأس عيسى النفطي الخاضع لسيطرة المليشيا خال تماماً من النفط الخام ولا توجد فيه قطرة واحدة منذ أكثر من عام.
وكشف المصدر (طلب عدم الإفصاح) عن أسمه خوفاً من بطش الحوثي، بان المليشيا قامت بتفريغ خزان صافر من النفط الخام لسفن صغيرة بشكل دفعات وأعادت تصديره من ميناء الحديدة الخاضع لسيطرتها عبر السفن التي تدخل المشتقات النفطية.
هذا ولا تزال ميليشيا الحوثي طرف إيران في العربية اليمنية تسيطر على ميناء "رأس عيسى" النفطي وميناءين تجاريين هما "الحديدة والصليف" في الساحل الغربي لليمن، وتحصل إيراداتهما وتتحكم بالإغاثة والواردات وتنشط من خلالهما في عمليات التهريب واستقبال السلاح الإيراني ومنصات لمهاجمة خط الملاحة الدولي في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
وأوضح المصدر بان مليشيا الحوثي أفرغت النفط من سفينة صافر وباعته وقبضت ثمنه بمساعدة شركات إيرانية تحملت مهمة بيع النفط وتوريد عائداته إلى المليشيات نقداً ومشتقات نفطية.
ووصلت قيمة الشحنة المحملة على متن السفينة العائمة بحسب أسعار عام 2019م إلى أكثر من 80 مليوناً و 940 ألف دولار وهو ما يعادل بسعر الصرف حينها 48 ملياراً و564 مليون ريال، وظل اعتقاد وجود أكثر من مليون من النفط الخام داخل سفينة صافر منذ أكثر من خمس سنوات ونصف السنة وبدون صيانة يشكل هاجساً مرعباً من تسريب النفط أو انفجار السفينة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي استناداً على بيانات شركة صافر للعمليات البترولية الحكومية التي انقطع وصولها لميناء "رأس عيسى" منذ أواخر العام 2014م.
ومنح خزان "صافر" مليشيا الحوثي سقفاً تفاوضياً وملفاً للضغط استخدمته سياسياً واقتصادياً جسد موقفها كقوة وسلطة أمر واقع وتفرض شروطها كشرعية على الأرض ومن خلاله أرسلت تهديدات مبطنة في كثير من المواقف التفاوضية والمواجهات العسكرية.
كما أمعنت مليشيا الحوثي خلال الفترة الماضية في تسريب صور من داخل سفينة "صافر" النفطية تشير لبدء تسرب ماء إلى غرفة المحرك وابدت دموع تماسيح مظهره الوداعة والتباكي والحرص على إصلاح مكان التسرب بإرسال فريقاً منها ومن ثم زعمت ببدء تسرب النفط من الناقلة وترويج هذه الشائعات الكاذبة عبر وسائل الإعلام.
وأظهرت كذبة خزان صافر مدى عدم واقعية تقارير المنظمات والوكالات التابعة للأمم المتحدة ومحدودية معلوماتها التي تستقيها من مصادر إعلامية ومسربة والتي تحدثت لمرات عدة عن ان الإصلاحات التي قام بها فريق حوثي للسفينة ومنع تسرب الماء غير مضمونة ومؤقتة، ووفقاً للمصدر فقد عمدت مليشيا الحوثي على الإستخفاف بعقول ابناء الشعب اليمني والعالم كذباً بتهويل أكذوبة تتحدث عن مخاطر تسرب النفط من السفينة لإشغالهم عن قضايا الإنتهاكات والجرائم التي تمارسها بحق المدنيين والعزل، وخلق هاجس من الهلع والذعر والفزع والخوف من حدوث كارثة إنسانية وبيئية واقتصادية.
وأستهترت مليشيا الحوثي بمشاعر اليمنين والدول المشاطئة للبحر الأحمر من خلال فزاعة الخوف من تسرب النفط واختلاطه بمياه البحر، واستمرت بالمراوغة والتلاعب بفريق الأمم المتحدة من خلال منعه من الوصول لتقييم وصيانة الخزان لعدة سنوات وكل مرة تخلق عذراً جديداً وتضع شروطاً تعجيزية وتربطها بقضايا وأجندة أخرى.
ويرى العديد من المراقبين بان تلاعب ومراوغة مليشيا الحوثي بملف خزان "صافر" يعكس سياستها وتعاملاتها غير المسؤولة واستخفافها الدائم والمستمر بحياة اليمنيين، ويؤكد بما لايدع مجالاً للشك عدم جدية هذه العصابة السلالية في التعامل مع المجتمع الدولي والإلتزام بالتعهدات والإتفاقيات التي قطعتها في مختلف القضايا والملفات، وهو ما يعبر ايضاً ان حالة المكر والكذب والفساد والخداع الذي تنتهجه هذه المليشيات منذ إنقلابها على السلطة وسيطرتها على مؤسسات الدولة في الجمهورية العربية اليمنية عام 2014م.