زعيم قبلي يجيب على تساؤلات "اليوم الثامن"..
تقرير: "قبيلة شبوة".. معركة فاصلة ضد الاحتلال الحوثي والإخواني
قبيلة شبوة المتضرر الأكبر من الهجمات الحوثية والإخوانية التي تتعرض لها منذ عقود، غير ان الاحتلال الذي فرضه الاخوان المسلمون على مركز المحافظة والحوثيون على بيحان وعين وعسيلان، جعل القبيلة في مواجهة حتمية مع ميليشيات طائفية تستهدف القبائل اليمنية والجنوبية على أساس طائفي.
في أغسطس اب العام 2019م، سيطرة ميليشيات الاخوان المدعومة من أطراف اقليمية بالسيطرة على محافظة شبوة النفطية، ومنذ ذلك الحين دفعت القبيلة في شبوة ثمن الرضوخ للاحتلال العسكري الجديد، فالحاكم الاخواني محمد صالح بن عديو الذي ينتمي الى قبيلة لقموش، كانت أول قبيلة يشن عليها هجوما مسلحا أوقع العشرات من القتلى والجرح وروع الأسر.
ولم يقف الهجوم العسكري على القبائل في شبوة عند لقموش، بل حشد أكبر قوة عسكرية لاستهداف قبائل بلحارث، وهو الحشد الذي يقول قبليون انه فضح العلاقة الحوثية الاخوانية، خاصة وان من يقود القوات الاخوانية في شبوة، هو عبدربه لعكب الشريف الذي ينتمي سلاليا الى قيادات موالية للحوثيين.
لم تصمد قوات الاخوان امام الهجوم الحوثي على شبوة، بل انسحبت بالتزامن مع وصول ميليشيات الحوثي دون أن طلق طلقة رصاص واحدة، لتنقل ميليشيات الحوثي المعركة من شبوة الى مأرب التي يتم فيها استهداف القبيلة دون غيرها.
الزعيم القبلي البارز الشيخ لحمر بن لسود، تحدث لصحيفة اليوم الثامن عن الحرب التي تشنها ميليشيات الاخوان والحوثيين على شبوة، مؤكدا ان ما يحصل في شبوة هو تخادم حوثي اخواني وواضح لم يعد سري، والهدف هو إبقاء الجنوب تحت الاحتلال العسكري الشمالي، والدليل ما حصل في غرب محافظة شبوة من تسليم واستلام بشكل سلسل وبدون طلقة رصاص واحدة، قبل توقيع اتفاقية هدنة ومصالحة بين الجماعتين في مرخة.
وعن دور القبيلة في شبوة، قال الشيخ لحمر "دور القبيلة في شبوة يعد دورا محوريا منذ قيام دولة الجنوب، مرورا بانتفاضة الحراك الجنوبي سليما والقبيلة في شبوة وفي غيرها من مدن الجنوب تمثل الخزان البشري للجيش والمقاومة، فالقبيلة هي الجندي والضابط والقائد، وشيوخ القبائل هم المقاومون وقادة المقاومة".
ولفت الى ان القبيلة في شبوة كانت تنتظر حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، وهي تدرك ان حربها مع الاحتلال قائمة لا محالة، فليس من المنطق ان يترك أبناء شبوة محافظتهم في قبضة الاحتلال القادم من صعدة وعمران ومأرب والجوف وصنعاء وذمار".
وأكد ان القبيلة في شبوة مستهدفة منذ الاحتلال العسكري الأول في صيف العام 1994م، من خلال استهداف مناطقها واحتلالها عسكريا، وقد حاولت المخابرات اليمنية في عهد النظام السابق ادخال شبوة في حرب أهلية".
ولفت الى انه بعد العام 2007م، وانطلاق مشروع التصالح والتسامح والحراك الجنوبي بدأت القبيلة في شوبة تعي ما يخطط له الاحتلال العسكري، وأدركت ان المخطط لا ستهدف قبيلة بعينها بل يستهدف كل قبائل شبوة والخسائر الشرية والمادية يتضرر منها الجميع، بل واحدثت جرحا عميقا في جسد المجتمع والقبيلة".
وقال الشيخ لحمر "ان ميليشيات الاخوان والحوثيين تتفقان كليا على استهداف القبيلة، ومتى ما شعرت هذه الميليشيات ان القبيلة في شبوة ضعيفة، سيتوقف استهدافها، لأن المعركة لكل الطرفين هي القبيلة لاضعافها واضعاف أي مقاومة قد تخرج لطرد الاحتلال اليمني.
وقال الزعيم القبلي الجنوبي "ان اتفاق مرخة بين الاخوان والحوثيين سبقه باسابيع من اجتياح الحوثيين لبيحان وعين وعسيلان، من خلال نصب تقطعات للقوات المسلحة الإماراتية والبحرينية، وقد تبين لاحقا ان تلك العناصر التي لها مولها حاكم شبوة الإخواني لها ارتباطات بالحوثيين وهذا شيء معروف".
وأكد الشيخ لحمر بن لسود ان اتفاق مرخة نص على وقف أي مقاومة للحوثيين مع بقى الميليشيات الأخيرة في بلدة الصفراء دون أي تقدم الى ان ينتهي الحوثيين من مأرب، حيث يواجهون القبيلة هناك".
ولفت الى ان الاتفاق ينص انه بعد السيطرة على مأرب يغادر حاكم شبوة الاخواني عتق ليدخل الحوثيون بسلام دون اعتراض وتكرار سيناريو الاستلام والتسليم".
وحول مدى قدرة القبيلة على مواجهة الحوثيين وتحرير شبوة، قال الشيخ لحمر بن لسود:"بكل تأكيد كل أبناء شبوة على استعداد لساعة الصفر لتحرير شبوة وطرد الاحتلال الاخواني والحوثي منها، ومثل ما وقفت شبوة في وجه الحوثي والإرهاب خلال الأعوام القليلة الماضية، ستقف حاليا بقوة أكبر من السابق، لان المرحلة مرحلة تحرير".
وأكد أن "النسيج الاجتماعي في شبوة على اجماع كبير على تحرير المحافظة واستعادتها من قبل أبنائها، ولا يمكن باي حال من الأحوال ان يتم القبول بالحوثي او بغيره من ميليشيات الاحتلال، والجميع بما في ذلك من يناصروا الشرعية اليمنية لا يكمن ان يقبلوا باحتلال شبوة او أي مدينة جنوبية مرة أخرى، خاصة بعد ان تبيع للجميع الخيانات والبيع والشراء في الرجال والجبهات والمواقع العسكرية".
وأكد بن لسود "ان موقف قبائل شبوة أصبح قويا أكثر من أي وقت مضى، والدليل ان من حاول خلال الأيام الماضية، سلب موقف قبائل شبوة باسم مشروع الاخوان وجهت له القبائل صفعة قوية، ولكن الأقوى هي تلك الصفعة القادمة التي لا يمكن ان تفيق منها قوى الاحتلال الإرهابية".