ماذا لو إن هادي عامل الجنوبيين مثلما عاملتهم الامارات

تعامل الرئيس هادي منذُ الوهلةِ الاولى لوصولهُ هارباً من صنعاء الى عدن بعد سيطرة الحوثيين عليها فتعامل مع الجنوبيين وكأنهم الطرف الاخطر على حياته وبقاءه بالسلطة.

وهنا نأتي الى ذكر الأربعة الاطراف الظاهرة في المشهد اليمني بشكل عام شمالاً وجنوباً منذ اندلاع عاصفة الحزم وحتى اليوم ونناقش تعامل هادي معها ومع قادتها كما يقراها السياسي والمثقف وحتى المواطن العادي.

الاطراف الأربعة هي :-

١) الحوثيين ومليشياتهم

٢) عفاش والجيش اليمني شبه كاملاً

٣) الحراك والمقاومة الجنوبية

٤) حزب الاصلاح وجمعياته المختلفة

الجميع في الداخل والخارج وحتى العدو قبل الصديق يعترف بأن اقوى وانزه واصدق حليف للرئيس هادي في الحرب الاخيرة هو الحراك والمقاومة الجنوبية بل وهما ايضاً المنتصران الوحيدان بالحرب من طرف الشرعية والتحالف العربي.

لكننا هنا نجد إن الرئيس هادي يُعبر في كل تصرفاته وقراراته منذُ هروبه من صنعاء الى عدن بأنه لايطيق ولايقبل ولايعير اي اهتمام او احترام للجنوبيين وبالتحديد الحراك والمقاومة الجنوبية وقد أُرغِمْ وأُجبرّ على تعيين ثلاثة الى اربعة عناصر منهما في اماكن محدودة بالسلطات المحلية لكن فريق الرئاسة التابع له عمِلَ على محاربتهم بكل الطرق وسرعان ما تخلص مِن غالبيتهم.

فريق الرئاسة الذي يدير مكتب الرئيس هادي وسع دائرة التباعد وقلص امكانية التقارب الى الحد الذي جعل من الرئيس لايعير اي مطلب جنوبي رغم أن الواقع اصبح غير ذي أمس وكان يتوجب عليه التقارب مع من حقق النصر ويتعامل معهم كما تعاملت دولة الامارات معهم.

وهنا نأتي الى معرفة دور والامارات تجاه الجنوب وكيف احبها الجنوبيين ورفعوا لها عبارات الشكر وعبارات الثناء في كل ساحة ومبنى.

عملت الامارات على دعم المقاومة ومن ثم الاجهزة الامنية بالسلاح والرواتب واسست للجنوبيين الحزام الامني والنخب الشبوانية والحضرمية.

قام الهلال الاحمر الاماراتي بترميم المئات من المدارس والمرافق الصحية والتعليمية في محافظات الجنوب الذي تضررت من الحرب.

قدمت الامارات دوعومات مالية كبيرة ومولدات كهرباء كثيرة لعدن ولحج وابين والمكلا.

والاهم انها لم تعترض او تمنع رفع علم الجنوب فوق المدرعات والمعسكرات وحيث ما ارادة المقاومة الجنوبية المنتصرة الوحيدة في الحرب.

سمحت لقنواتها الاخبارية بنقل كل اخبار الجنوب الذي لم تقوم القنوات الرسمية بنقلها.

وفي المقابل نقول ماذا لو كان هادي عامل الجنوبيين مثلما عاملتهم دولة الامارات العربية المتحدة فكان سيحدث التالي:-

كان هادي سيظهر قوياً وخلفه شعب امام أعداءه الحوثيين وعفاش.

كان الجنوبيين سيساعدوه لاقامة نظام وقانون وحماية الحقوق ومحاربة الفساد في محافظات الجنوب لتكون الجنوب نموذج يجعل الشماليين ينتفضون على الحوثي وعفاش.

هادي كان قادر يتحرك ويستعرض بالجيش الوطني والمقاومة الجنوبية داخل الجنوب وبقوة.

كان يمكن لهادي ان يهدد الشماليين بانفصال الجنوب ان لم يشدوا حيلهم ويهزموا الانقلابيين.

يستطيع هادي ان يتخلص من الفاسدين من خلال تعيين الكفاءات الجنوبية الذي ستساعدة بالحفاظ على الدولة والحكومة على عكس حكومتة الحالية الذي بسبب معاداته للجنوب اعتمد فيها على شلة السرق والفاسدين واتباع عفاش وحزب الاصلاح.

هادي كان قادر ان يطلب من المقاومة الجنوبية ومن رموزها بالذات كالزبيدي وشلال ان يهاجموا الحوثيين وعفاش عبر مريس ودمت وممكن توصل قواتهم الى ذمار او صنعاء اذا شعروا ان هادي وشرعيته الى جانبهم.

وحينها كانت جميع موازين القوى ستتغير لصالحه ولرئينا هادي قد اصبح بطل ورمز لدى الجنوبيين واحرار الشمال ودول التحالف العربي احسن مما هو عليه اليوم من فشل وهزيمه وذل وخذلان من الجميع.

* الناطق الرسمي للمجلس الاعلى للجالية الجنوبية بالسعودية ودول الخليج