الإمارات 46 عاما.. قصة نجاح دولة
سؤال يساور كثيرا من قاطني الامارات لماذا نحب هذه البلاد الى حد العشق بحيث يشعر الواحد منا ان هذه البلاد تستوطن دواخله وتسيطر على مشاعره اينما ذهب بينما العديد من الديار والمدن التي نلقاها أو نسكنها تغادرنا ربما عند اول صالة مغادرين، الا الامارات يأبى نجمها الا ان يعانق الأبد..
اصبحت هذه الارض الطيبة مقصداً لملايين السياح في عز حرها، وقبلة للباحثين عن الأمان والاستقرار على ثراها الطيب، وامست نقطة التقاء لكل المؤسسات والمنتديات الاقتصادية والفعاليات العالمية.
الإمارات بلد متفرد لقصة تعايش يقيم بها او يقصدها أكثر من مئتي جنسية من انحاء المعمورة، وتتلاقى على ارضها عقائد وأديان وثقافات تذكرنا بعظمة الاندلس أيام زهوها وتألقها، حيث لم تشتهر بوجود قصر الحمراء أو مسجد قرطبة الكبيرفحسب انما كان بحرية العيش وسلاسة التعايش وقدمت لنا أنموذج فريد عن امكانية التعايش بين الحضارات والاديان وهي ذات الصورة التي نراها تتجسد في دولة الإمارات العربية المتحدة التي تستحضر لنا وتمدنا بما هو مشرق ومضيء في تاريخنا المجيد..
نحب الإمارات لان الإنسان هنا، وبغض النظر عن جنسه وعرقه واصله، يجد فيها مكانا محترما ولائقاً للعيش، تصون إنسانيته وتحفظ كرامته وتؤمن له حقوقه، من دون منة أو ادعاء. فللطفل مدينة وللمرأة مكان ومكانة، وللابداع فيها والابتكار موضع الصدارة.. نسجت علاقة رقي وتحضر بين المكان وبين الإنسان، جعلته يحب هذا المكان ويحافظ على خصوصيته. فهي في الواقع قصة تنوع يمنح الحضارة نكهتها المعطرة، وشاهد على قدرة الناس في ظل العدل على التعايش بينهم بكل محبة واحترام.
يقول صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة: ان جهودنا وخططنا الاستراتيجية تنصب لتحويل دولة الإمارات إلى مركز اقليمي للاقتصاد العالمي، لتكون لها الريادة في مختلف الميادين الاقتصادية والاستثمارية والصناعية والتكنلوجية والعلمية.. نعم انها دولة امتلكت مشروعها النهضوي بكل ثقة واقتدار، وسائرة نحو اهدافها بدقة.
وهي دولة رائدة في التخطيط ورائدة في وضع الخطط موضع التنفيذ وتحويل خططها إلى مشاريع ومدن وبيئات جاذبة للاستثمار تراها على الارض، لا ان تسمع عنها فقط حبيسة الادراج الحكومية والملفات في الادارات البيروقراطية مثلما هو المعتاد عند اغلب البلدان..
الإمارات قصة نجاح رائعة تسير بتناغم، دولة متصالحة مع ذاتها ومع اقليمها، تنشد الرقي والتقدم والتطور. وهنا يقول الفارس العربي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد ابو ظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة ان قوة الاتحاد راسخة وهي عنصر تماسك وتلاحم بين مواطني الدولة وهمنا ان يعيش المواطن والمقيم هنا بسعادة ورضا.
بهذه الرؤية وهذا الفكر الثاقب، تدار الإمارات التي حباها الله بشعب طيب ووطن تتجسد فيه كل معاني الكرم والسماحة والأصالة، وطن منحه الله سجايا الخير والعطاء في الملمات اذا ما حلت نازلة في اي ركن من اركان امتهم العربية والإسلامية..
الامارات بلد يتنفس كل من يقيم على ارضه نسائم الكرامة واحقاق الحق، فلا كبير في دار زايد على القانون، مهما علا شأنه واستطالت قامته.. تجد شيوخ هذه البلاد يسيرون وسط الناس، من دون مواكبة للعساكر أو الحرس المدجج بالسلاح، لأنهم عدلوا فأمنو، أحبو شعبهم وبادلهم حباً وأمانًا واخلاصاً.. والشرطي كما يريده ولاة الأمر ان يكون صديقا للناس لا رقيبا عليهم..
هذه هي الإمارات العربية التي نحبها، هي ورشة عمل ومشاريع قوانين ونظم إدارية تيسر على الناس أمورهم في الحياة، كما انها تعد مصدرا للاستقرار والسلام في الاقليم، فسياستها الخارجية تقوم على التعاون والاحترام المتبادل، دولة ايجابية
حضيت الإمارات بمكانة مرموقة بين دول العالم هذه المكانة المحمودة حصيلة منهج ثابت وعقلاني في السياسة الخارجية للإمارات الموكلة لرجل الدولة والدبلوماسي اللامع سمو الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية والتعاون الدولي، سياسة خارجية لا تحمل ضغائن أو احقادا لأحد، محبة للخير وعطاؤها بلغ كل مربع في الارض، وما حلت نائبة بأحد الا وكان اهلها سباقون لمد يد العون والغوث، يعطون من غير منة وكأنما ينطبق عليهم القول الجميل «يعطيك ويعتذر»..
ففي مناسبة يومك الوطني ال 64 ايتها الإمارات الغالية على قلوب كل العرب والمسلمين، أستأذنك ان اوجه لك التحية، وهي لا تعدو سوى همسة وفاء على ما غمرتينا به من لطيف نسائمك وعبير محبتك، وكرم مرؤتك ونبل عطائك، وعلو همتك ورقي اهلك.
وشمائل شعبك وسجايا حكامك وشيوخك الكرام اهل العفو والمقدرة والطيبة.. دولة تيقن البعيد عنها قبل القريب، أنها بعد ان ربحت خيار التنمية قد كسبت القلوب، ولسوف تبقى والى الابد ترفرف رايات العز والشموخ عاليا في سمائك الصافية، ولانكم حفرتم محبتكم يا أهل الامارات الطيبين ، فمكانتكم في قلوب ابناء الأمة بحروف مدادها الخير والعطاء والتسامح..
وتحية لمن شيد وأعلى البنيان..
فوطن مثل هذا يرفل بالعز والسؤدد، سيظل فخرا لاهله، كما هو فخر لابناء امته..