خالد الحميقاني يكتب لـ(اليوم الثامن):

كيف لو كانت مديرية الزاهر تقع على حدود محافظة أبين؟

هذا السؤال لو طرح قبل أكثر من عامين لكانت الإجابة عليه هو  ( 25 أغسطس 2015م يوم إعلان تحرير محافظة البيضاء ) 
لست مبالغاً في الإجابة بل هي الحقيقة التي كانت ستجيب على هذا السؤال قبل أكثر من عامين  .. 
وهنا لا أقصد بأن مديرية الزاهر هي من ستحرر البيضاء ، ما أعنيه هو أن مديرية الزاهر ستمثل نقطة الانطلاق لعملية الزحف صوب عاصمة المحافظة والتي تبعد على مسافة قريبة بحوالي 12 كيلومتر فقط . وسقوط عاصمة المحافظة معناه سقوط المحافظة إدارياً و سياسياً بدرجة أولى ، وهذا النصر اذا كان تحقق حينها سيعطي دفعه قوية في إسقاط جميع مديريات المحافظة عسكرياً . 
بعد مرور أكثر من عامين عاد الحلم يتجدد مره اخرى في تحرير البيضاء ، هذا التجديد نتج بفعل وجود فرصة ثانية سنحت وفتحت مجال أوسع لعملية تحرير البيضاء ، وفي اعتقادي بأن هذه الفرصة ستكون افضل من السابقة والتي أجهضت بفعل اعتراض يافع لتلك القوات الزاحفه في إسناد المقاومة والتي تعثرت في مديرية مكيراس لأسباب التضاريس الجبلية وعدم وجود مقاومة منظمه هناك ، بعكس مقاومة آل حميقان التي تعد أقوى تنظيما ، فاذا لم تقم "يافع" باعتراضها والسماح لها بالعبور باتجاه مديرية الزاهر لأسندت هذه القوات مقاومة آل حميقان وحققت إنتصارات كبيرة في تحرير البيضاء وبمساندة ومساعدة قبائل البيضاء الأخرى . 
تحرير مديريتي عسيلان و بيحان في محافظة شبوة يجعل حلم تحرير البيضاء أشبه بالحقيقة ، بل هو واقع سيفرضه التقارب القبلي و التاريخي بين أبناء شبوة و البيضاء وبالإضافة إلى أبناء مأرب والذين ينتمون جميعاً لقبائل "مذحج" ، بعكس يافع الحميرية المرتبطة ب أواصر الدم مع أخواتها لقبائل حمير الشمال و شمال الشمال ، والتي أخفقت ليس بعدم المسانده أو بعدم المشاركة أو حتى بالمضايقه والعرقله إلى حد أشبه بالحصار ، بل كان اعتراض قوه تريد التوجه لمساندة مقاومة البيضاء لتحرير المحافظة . 
أنا على يقين بأن حلم تحرير البيضاء أصبح حقيقة ، ليس لأن الظروف السياسية و العسكرية الراهنة هي من جعلت هذا الحلم يقترب لتحقيقه ، بل لأن قبائل مذحج تقاربت كاقتراب تحقيق الحلم . 
#خالد_الحميقاني
25 ديسمبر 2015م