تمترس مناطقي مقيت
إلى نعمان الحكيم.. لم تكن حكيما هذه المرة!
طالعت مقالة للكاتب الجنوبي نعمان الحكيم تحت عنوان " أنت من تعيز.. أنت دحباشي)، احتجاجا على ما قال انه عملية إزالته من جروب على الواتس آب، أمر مثير للشفقة والحال الذي وصل اليه بعض الساسة في عدن.
يبرر الكاتب انقطاعه عن لصحافة والكتابة بفعل ان الحرب تسببت في ضعف قدرته على النظر، وانه اضطر إل اجراء عملية جراحية في مستشفى مكة لطب العيون، وهذه فرصة ان نقول له الحمد لله على سلامتك ايها الحيكم، ولكن عودتك لم تكن موفقة.
يقول العم نعمان الذي لم التق به قط، لكن كنت اتابع ما يكتبه باهتمام كبير " انه فضل الانزواء واكتفى فقط بالنقاش على جروبات الواتس اب الذي اشغل الكثير من الساسة الجنوبيين وجعلهم ينظرون في غرف مغلقة تكون نهاية مجهودهم الفكري " حذف جميع الرسائل" بفعل امتلأت اقراص الهواتف الخلوية.
في الواتس آب مل الكثير من عمالقة الكلمة الحرة في عدن، وذهبوا للحديث في الحب والعاطفة، وهذه احد ابرز مشاكل المراهقة المتأخرة التي يعاني منها قلة من ساستنا، والبعض منهم اخذته الغيرة الجهوية إلى التمترس بالمناطقية المقيتة جدا.
تحدث نعمان الحكيم عن مدنية عدن، "التي احتضنت المبدعين من كل مكان في العالم"، لكنه لم يقل انها ايضا احتضنت القتلة والمجرمين من كل مكان ايضا، ومن قاد الجنوب إلى الكوارث هم قتلة ومجرمون أتوا من كل مكان، ولا اود ان اذكر هنا اسماء واشرح دورها في المجازر التي تعرض لها شعبنا بفعل اصرار البعض على تطبيق الاشتراكية في بلد عربي يعشق العروبة حد النخاع، ويرى انه لن يصلح شأن الا بعلاقة الود مع الاشقاء والأخوة العرب في المحيط والخليج، عكس اصرار البعض على الذهاب نحو الدب الروسي.
وخسر الوطن بفعل هذا الاصرار اعظم رئيس جنوبي "سالمين" الرئيس الخالد.
يؤسفني ان يتمترس نعمان الحكيم بالمناطقية المقيتة وهو في الـ64 من عمر المديد ان شاء الله.
ان يزيلك أحدهم من جروب الواتس آب لتقوم تمتشط قلمك لتكتب بطريقة هستيرية عن المناطقية، وتصنع من شخص اختلفت معه في الرأي داخل غرفة مغلقة لا احد يراكما ما ذا قلتما بمن فيهم المضافين داخل الجروب ذاته، قضية رأي عام، وبأن الجنوب عدو تعز.
الكثير من المضافين في جروبات الواتس اب وانا احدهم ليس لدي الوقت لأتابع ما يكتب في الواتس آب.
صب الكاتب جام غضبه على من اسماهم بجيل الوحدة، الذي زعم انهم المتحمسون للكراهية والمناطقية، وان الوحدة حرمتهم حقوقهم وغالبيتهم كانوا في الدسم الرخيص".. لا ادري ماذا يقصد بـ"الدسم الرخيص"؟
يشهر الحكيم قلمه ليطلق عبارة قاتلة قائلا " لقد وصلنا إلى نعرات قاتلة.. انت من تعيز؟، مستنكرا ما قال انه عملية تحقير لتعز.
لا شك ان عدن، عرفت بمدينة السلام والتعايش بين مختلف الطوائف والاعراق، ولكن لنكن منصفين.. من دفع بعدن إلى ان تصبح هكذا مدينة متوحشة يتأكل ابنائها فيما بينهم على أتفه الاسباب، ومنها سبب إزالتك من جروب الواتس آب.
لم يتردد الحكيم في نعت من إزاله من جروب الواتس آب بـ"الحراكي"، وهذه بحد ذاته قمة في الاستحقار لأعظم ثورة سلمية يشهدها التاريخ القديم والحديث.
لم اتوقع ان يصل الحال ببعض الساسة ليستحقروا الحراك الجنوبي، وحسبوا تصرفات احدهم بطريقة طائشة بانه (قيادي حراكي)، امر مثير للشفقة من عقول الجيل الذي تسبب لنا بكارثة الوحدة، كما يصف نعمان الشباب بانهم " جيل الوحدة المشؤومة".
يقول الكاتب " إن إزالته من جروب الواتس آب مقدمة للتصفية الجسدية"، يا ألهي؟، تصفية جسدية!!.. انا على ثقة ان من اختلف معه النعمان لا يعرف شخصه تماما، والا لما اختلف معه.
استاذي القدير.. لو كل كاتب فينا تابع ما يكتب على "السوشل ميديا"، ورد عليه، فما يقول التعزيون في الجنوب، يفوق ما كتبه لك من قلت انه قيادي حراكي، بل من المعيب ان نقارن ما يخطه ساسة تعز في وسائل الإعلام العربية، ضد الجنوب بكلمة قالها شخص على غرف الواتس آب.
طالعت عشرات التقارير المنشورة في الصحافة العربية والعالمية، وهي تهاجم الجنوبيين بشدة.
اتابع منذ تحرير الجنوب منتصف العام 2015، قنوات تلفزيون يمتلكها (تعزيون) في الخارج نصبت نفسها العداء للجنوب، على الرغم من زعمها انها مؤيدة للشرعية والتحالف العربي.
يبدو ان الحكيم انجر وراء حسابات الاحزاب السياسية المعادية للجنوب، وركب موجة التحريض الجهوي.
إن ما يحتاجه الجنوب وتعز اليوم، هو التصالح والتسامح وابدأ وسائل الإعلام الشمالية والتعزية، رغبتها في ذلك بالكف عن استفزاز الجنوبيين الذين قدموا تضحيات كبيرة في تعز من اجل فك الحصار عنها، وكذلك الحال ان يقوم ساسة الجنوب بوقف أي مناوشات اعلامية.
يعرف الجميع ان تعز كانت جزءا اساسيا من صراعات الماضي، عندما حاول (البعض) فرض الاشتراكية على الجنوب بالقوة، وكان ثمن تلك المحاولة آلاف الشهداء والجرحى والمشردين يتقدمهم الشهيد سالم ربيع علي رحمه الله، والجميع يعرف فصول تلك الصراعات واسبابها.
نتمنى ان يترفع الجميع عن التمترس خلف المناطقية المقيتة، فالجميع تسبب بكوارث للجنوب، ولا يحتاج جيل الاستقلال الثاني إلى كوارث أخرى كما دفعنا (نحن جيل الوحدة) ثمنها.
التحية والتقدير للكاتب الجنوبي نعمان الحكيم، والتمس له العذر فربما ما يعانيه من ظروف صحية، رافق ذلك الوضع المزري الذي تعيشه البلاد، دفعه للغضب، واعتقد انه قد ندم على تناوله مثل هكذا مواضيع، حساسة، لن يجن الوطن منها غير الخراب والدمار لا سمح الله.
#صالح_أبوعوذل