تتصدر الإمارات موكب انتصارات
اليمن.. حيث النصر عنوان
حين تتصدر الإمارات موكب انتصارات اليمن فهي تثبت، مرة جديدة، على انسجام سياساتها مع مبادئها وثوابتها. عنوان المشهد هو الإصرار على إحقاق الحق وإعادته إلى أصحابه، ما ينبئ عن توجّهات وأخلاق الإمارات، لكن هذا لم يكن ليتحقق إلاّ بالتخطيط المحكم، واتساق السياستين الداخلية والخارجية من جهة، واتساقهما من جهة ثانية مع الدور الاستثنائي لجيش دولة الإمارات الباسل القوي، والذي أثبت، عبر التجربة اللافتة الفريدة، أنه واحد من أقوى الجيوش وأكثرها تطوراً على مستوى المنطقة والعالم.
هذه المرة تأتي البشائر من اليمن، وتحديداً من المخا؛ حيث استطاعت قوات الجيش اليمني بإسناد التحالف العربي، خصوصاً قوات دولة الإمارات، تحرير مدينة المخا ومينائها بالكامل من ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، الأمر الذي يؤكد، مجدداً نبل مقصد الإمارات وهي تسهم، بهذه الفعالية، في حرب تحرير اليمن، وكلما مر زمن، ها هي الأرض تتحرر، وهاهي الشرعية تبسط سيطرتها على مناطق استراتيجية جديدة، نحو تحرير كامل التراب اليمني من براثن الحوثي والمخلوع، وبالتالي القضاء قضاء مبرماً على التدخلات الأجنبية والأطماع الإيرانية في اليمن والمنطقة.
القوات المسلحة الإماراتية هناك تلبي نداء الشرعية اليمنية المنتخبة من الشعب اليمني، وهي هناك لتخلّص اليمن من الكابوس الحوثي والفكرة الطائفية المنطلقة من نظرية ولاية الفقيه التي تفشل فشلاً ذريعاً في إيران لأنها ليست من الدين وتريد طهران تصديرها، وللأسف تجد من يتلقفها من الخونة وأصحاب النفوس الضعيفة.
تقول انتصارات اليمن، بإسهام الإمارات المحوري والفاعل، إن أحلام الانقلابيين إلى تلاش وطرق مسدودة، وإن استعادة اليمن، دولة عربية مستقلة ومستقرة، أمر حتمي، وتقول انتصارات اليمن إن دماء وأرواح الشهداء الأبطال حاضرة في القلوب والضمائر، وحاضرة هناك في الواجهة والمواجهة، تؤيد وتحفز وتقود إلى النصر تلو النصر.
وتقول انتصارات اليمن إن الباطل ضعيف أمام قوة الحق واليقين، وإن دولة الإمارات حققت دورها التاريخي اللائق بمكانها في صميم العالم المتقدم حين لبّت نداء الحق منذ فجر تحولات اليمن، بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ورؤية ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
ولأن كتاب اليمن، ككلّ كتاب، يُقرأ من عنوانه، فلا عنوان هنا إلاّ الانتصار الذي هو انتصار الشعب والأمة، والذي يشتمل، في الحقيقة لا المجاز، على صون شبه الجزيرة العربية، وخصوصاً الأماكن المقدسة، وهي محل أطماع الحوثي وحليفه في طهران.
الْيَوْمَ المخا وغداً صنعاء. ليس حُلماً، لكنه كتاب الواقع الذي يُقرأ أيضاً من عنوانه.