صالح علي باراس يكتب :
اغتيال العلامة بن سميط
في هذا المصاب الجلل الذي فجع تريم الدعوة ومنارة الهداية التي ظلت تشع بعلمها وهدايتها وتشد اليها الرحال من معظم ارجاء الدنيا طلبا للعلم واستقاء للأخلاق ، فقدمت بواسطيتها للعالم جباة سجود ، ونماذج اخلاق إسلامية تسير على الارض معاملات ، فجذبت اليها الملايين من البشر واخرجتهم من ظلمات الشرك إلى رحابة الإسلام .. اعزي تريم العلم والدعوة والزهد التي فقدت فلذة من فلذات كبدها هذا اليوم، العلامة السيد عيدروس بن عبدالله بن سميط أسأل الله أن يتغشاه بواسع رحمته ويحشره في زمرة الصالحين الذي اغتاله الارهاب صباح هذا اليوم الجمعة غدرا وغيلة في مدينته تريم ..حاضرة العلم والذاكرة الدعوية للجنوب العربي ولملايين من امم صفراء وسوداء اهتدت بدعاة هذه المدرسة التي استقرت في حضرموت وانتشرت معارفها وهدايتها في مشارق الأرض ومغاربها لكنها تميزت في عموم الجنوب العربي بانها شكلت الذاكرة التاسيسة لوعيه المتميز في هذا المحيط الجغرافي الذي تجمعه سمات كثيرة وتباينه سمات أكثر عمقا . اغتيل العلامة بن سميط راكعا خاشعا بنافلة الضحى في بيته آمنا مطمئنا وسط اسرته .. اغتيل شهيدا بإذن مقبلا على الله بخشوع العابد المتنفل . الاغتيال هو استعداء للمدرسة الشافعية الحضرمية التي تميزت بالوسطية والزهد وعدم تدخلها في الشأن السياسي وان أسأس دعوتها ووظيفة علمائها إصلاح المجتمع وتهذيب أفراده وترقيتهم روحيا وعباديا.. إن اغتيال العلامة بن سميط يأتي لإدخال هذه المدرسة في معمعة عنف ليست من سماتها ولا من مرتكزات انتشارها ونشاطها فقد اتسمت تاريخيا بالدعوة وتهذيب اخلاق المسلم فقط وابتعدت عن التجاذبات السياسية صراعات المدارس وما تفرزه من عنف .. ورغم ما تعرضت له رموزها واربطتها من عنف وتجريف لدعوتها ودعاتها في مرحلة سابقة لكنها لم تثأر أو يثأر علماؤها لانفسهم بل ظلوا وظلت محافظة على السلم المجتمعي تغرس في نفوس اتباعها القيم والاخلاق الإسلامية وتتفانى في نشرها بقدر ماتستطيع رحم الله الشيخ بن سميط واسكنه فسيح جناته.