محمد فضل يكتب:
الجنوب وحلفاؤه.. أكاذيب وحقائق
أخطر ما في سيناريو جديد يتم تنفيذه في هذه المرحلة لإسقاط الجنوب مجددا في قبضة (إخوان قطر – وحوثة إيران) هو اعتماده على تضليل الجنوبيين بحقيقة ما يحدث على الساحة الجنوبية من أزمات سياسية وأمنية وخدمية واقتصادية، وإلصاق تهم التورط في تخطيط وتنفيذ تلك الأزمات المصطنعة إلى جهات جنوبية وحلفاء استراتيجيين للجنوب عبر شبكة إعلامية واسعة من القنوات الفضائية وجيش من الإعلاميين يوظفهم أعداء الجنوب ومشروعه التحرري منذ ثلاث سنوات لضرب الجنوبيين ببعضهم البعض من جانب، ومن جانب آخر ضرب الجنوبيين بالإمارات والسعودية.
أزمات مصطنعة يتم تفجيرها الواحدة تلو الأخرى في الجنوب من قبل حلف حرب صيف 1994م والمتواطئين معهم من أبناء الجنوب صفة وليس انتماء، وتسوق للرأي العام الجنوبي تحت عناوين ويافطات مضللة، منها ما تتخذ في هيئتها مظهر الحرص والغيرة على الجنوب وتضمر في باطنها العداوة والبغضاء، وتجتمع جميعها في هدف أوحد هو اغتيال القضية الجنوبية ووأد استعادة دولة الجنوب حتى من قبل ولادته.
معاناة الجنوبيين أمنيا ومعيشيا وخدميا حقيقة لا جدال عليها.. غير الحقيقي هو حملة التضليل المستعرة للوعي الجنوبي بهدف التدليس على الجنوبيين بقلب حقائق أسباب الأزمات التي أرهقتهم، وتضليلهم بإلصاق تهم التورط بتلك الأزمات إلى غير المذنبين بجرم صناعتها وتأجيجها وتفجيرها لضرب الجنوب ومنعه من النهوض.
طاقات وإمكانيات ضخمة يتم توظيفها وتعمل (بهدوء) على إبقاء حالة الإرهاق الشديد التي عاناها الجنوبيون على صعيد الإنسان الجنوبي والمؤسسات الخدمية والاقتصادية والأمنية الجنوبية عقب حرب شرسة شنت عليهم ومقاومة أشرس حرروا بها وطنهم من رجز الاحتلال الشمالي، وذلك بصناعة الأزمات الواحدة تلو الأخرى في الجنوب عبر شبكة أزمات تعمل في الداخل الجنوبي ومن الخارج للإبقاء على الجنوب جسدا منهكا لا يقوى على النهوض وإن نهض فلا يقوى على التقدم خطوة واحدة صوب استكمال ما تبقى من استعادة السيادة.
حلف أحزاب اليمن الشمالي بمعية من ناصرهم من جنوبيين في حرب صيف 94م على الجنوب لا يزال قائما بعدائيته ومؤامراته ضد الجنوبيين وبأشرس مما سبق.
وقوى وكيانات جنوبية فرخها (صالح)، وأخرى فرخها من بعده (هادي)، لا تزال جميعها تؤدي المهمة الموكلة إليها بإضعاف القضية الجنوبية وتشتيت أي جهود حقيقية ومخلصة لتحقيق أهداف ثورة الجنوب.
أما القوى والكيانات المؤسسة للحراك الجنوبي فذهبت أدراج رياح الشقاق والانشقاق والصراع على مناصب القيادة والزعامة، والمحصلة أزمات سياسية إضافية للجنوب وهذه المرة بإهداء وإمضاء جنوبي.
ثلاث سنوات وصناعة الأزمات وتأجيجها في الساحة الجنوبية تحظى بالرواج، وتعمل بوتيرة عالية لتحقيق أهداف ثلاثة:
أولها تشويش العقلية الجنوبية وتضليلها للإبقاء عليها متسمرة عند لحظة انتصار الجنوب وتحرره من الشمال عسكريا بحرب 2015م، ومنعها من الانتقال إلى مرحلة التخطيط والتنفيذ لاستكمال تحرير الجنوب سياسيا من الشمال.
وثانيا استهداف المجلس الانتقالي الجنوبي لما أصبح يمثله من أهمية سياسية وعسكرية بسطت سيطرة الجنوبيين على أرضهم، وبدلت موازين المعادلة وقلبت قواعد اللعبة ومنحت الجنوب ثقلا وحضورا وتأييدا إقليميا ودوليا.
وثالثا استهداف الحلف الاستراتيجي العسكري والسياسي والاقتصادي للجنوب مع دولة الإمارات لحرمان الجنوبيين من حليف قدم ولا يزال يقدم للشعب الجنوبي ما لم يقدمه غيره من بناء قوات جنوبية وتدريبها وتسليحها، ودعم وإسناد القوات الجنوبية في تطهير المحافظات الجنوبية كافة من معاقل الإرهاب، ومن قبل هذا وذاك التضحية بالدم الإماراتي لتحرير عاصمة الجنوبيين عدن من مليشيات العدوان اليمني الثاني على الجنوب وتقديم كافة أوجه الإغاثة والدعم الإنساني الإماراتي لأبناء الجنوب في أشد معاناة ألمت بهم خلال العدوان وما تلاه من إعادة تأهيل الإمارات لكافة المرافق الخدمية.
هكذا يجري تنفيذ مخطط ضرب الجنوب ومن يسانده.. والرهان على العقلية الجنوبية التي خبرت جيدا أعداء الجنوب وأعوانهم منذ العام 90م وحتى اليوم، وحتما لن ينخدع الجنوبيين بأزماتهم المفتعلة وحملاتهم الزائفة.