محمد فضل يكتب :
محافظ شبوة.. بين خياري الحل والتأزيم
حالة من الانفصام الشديد عن الواقع يعيشها نظام الشرعية اليمنية جعلته أبعد ما يكون عن الأزمات التي تكابدها المحافظات المحررة.
من خارج الوطن يتحدث أبرز مسؤولي الشرعية عن مغالطات لا تمت للأوضاع القائمة على أرض الواقع بصلة، وبكذب متعمد يزيفون وقائع الظلم والجور والفساد التي تعبث بعديد من المحافظات المنضوية - شكليا- تحت سلطة هذه الحكومة.
بالأمس خرج علينا محافظ شبوة محمد صالح بن عديو بتصريحات صحيفة من العاصمة السعودية الرياض قدم فيها صورة وردية عن أوضاع المحافظة وعلى وجه الخصوص في المديريات والمناطق النفطية فيها.. ولم يذكر (بن عديو) في تصريحاته تلك كلمة واحدة عن العدوان الآثم الذي شنه بقذائف الدبابات ومدفعية الهاون على الاعتصام السلمي لمشايخ وابناء منطقة العقلة بمديرية عرماء قبل فترة وجيزة من رحلته إلى الرياض.
ظهر محافظ شبوة في الاجتماعات التي عقدها في الرياض مرتديا بدلات وربطات عنق ايطالية لإقناع الرأي العام بمدى تحضره ومدنيته بينما لاتزال آثار عدوانه على ابناء منطقة العقلة قائمة هناك وشاهدة على احراقه لناقلات النفط التي يعتاشون منها هم وأسرهم في اعتداء غير مسبوق.
ورغم فداحة الأحداث التي شهدتها محافظة شبوة مؤخرا ممثلة بالاعتداء المسلح لقوات عسكرية تتبع المحافظ على الاعتصام السلمي لمشايخ وابناء منطقة العقلة بمديرسة عرماء، إلا أن ايجاد معالجات وحلول عاجلة وعادلة تنهي طوق الاحتكار المفروض منذ عشرين عام على تنفيذ مقاولات العمالة والنقل لدى الشركات النفطية العاملة في المنطقة واتاحة المجال والفرص المتساوية لأبناء المنطقة والشركات الشبوانية، وهو من شأنه إحدات انفراجه تقود ٱلى استقرار أوضاع مناطق الإنتاج النفطي من جانب، ومن جانب آخر يتيح للمحافظ (عديو) تصحيح الاخطاء الجسيمة التي رافقت أولى أيامه على كرسي المحافظة وكادت أن تطيح به سريعا ولاتزال نقطة سوداء في سجله ينبغي عليه تداركها.
ان استمرار سطوة لوبي الفساد على القطاع النفطي بمحافظة شبوة أمر لم يعد مقبولا استمراره تحت أي مبررات واهية أو إدعاءات باطلة، ويوما تلو آخر تتصاعد وبقوة مطالبات الشارعين الشبواني والجنوبي بوجوب انهاء هذا العبث الذي تجاوز أقصى حدوده بالاعتداء المسلح على الاعتصام السلمي لابناء منطقة العقلة النفطية بشبوة لرفضهم استمرار اقصائهم من خيرات أرضهم،، فهل ترى المحافظ (بن عديو) سيشرع بعد عودته الآن إلى العاصمة الشبوانية عتق رفع المظالم عن المتضررين وفتح صفحة جديدة من الشراكة والتعاون المثمر من أجل شبوة وابناءها؟ أم يعمق الأزمة التي لت يحمد عقباها؟.. والجواب ستكشف عنه ما تحمله قادم أيام شبوة..