ماجد الداعري يكتب :
كيف تحول صالح إلى بطل قومي خلف ستار المسيرة؟
بثت قناة المسيرة التلفزيونية الحوثية ليلة أمس الجمعة ، فيلم استقصائي بعنوان(خلف الستار) عن ما اعتبرتها عمالة الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح للوبي الصهيوني وتآمره على المقاومة الفلسطينية واللبنانية خلافا لخطاباته الإعلامية المتلفزة ومواقفه السياسية المعلنة جول ذلك.
أغرب مالفت انتباهي في الفيلم كان استعانة معديه بوثائق ومحاضر رسمية ومراسلات جرت بين ادارتي صالح والرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش تثبت مدى تمسك صالح وإصراره الحقيقي على ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة وتحرك الادارة الامريكة نحو حل الدولتين إضافة إلى استعانة الفيلم أيضا بصور ومشاهد ولقطات تلفزيونية من خطابات ومؤتمرات صحفية لصالح يتمسك فيها بإقامة دولة فلسطينية مستقلة ويؤيد المقاومة الفلسطينية بل ويدعو نظرائه العرب إلى مدها بالسلاح والمال وصولاً إلى مطالبته لمصر بمنح قواته اليمنية مساحة عبور الى إسرائيل لقتالها وتعتبر كل هذه التصريحات التهديدية المعلنة لايعدو عن كونها محاولة لذر الرماد بالاعين عن حقيقة كونه كذاب وعميل اسرائيلي مراوغ يقول مالايفعل ويظهر مالايخفيه من حقائق خيانته للقضية الفلسطينية وحرصه على اللعب السياسي بمشاعر الشعب اليمني والتماهي مع كل المواقف خدمة لمصالحه ونظامه الحاكم.
واستشهد الفيلم المضحك للمسيرة على ماتسميه خيانة صالح للقضية الفلسطينية بمقطع من حوار سابق لصالح مع قناة الميادين بعد ازاحته من السلطة،طالب فيه زعماء العرب بالتطبيع العلني مع إسرائيل ووقف الحروب والدمار والقتل والدماء الجارية باليمن ودول المنطقة لخدمة المشروع الاسرائيلي لكون العرب من يدفع ثمنه ويسعون اليوم من خلال تلك الحروب والدمار الى تمرير ذلك المشروع بعد تدمير سوريا واليمن وليبيا وقبلهما العراق المقاومة اللبنانية والفلسطينية.
واعتبر معدو الفيلم الحوثي الفضيحة أن تعهد صالح في مراسلات سابقة عبر مكتب رئاسته بعهد سكرتيره عبده بورجي،مع ادارة بوش الامريكية،بالاعتراف بدولة إسرائيل الموجودة كأمر واقع،في حال نفذت واشنطن تعهد بوش باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، أكبر دليل على تناقض صالح وعمالته لإسرائيل،مع أن تعهده هذا جاء في حديث تلفزيوني رسمي له عبر مؤتمر صحفي شهير عقده مع بوش خلال زيارةً قام بها يومعا إلى واشنطن.
بإختصار .لم أستطع معرفة هدف الفيلم وما أراد معدوه إيصاله عن صالح كعميل للوبي الصهيوني،بينما الوثائق والشواهد التي أوردها تؤكد عكس ذلك تماماً وتؤكد انه فعلا بطلا قوميا قولا وسياسة سرا وعلنا.ولذلك فقد كان الفيلم يعني كمايقول المثل الشعبي (كحلها عورها)كونه أوصلني شخصيا لنتائج مقنعة بموقفه القومي الداعم للقضية الفلسطينية قولا وفعلا ،بدليل وثائق مراسلاته الرئاسية السرية التي سربها فيلم المسيرة وكانت خير شاهد له وعلى شجاعته وقوميته وتطابق مواقفه السياسية المعلنة مع سرية مراسلاته ومحاضر خطاباته الرسمية التي كان يوجهها لخدمة القضية الفلسطينية التي كانت تشكل حيزا كبيرا من همه بدليل تلك الكم من المراسلات والخطابات الإعلامية والسياسية التي خلفها بعده عن فلسطين وحل الدولتين.
وبالتالي فقد كان الفيلم لصالح صالح وتلميع مواقفه،أكثر من كونه شاهد على عمالته وخيانته لقضايا أمته القومية بالنسبة لتقييمي الإعلامي المتواضع لذلك الفيلم العرطة.