محمد فضل يكتب:
صفقات جنوبية.. لا تعنينا
تجاوب سريع لمجلس الحراك الثوري مع دعوة المؤتمر الشعبي العام لشراكة (مؤتمرية – حراكية).
الخميس الفائت عقد اللقاء المؤتمري الموسع في العاصمة الجنوبية عدن، وقدم الحزب فيه نفسه بصفة (المؤتمر الشعبي العام الجنوبي)، ووجه دعوته إلى الحراك الجنوبي والقوى السياسية الجنوبية للشراكة السياسية مع حزب المؤتمر.
يوم واحد فقط مر عقب اطلاق الدعوة المؤتمرية، ليعلن بعده (المجلس الأعلى للحراك الثوري لاستقلال الجنوب) ترحيبه بالدعوة و قبوله الحوار مع (المؤتمر الشعبي العام الجنوبي).
يوم واحد فقط فصل ما بين دعوة مؤتمرية وجهت يوم الخميس وإعلان ترحيب وقبول حراكي أعلن عنه يوم السبت.. وشعب الجنوب بحت أصواتهم وحناجرهم من الصراخ طوال أكثر من عشرة أعوام في آذان قيادات مجالس ومكونات الحراك لتجلس على طاولة حوار (جنوبي – جنوبي) تلملم من خلاله شعتها وتوحد كلمتها، ويعود الصدى إلى الجنوبيين لا يحمل أي رد من تلك القيادات ومجالسهم ومكوناتهم، ليصدق فيهم قول الشاعر:
أسمعت إذ ناديت حيا
ولكن لا حياة لمن تنادي
لحزب المؤتمر الشعبي العام - اليمني المولد والنشأة والهوية - كل الحق في رؤاه وتحالفاته وأجنداته السياسية التي لا تمت لروح وجسد القضية الجنوبية بصلة..
للمؤتمر الحق في عقد صفقات سياسية مع هذا المجلس أو ذاك المكون الجنوبي بكلفة منخفضة جدا في هذا الموسم الحراكي الذي يشهد تخفيضات هائلة أغرت حتى الحوثيين على عقد صفقتهم مع مع النسخة الثانية من مجلس الحراك الثوري.
لكن ما لا يحق لمجلس ومكون يحمل الهوية الجنوبية أيا كان هو استخدام القضية الجنوبية، التي سقط دفاعا عنها أكثر من ألفي شهيد جنوبي والاف الجرحى منذ انطلاقة الثورة السلمية الجنوبية في 2007 وحتى 2015، كـ (يافطة) وتحويل الجنوب إلى (دكان) والاتجار بالجنوبيين (جملة وتجزئة).
جنوب اليوم، حرر بتضحيات جسام قدمها رخيصة الاف الشهداء والجرحى والأسرى من خيرة رجاله بملحمة دحر العدوان اليمني الثاني على الجنوب، ومحروس بعد المولى سبحانه ببنادق ابناءه المرابطين على حدوده، وتحالفه في معركته لاستعادة أرضه عمد بالدم الجنوبي والإماراتي الذي روى تراب عدن ومحافظات الجنوب، وكلمته الفصل لمجلسه الانتقالي بقيادة اللواء عيدروس الزبيدي والشيخ هاني بن بريك بتفويض شعبي جنوبي وحد إرادة الجنوبيين وانجازات وضعت الجنوب وقضيته في مقدمة الاهتمامات الإقليمية والدولية.
جنوب اليوم، هو جنوب آخر غير ذلك الجنوب الذي استنجد بمجالسكم الحراكية عندما كانت ميلشيات الشمال تتقدم صوبه وخذلتموه بجملتكم الشهيرة "لا يعنينا".
الجنوب هو من يقول لكم الآن "لا يعنينا" أمر مجالسكم المبعثرة، و"لا يعنينا" شأن قياداتكم التي اتفقت على أن لا تتفق، و"لا يعنينا" هرولتكم صوب المؤتمر الشعبي العام هنا في عدن وركضكم خلف الحوثيين هناك في صلالة والضاحية الجنوبية.
صفقة المؤتمر مع الحراك ستنتشله من الابتلاع في مثلث برمودا سياسي أركانه الثلاثة (مؤتمريو الحوثي) و(مؤتمريو أحمد علي) و(مؤتمريو هادي).
وصفقة الحوثيين والحراك ستسقط عنهم جرم عدوانهم على الجنوب وجرائمهم البشعة بحق الجنوبيين التي لن تمحى من الذاكرة الجنوبية.
فهلا أخبرتمونا يا من تهرولون بالجنوب إلى باب اليمن أي مصلحة للجنوب وشعبه من هكذا صفقات؟!
الإجابة أتركها للجنوبيين.