محمود المداوي يكتب:

لجنة لتقصي الحقائق ... مطلبنا كجنوبيين !

لا أعرف لماذا ساورني ما يشبه التوجس وانا اتابع بأهتمام ذلك الخبر اليتيم عن لقاء هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي ب السيد "مارتن جريفيث" المبعوث الاممي الى اليمن، وكما بينتهم الصورة التي لا اعتقد انها الوحيدة المرفقة بذلك الخبر المقتضب جدا والذي يبدو وكأن من كتبه كان على عجلة من أمره.

مهما كان الامر فأني و حتى من قبل ان أطلع مع ما تزامن إخراجه عبر وسائل التواصل من رسائل تنضح بالتعليقات و الاجتهادات الهازئة على ماجرى في ذلك اللقاء التمهيدي وجل تلك الكتابات بالتأكيد لايخفى على ذي عقل نابه مصدرها والجهات المروجة لها و الذي يخفي هزائمه تباعا بمثل هذه التخريجات التي تمس وحدة الجنوبيي التي الممثلة اليوم المجلس الانتقالي والذي ارى انه حتى اللحظة وهي لحظة حرجه يمضي بقضية الجنوب المصيرية على مسارها الصحيح.

وفقا لتطلعات كل الجنوبيين لا اريد هنا ان اشغلكم بتلك الترهات مع الاحاطة بها بوعي جنوبي متقدم دائما و قراءتها كما هي بعيدا عن التشنج والتعصب و ايضا بعيدا عن التهويل المطلوب منا ان نقرأها قراءة هادئة ، وفي الوقت عينه هي قراءة نافذه الى ما تحمله تلك الخربشات من اشارات و تلميحات تؤكد وتدل على ان من يقف وراء ما ينشر و ما يكتب في هذا الاتجاه انما هو نفسه خصم الجنوبيين حتى وان كان جنوبي المنبت إلا انه للأسف الشديد شمالي الهوى وحسب المصلحة و الدفع المسبق.

اعود الى ما تملكني من توجسات ، وهذه ربما تكون في محلها الصحيح من الاعراب ، و ربما تكون لا، وأيا كانت فهي اولاواخيراتوجسات مواطن جنوبي فرجت له حلقاتها حتى وصلت الامور في بلاده الى مرحلة اللا عودة الى الحال الذي كان جاثما بكلكله على جنوبنا الحبيب قبل العام 2015م..بالتأكيد هذه انه واقع حال جديد عاشه ابناء الجنوب لانه حمل لهم بشارات الحزم والعزم واعادة الامل التي عززت بتضحياتهم العظيمة بدءا من انطلاق حراكهم الثوري السلمي مرورا بعملية تحرير كل مناطقهم وشراكتهم النزيهة مع دول التحالف وهذا كله في سبيل تحقيق هدفهم الواحد والوحيد وهو الحرية والاستقلال واستعادة دولة الجنوب المغدور بها من وحدتهم الزائفة ومن يومها الأول.

أن الحديث عن استعادة الدولة الجنوبية وحريتها و استقلالها لا يعبر عن رغبة ذاتية وأنما يعبر عن ارادة جمعية لشعب بأكمله عانى طويلا وحان لهذه المعاناة ان تذهب مع من تسبب بها كل تلك السنوات.. ارادة يترجمها اليوم شعب الجنوب وقواه الحية على الارض وفي ظل ظروف انسانية ليست غائبة عن صانع القرار الدولي الذي بامكانه اليوم ان يؤسس عبر المبعوث الاممي لجنة أممية لتقصي الحقائق في الجنوب ، وجميعنا هنا على علم انها ليست المرة الاولى التي تتم فيها تأسيس مثل هذه اللجنة في الجنوب فقد سبق لهذه الامم المتحدة في ستينيات القرن الماضي ان شكلت مثل هذه اللجنة للتقصي عن حقيقة الوضع في عدن وهي اللجنة التي اخذت الامم المتحدة ومجلس الامن بتقاريرها انذاك والتي عجلت بيوم الاستقلال انذاك. يا سبحان الله . . ان الشيئ بالشيئ يذكر ان ذاكرة اعداء الجنوب كما يذهب بي حدسي ما برحت حاضرة كما هي في ذلك الامس كذلك هي هذا اليوم.

يالها من ذاكرة ابليسية خبثة و جدا شريرة ذاكرة اعداء الجنوب التي تحركت قبل موعد هذا اللقاء مع السيد جريفيث واثارت مخاوفه وصولا الى اعلان الغاء الزيارة وتأجيلها..انه الخوف من ان تكون هذه الزيارة هي الخطوة الاولى على طريق لجنة تقصي للحقائق والتعرف عن قرب بواقع الحال في عدن وكل الجنوب. بلى ما اشبه الليلة بالبارحة وما اعظم ان يتجدد هذا الامل المنشود وما اروع ان تبادر كل القيادات الجنوبية المقرر ان يلتقيها السيد جريفيث الى رفع مطلب تشكيل لجنة للتقصي عن حقائق الاوضاع جنوبا.

اعتقد ان فكرة بهذه القيمة السياسية ليست غائبة عن تلك القيادات الجنوبية في المجلس الانتقالي أومن خارجه دون استثناء مع عدم اغفال كثير من الخطوات الاجرائية التي لابد منها لسد كل المنافذ و الطرق على اعداء الحنوب ترى هل سيفعلها الجنوبيون هذه المرة ؟!! أنا لا أشك في ذلك وكذلك انتم. أليس كذلك؟!.اذن لنستبشر خيرا ....