د. محمد علي السقاف يكتب:
الرئيس هادي حالة فريدة في العالم؟!
أكاد أجزم بالقول ان وضع الرئيس هادي حالة إستثنائية في التاريخ المعاصرفي مطلع القرن ٢١ ونادرة لرئيس دولة وهو في السلطة يعيش منذ سنوات خارج عاصمة بلاده الدستورية ( صنعاء ) و خارج العاصمة المؤقتة ( عدن ) ووضعه هذا يختلف عن الرؤساء الذي أضاحت بهم ثورة ما يسمي بالربيع العربي أمثال الرئيس زين العابدين بن علي في تونس واالرئيس حسني مبارك في مصر حيث فضل الاول بعد خروجه من السلطة اللجؤ الي المملكة العربية السعودية واختار الثاني البقاء في بلاده ليتم محاكمته وهناك رؤساء دول وهم لا يزالون في السلطة اضطرتهم ظروفهم الصحية مغادرة بلادهم للعلاج في الخارج أمثال رئيسي نيجيريا الرئيس بارادوا الذي تغيب عن بلاده اكثر من ثلاثة اشهر في رحلة علاجية الي المملكة العربية السعودية في فبراير ٢٠١١ مما أدي بالبرلمان النيجيري الي تعيين جوناثان رئيسا للبلاد بالوكالة ليترشح بعد ذلك في الانتخابات الرئاسية ويصبح رئيسا للجمهورية والرئيس النيجيري الاخر محمدو بخاري دفعته أوضاعه الصحية الي مغادرة بلاده للعلاج في بريطانيا لمدة تجاوزت ثلاثة اشهر ولم يستطع عند عودته الاستمرار في ممارسة مهامه الرئاسية والرئيس بيا رئيس الكاميرون الذي غاب عن عاصمة بلاده الي جنيف في سويسرافقط لمدة ٥٦ يوما واذا الاصوات ترتفع في البلاد عن وجود فراغ في السلطة ؟؟ ولعل قصة رحلة الملك الأسطورة حسين بن طلال مع المرض الي الولايات المتحدة الأمريكية واقامته في ( مايو كلينيك ) التي اعتبرت بمثابة دار للملك حسين ومكث قرابة ٦ اشهرخارج الاردن وما اثار ذلك بعض الانتقادات بسبب طول مدة غيابه وهو ملك وليس رئيس لنظام جمهوري وكذلك تجربة فترة إحتلال دولة الكويت الشقيقة من قبل صدام حسين لم ينتظر أمير دولة الكويت حال تحرير بلاده غير اسابيع قليلة ليعود مباشرة من منفاه في المملكة العربية السعودية الي عاصمته الكويت !! ولا شك بالامكان أعطاء نماذج كثيرة وأمثلة في حرص رؤساء الدول عدم خلق حالة “ فراغ في السلطة “ سواء بسبب ظروف الحرب او لاسباب صحية تتطلب العلاج خارج البلاد اذن وجود الرئيس هادي في المنفي في المملكة العربية السعودية لانها علي رأس التحالف العربي الداعم للشرعية وبسبب كرم الضيافة السعودية للقادة المنفيين يبقي السؤال مع ذلك لماذا جميع قيادات وزعامات أنصار الله لم يطلبوا اللجؤ الي حليفتهم ايران واستمروا في التواجد في صنعاء وصعدة وهي تتعرض لقصف الطائرات المتكررة ؟؟ القيادات الحوثية لا تمتلك الشرعية الدستورية مثل شرعية الرئيس هادي وان كانوا من وجهة نظرهم هم الشرعيين برغم عدم صحة إدعائهم ؟؟ لكن ماذا عن الشرعية الدستورية للرئيس هادي المعترف به دولياً ؟ اليس مصدر هذه الشرعية هو المواطن الذي انتخبه ؟ وكيف يمكن ممارسة الشرعية علي المواطن وانت ليس بينهم ؟ هنا تناقض غير سليم ان تكون مدة المنفي عدة اشهر قليلة فرضته ظروف الحرب يمكن تفهمه لكن ان تكون المدة لاكثر من سنة فهذا أمر يجب مراجعته وتغييره وجود الحكومة بشخص رئيس الوزراء في عدن لفترات قصيرة لا يبرر غياب رئيس الدولة فالحكومة ورئيس الوزراء لم ينتخبهم الشعب الرئيس هادي هو الذي انتخبه المواطن ويتطلب ذلك تواجده والعيش مع المواطن في عدن لوجود سلطة اخري في صنعاء في الخلاصة ————— الدواعي الأمنية لا يمكن تبريرها الي الأبد لا بد من معالجتها وبالإمكان معالجتها ولكنها تتخذ كذريعة لعدم عودة الرئيس الي عدن وبعدم عودته تستفرد به بعض الاطراف الأقليمية وبعض قيادات الاحزاب السياسية والقوي التي من مصلحتها استمرارية الحرب أطول مدة ممكنة للمكاسب التي تجنيها من استمرارية الحرب ولا يستغرب ان تمتنع البعثات الدبلوماسية للدول والمنظمات الدولية بعدم الذهاب الي عدن لدواعي أمنية كما يقال ولكن اذا خطي الرئيس بالذهاب الي عدن ستضطر تلك البعثات الخارجية للقاء به الي السفر حيث هو يقيم اي مؤقتا في العاصمة عدن ومن المؤكد ان الدول الكبري وقواها الامنية والاستخبارية ستنشط للحفاظ علي الامن في عدن ليس من اجل هادي وانما حفاظا علي حياة وأمن سفرائها في عدن وربما يثير البعض مخاوف دول التحالف العربي ان يحصل شىء يمس الرئيس هادي قد يهدد شرعية تواجدهم في اليمن هذه المخاوف ليس من الصعوبة بمكان حلها كما ان الاخوة كنائب الرئيس وافراد من الحكومة من الشماليين بامكانهم الذهاب الي مأرب اذا كانوا سيشعرون بأمان أكبر المهم يجب إنهاء فترة اللجؤ في المنفي ايها السادة عودوا بمقربة من المواطن سواء انتخبكم ام لا لتعرفوا علي الطبيعة معاناته وصبره صبر ايوب لسياساتكم المدمرة حتي تلتمسوا حلول معالجات مشاكله المستديمة.
* الدكتور السقاف