مشعل السديري يكتب:

اللهم إني قد بلّغت

سرقة السيارات (على قفا من يشيل) - مثلما يقول إخواننا أهل مصر - وهي تعتبر شبه ظاهرة عالمية، ولها طرقها وأساليبها وفنونها، وتتم يومياً عشرات الآلاف منها في جميع أنحاء العالم.
وسبق قبل سنوات أن سرقت سيارتي أمام أحد الفنادق في جدة، عندما نزلت منها لأستعلم من (الريسبشن) عن أحد السكان، وما إن عدت لها بعد دقيقتين وإذا بها طارت - أي فص ملح وذاب - طبعاً أبلغت عنها في حينها، وما قصروا حيث وجدوها بعد عدة ساعات مع سائق يدّعون أنه متخلف عقلياً، وعندما اتصل بي الضابط شكرته قائلاً: إذا كان السارق متخلفاً عقلياً، فالمسروق متخلف أكثر منه عندما ترك سيارته بكل هبل والمفتاح عليها.
وقرأت عن سرقة (رولزرويس) قيمتها أكثر من(200 ألف جنيه إسترليني، وليست مثل سيارتي (أم رفسّة)، وتمت العملية في لندن ومالكها رجل سعودي، والسارق بريطاني الجنسية من أصل عربي.
وقد تقدم إلى هيئة تسجيل السيارات والمرور بطلب لتغيير مفاتيح السيارة، بمستندات تزعم ملكيته، في الوقت الذي كان فيه السعودي خارج البلاد (يقشّر بطيخ).
ومن الطرق الخبيثة للصوص، أن يصدمك أحدهم من الخلف صدمة خفيفة، فتنزل تلقائياً بطبيعة الحال لتتأكد من تأثير الصدمة، فيأتي أحدهم سريعاً ليركب سيارتك الشغالة وينطلق بها وأنت تشاهده، فيما ينطلق كذلك شريكه الذي صدمك، ويتركانك وحيداً في الشارع تضرب كفاً بكف.
بل إن الوسائل الجهنمية للصوص تطورت علمياً، فحسب ما نشرت الشرطة البريطانية من لقطات مصورة لكيفية سرقة سيارة (مرسيدس) حديثة في غضون 40 ثانية فقط، ويظهر الفيديو كيف استطاع لصان فتح أبواب السيارة باستخدام جهاز قادر على استقبال إشارات مفتاح السيارة وفتح أبوابها في خلال ثوانٍ معدودة.
ويمكن استقبال الإشارات الصادرة عن مفتاح السيارة عندما يكون صاحبها على مقربة منها، مما يعني أن عملية السرقة قد تتم وأنت جالس في منزلك وتعتقد أن سيارتك المركونة أمام البيت في أمان.
ونقلت مواقع إخبارية بريطانية من الشرطة الجنائية البريطانية قولها: إن أفضل طريقة للحماية من مثل هذه السرقات، تتمثل في وضع مفتاح السيارة داخل حقائب مصنوعة خصيصاً بطريقة تمنع استقبال إشارات مفتاح السيارة - انتهى.
والنصيحة القديمة الخالدة التي كلنا نعرفها والقائلة: (اعقلها وتوكل)، صحيحة 100%، فهي لا تنطبق فقط على سرقة (البعارين)، ولكنها أيضاً تنطبق على سرقة السيارات وكذلك (البسكليتات).
اللهم إني قد بلغت، اللهم فاشهد.