نورا المطيري يكتب:

مثلث الإرهاب في اليمن

تقول العرب: «القدر ما يقوم إلا على ثلاث» وهكذا بات اليمن الشقيق الجريح، يقوم قدره على عصابة من داعمي الإرهاب تتفنن في ذبحه وتفكيكه وتحويله إلى ساحة حرب: الحوثي، إيران وقطر.

الشهادات الحية من اليمن تؤكد أن الملجأ الأخير لعصابة الحوثي الإجرامية، هي الأحياء الشعبية المكتظة بالمدنيين في صنعاء، وأن مخطط «عبد الملك الحوثي» الأخير، الذي لا يمتلك غيره، هو استخدام المدنيين الأبرياء كحاجز بينه وبين قوات الشرعية وقوات التحالف العربي التي تسعى بجد لتنظيف اليمن من تلك العصابة الإرهابية، بأي ثمن، إلا سقوط المدنيين.

الحوثيون المجرمون، لا يستخدمون المدنيين كسواتر فقط، لكنهم يجبرونهم على العمل معهم، وفي حال الرفض، يقتحمون المنازل والشوارع، يطاردون اليمنيين العزل ويهاجمونهم بشراسة ويغتصبون نساءهم ويقتلون أطفالهم بدم بارد، وقد وثقت الهيئات الدولية ما يزيد على 2024 جريمة وانتهاكاً قامت بها ميليشيات الحوثي الانقلابية ضد المدنيين في العاصمة اليمنية صنعاء، خلال العام 2017.

أما إيران، وسعياً وراء حربها الإقليمية بالوكالة، فإن يدها السوداء الملطخة بدماء المدنيين في اليمن، ما زالت تدفع الأموال والمعدات العسكرية والدعم اللوجستي لميليشيات الحوثي لنشر عصاباتها بين المدنيين والتوغل في أوكار صنعاء وتعز والبيضاء وصعدة وباقي المحافظات اليمنية والعمل كقوة بديلة لإيران ومهاجمة حدود السعودية وتهديد أمنها، نكاية بما تحققه السعودية من مكانة عالمية رفيعة في المحافل الدولية.

إيران التي تنفق أموال وثروات شعبها على تصدير الثورات والمؤامرات والصراعات الطائفية، تبادل العلاقات مع جيرانها ومحيطها بعلاقة مع المجموعات الإرهابية في العراق وسوريا ولبنان والبحرين واليمن، وتأخذ العزة بالإثم مرشدها الخامئني، الذي يحلم بشرق أوسط خاص به، أن يتراجع أو يعبر عن ندمه فيما بلغت نتائج دعمه وتشجيعه لعصابة الحوثي في اليمن، وما آلت إليه أوضاع الناس هناك، بسبب أحلامه المفجعة وكابوس السيطرة الذي يطارده.

خطة إيران الخبيثة، هي تحويل الصراع في اليمن من سياسي إلى طائفي، وهي ذات الخطة التي استخدمتها في العراق وسوريا ولبنان والبحرين وجعل المسألة تبدو صراعا مباشرا بين السنة والشيعة، المصيبة أن هذه الأوهام تنطلي على أتباع المرشد ويصدقونها، لكن الحقيقة في اليمن أن الحوثية تسعى للحكم السياسي، مع أنها لا تمتلك أجندة غير أجندة الخامئني، وحتى أنها لا تملك برنامجاً سياسياً أو فكراً سياسياً مقبولاً، وليس لديها أدنى مقومات الحكومة السياسية، وقد رأينا ذلك خلال فترة المفاوضات وبحث الحل السلمي التي اقترحتها الأمم المتحدة في فبراير 2018 في مسقط.

قطر، ثالث الثلاثة، ومن خلال تنظيم الحمدين الخائن، فإنه أكمل «القدر» اليمني بتسريب المعلومات اللوجستية والعسكرية لميليشيات الحوثي وإيران خلال الفترة التي ادّعى فيها أنه مع التحالف العربي، والتي تسببت بسقوط شهداء من السعودية والإمارات، ثم بالتصفيق والتهويل لكل صاروخ حوثي يطلق باتجاه السعودية، وأخيراً بفتح أبواب العزاء والبكاء و«اللطم» على مصرع قتلى جماعة الحوثي الإرهابية.

يدرك التحالف العربي، بقيادة السعودية، خيوط اجتماع «مثلث الإرهاب في اليمن» وأهدافهم الرخيصة لتمزيق اليمن العربي الشقيق، واستطاع التحالف، خلال أقل من ثلاث سنوات، وقف تمدد ميليشيا الحوثي في أرجاء اليمن، بل تمكن، بعون الله ورعايته، من محاصرة جماعة الحوثي الإرهابية وزبانيتها في معظم المدن اليمنية حتى اضطرت أن تختبئ بين المدنيين في صنعاء، والتي ستحتاج في المرحلة القادمة تعاوناً مطلقاً من سكان صنعاء، بالوقوف مع قوات الشرعية والتحالف، أو الابتعاد، قدر المستطاع، عن أماكن تواجد الحوثيين، لفتح الطريق أمام قوات التحالف والشرعية لاصطيادهم واحداً تلو الآخر.