مشعل السديري يكتب:
فليتنافس المتنافسون
لم يكذب من قال: تعددت الأسباب والموت واحد.
فهذا «أوروج خان»، ربح في «اليانصيب» مليون دولار، وفرح فرحاً عظيماً، على أمل أن يسدد ديونه، ويكمل قسط منزله، و«يحج بالباقي إلى بيت الله الحرام»، لكن المسكين وقبل أن يتسلم جائزة العمر في اليوم التالي، وجدوه ميتاً في فراشه، وتسلمتها عنه زوجته وأبناؤه.
ولا تقل عن فرحة خان، فرحة الشاب المصري ياسر إبراهيم، بعد نجاحه في الحصول على أسطوانة غاز بمستودع في القاهرة، بعد انتظار ثلاث ساعات، ومن شدة فرحه و«نطنطته» أصيب بهبوط حاد بالدورة الدموية، وفارق الحياة في مكانه قبل أن يحمل الأسطوانة.
ولو خيرت أنا بالميتة التي أتمناها، فإنني لا أتمنى أن أموت كميتة خان أو ياسر، لكن كميتة امرأة مكسيكية، كانت تجلس في شرفة منزلها، قبل لحظات من قيام ابنتها بسرد نكتة لها، فانفجرت بالضحك المتواصل، واختل توازنها وسقطت على الأرض من الدور الرابع، وقالوا إنها لفظت أنفاسها وهي تضحك.
***
قررت بلدية دبي في إطار جهودها المشكورة لمكافحة السمنة، أن تمنح كل مواطن يفقد كيلوغرامين من وزنه خلال شهر، مقدار «كيلوغرام» واحد من الذهب، وذلك ضمن حملة أطلق عليها اسم «وزنك ذهب».
أما الذي أصبح وزنها ذهباً فهي ابنة فنانة كويتية، فرح والدها المليونير أن ابنته أنجبت مولودة، فقرر أن يمنح حفيدته في عيد ميلادها الأول وزنها ذهباً، وهذا ما حصل، بل إن الوالد أشهد الحضور على أنه سوف يكون هذا تقليداً في كل عيد ميلاد لها.
والآن وصل عمر الحفيدة تسعة أعوام، ووالدتها لا همّ لها إلا أن «تصغطها» الأكل وتسمّنها، وكأنها تسمّن نعجة، ويبدو أن جد الحفيدة قد اكتشف اللعبة؛ لأنه لاحظ أن البنت أصبح وزنها غير طبيعي، وأخذت تستنزف حصيلته الذهبية، عندها رجع في تعهده لأنه اعتبر الموضوع فيه خدعة، وحصلت مشكلة وخصومة بينه وبين ابنته وصلت إلى حد القطيعة.
والآن بدأت الأم تخضع ابنتها إلى رجيم قاسٍ، ولا تؤكلها إلا كل ما هو «دايت».
***
هل تصدقون أن ابنة الخديو إسماعيل عندما حجت، وأعجبت بما فعلته خديجة زوجة عبد الله علي رضا، عندما تبرعت بمصوغاتها ومجوهراتها من أجل شراء مبنى لمدرسة الفلاح بجدة.
فقررت الأميرة المصرية أن تفعل مثلما فعلت المرأة الحجازية، فتبرعت بمصوغاتها ومجوهراتها لإنشاء أول جامعة مصرية عام 1908؟!
وعلى مثل هذا، فليتنافس المتنافسون.