م. جمال باهرمز يكتب لـ(اليوم الثامن):

الكيان او المجلس او التجمع العدني المفترض

-كانت عدن ومحمياتها (محافظات الجنوب الست) تسمى بمستعمرة عدن. وكان يطلق على أبناء عدن ومحمياتها. بالعدانيه ، فكان الحضرمي والشبواني والمهري والصومالي والهندي واليمني والعربي وكل أبناء الجنوب من كل الاعراق يسمى في أوروبا ودول العالم والخليج بالعدني.
كل المستعمرات التي احتلتها بريطانيا وضمتها الى التاج البريطاني كانت محكومة بحدود دول وليس بعواصم الدول. ولذلك سميت فيما بعد بدول الكومنولث.
ومع ذلك كان الحاكم البريطاني في عدن عاصمة المستعمرة يتشاور مع الحكام المحليين من سلاطين المحميات ومشايخها ولم ينفرد بالحكم. لهذا استقرت الاحوال وتطورت الحياة وارتقت في المستعمرات البريطانية. فكان لعدن حكامها المحليين من سلاطين العبادل وسلاطين ال فضل والعقارب وكذلك باقي المحميات.
وعندما نادى المناضل ورائد التنوير العدني لقمان الله يرحمه بأن تكون عدن ومحمياتها مستعمره تتبع مباشره لندن وليس بومباي. ونادى بأن تكون الوظائف والإدارة لأبناء مستعمرة عدن (عدن ومحمياتها) وطالب بعدم استجلاب موظفين جدد من المستعمرات البريطانية الأخرى كالهند والصومال وغيرهما والاكتفاء بالمؤسسين العدنيين الذين استجلبوهم واسسوا المؤسسات المدنية والعسكرية في عدن ومحمياتها واستقروا فيهما.
وعدد الأسباب لمطالبته بان يتم منذ اللحظة بالاعتماد لشغل وظائف المستعمرة على أبناء مستعمرة عدن
ومن ضمن ما اوضحه بان لعدن وعواصم محمياتها (محافظات الجنوب) حياة راقية مذنبة مزدهرة كان له ما أراد.
وكان دقيقا في طرحه فعلى سبيل المثال في المكلا اقيمت اول انتخابات بلدية ونجح فيها المجلس البلدي برئاسة القاضي عبد الله عبد الرحمن باهرمز وهو اول مجلس بلدي في الجزيرة والخليج
وكان السبق للسلطنة العبدلية التي أصدرت اول دستور على مستوى الجزيرة العربية ويدرس في كلية الحقوق ونظام التوثيق والقضاء الحازم؟  كما أنها كانت من تحكم عدن ومركز السلطنة في عدن.
وكذلك الحياة في باقي عواصم سلطنات محميات عدن
لكن لان مدينة عدن كانت عاصمة المستعمرة ومحمياتها فكانت تدير شئون المحميات في كثير من الجوانب
فمثلا كان الحضرمي حين يريد الهجرة والسفر يأتي الى عدن ويصرف له جواز باسم مستعمرة عدن. وبذلك كانت مطارات ومواني الدول تستقبل العدني صاحب الجواز من مستعمرة عدن.
فالإدارة البريطانية كانت تصرف جواز السفر من عاصمة المستعمرة لأبناء المحميات (المحافظات الجنوبية) وتطبع الاختام ودوامغ البريد باسم مستعمرة عدن ونحن نعلم أن السلاطين والمشايخ والعلماء والتجار وابنائهم من المحميات في عدن هم من كان يحظى بفرص التعليم والتوظيف ويشكلوا الطبقة الأرقى بعد أن أصبحت عدن ومحمياتها مستعمره تجاريه دوليه.
ولذلك كانت عدن قرة عين محافظات الجنوب وابنائه. وتأكد لنا حقيقة المسمى البريطاني (عدن ومحمياتها) خلال الحرب الأخيرة على عدن والجنوب فلم يحمي ويذود عن عدن إلى ابناء محافظات الجنوب جنبا إلى جنب مع أبناء عاصمتهم عدن. في وقت كل محافظات الشمال تمرر وترفد قوات الاجتياح الشمالية لعدن والجنوب.
-شاركت في نقاشات على صفحات التواصل الاجتماعي والمنتديات حول دعوة الشخصية العدنية المرموقة شيخ طارق المحامي لتشكيل كيان عدني.
وتعددت الرؤى والأساليب حول أقصر الطرق للوصول الى تشكيله.
طرح البعض بان يتشكل لأبناء عدن فقط في ظل الجمهورية اليمنية. واخرون طالب بان يتشكل بعيدا عن أبناء الجنوب. واخرون طالبوا بتشكيله من أبناء عدن في ظل دولة الجنوب او بعد استعادتها.
المحصلة ان كل أبناء عدن يريدوا كيان او تجمع او مؤتمر او مجلس يعبر عنهم فقط بسبب التهميش والظلم الذي لحق بهم وبإبائهم.
لكنني اقولها ومن خلال التجربة لن نصل اليه الا بالصدق وطرح الحقائق. واهمها ان نكون صادقين ومخلصين مع الحاضنة القوية التي ستهيأ وتحمي اي كيان او مكون او تجمع نريده. غير ذلك سنفشل. والامثلة كثيرة بمحاولات احزاب الشمال ايجاد تجمعات ومجالس عدنية طوال سنوات الوحدة لكنها كلها فشلت. رغم الدعم المالي والاعلامي والحزبي لماذا؟ لأنه لا توجد حاضنه لمنتجاتهم.
وحاضنتهم الحزبية الشمالية لا يوجد لها على ارض الواقع وجود او تأثير. فلم يقبل أبناء عدن ان يتشكل كيان او مجلس او تجمع من ضمن أهدافه ومشاريعه وبرامجه البقاء في الوحدة مع الشمال بعد ان انقلبت سلطات الوحدة الى أدوات احتلال ونهب للثروات وتنكيل وقتل وابادة لشعب الجنوب وأبناء عاصمتهم.
وقد اقرت هذه الأحزاب في مؤتمر الحوار الذي عقد بينها جعل عاصمة اقليم اغلب سكانه من مديريات الشمال الاكثر عددا وعدة ومال حين ادخلوا في إقليم عدن عدد من مديريات الشمال عدد سكانها يفوق عدد سكان عدن. غرضها انه من هذا الباب ستعود كل عصابات الشمال الى عدن بعد ان تم طردها.
عندها لن نجد ممثلا لأبناء عدن مع ان الكل سيدعي انه يمثل ابناء عدن. وسنكون بذلك بدلا من التخلص من تهميش أبناء عدن من قبل الاوصياء الجنوبيين. سنجد انه قد أصبح التهميش شمالي مضاعف وأكثر حده وظلم. ولهذا نحن مع كيان عدني في حاضنة او وطن جنوبي فقط.
ولا يعقل ان يقبل أبناء عدن خاصة بعد الحرب الأخيرة واجتياح الجنوب من قبل الشمال ان يتكون كيان او تجمع او مجلس. يعادي حاضنته الجنوبية ويوالي صنعاء واحزابها.
فكمية الالام والاثار النفسية وعدد الشهداء والجرحى والقتل والتدمير هي العائق الأساسي.
ان أردنا النجاح فعلينا ايجاد ما نريده من كيان من ابناء عدن فقط تكون له حاضنه عدنية جنوبية. لان الحاضنة العدنية الجنوبية ولادة اجيال بعد اجيال. ونستمد القوة منها ولا نعاديها.
الحاضنة لا تعني ان تكون ممثلة عن أبناء عدن. الحاضنة هي الوطن الجنوبي. لأنه إذا لم تكن هناك حاضنة او وطن جنوبي يحتضن عدن العاصمة ستكون هناك حاضنة يمنية. وهذا ما رفضه أبناء عدن والجنوب من سابق وسيرفض بعد ما حصل. نحن مع كيان عدني لأبناء عدن فقط مثلما لحضرموت مؤتمرها الجامع يمثل ابنائها فقط. في الوطن الجنوبي فقط.
ولنأخذ العبرة من المقاومة الجنوبية التي انتصرت لأنها تشكلت منذ بدايتها من المقاومة العدنية المؤمنة باستعادة دولة الجنوب واحتضنتها كل محافظات ومناطق الجنوب وبنت عليها فانتصرت.
فحتى لو جاءت حاضنة اجنبية من بريطانيا او فرنسا او الخليج بالتأثير الاقتصادي او حتى الاستعمار المباشر ستفشل. علينا ان ننطلق من الحاضنة العدنية-الجنوبية لإيجاد كيان عدني من ابناء عدن فقط وان كان أصول ابائهم واجدادهم من الجنوب او الشمال او الهند او الصومال او اي مكان في العالم المهم انهم من ابناء عدن ويؤمنوا بان عدن عاصمة الجنوب.
(وضاع من وطني بريقه / ومضى كلا في طريقه / وقيدت كل الجرائم ضد معتوه / واقفل ملف القضايا العتيقة / ضاع حق الايادي صانعة الحضارة / حق من تصبب عرقا / على المكائن والمناجل والمطاحن / في عدن الحب والمنارة / واختفت المبادئ من علم التجارة / الغش أرقي أنواع الشطارة / وأصبح في وطني تقليب الايادي/ أفضل وأجمل وأسرع عباره/ ضاع من وطني بريقه / وتشردت عقول النور / في الدول الشقيقة والصديقة / واقصيت ضمائرنا الشريفة / وفصلت على اللص الوظيفة / حين خان الشريك شريكه)
م. جمال باهرمز
20-مايو-18م