نبيل الصوفي يكتب:

كيف يقضي مقاتلو الساحل الغربي شهر رمضان؟

يعيش المقاتلون في الساحل الغربي من أبطال القوات المشتركة (قوات المقاومة الوطنية، ألوية العمالقة الجنوبية، المقاومة التهامية) رمضاناً لايختلف ليلهُ عن نهاره..
يثبتون أقدام انتصاراتهم.. يجمعون حصاد سلاح الحوثي ويدفنون جثث قتلاه التي تتعفن حيث يلقي بأصحابها للتهلكة.
يكافحون الحرَّ بماء البحر.. ويكافحون صلَفَ الحوثي بإرادة لا تلين.
يساندهم أهلهم وناسهم الذين يريدون الخلاص..
ونحن نجلس وراء الشاشات ونحلّل وبعضنا يتحدث تحت المُكيف، والآخر يستمع ويشاهد.
جربوا الحياة يوماً مع مقاتل ينام النهار تحت سيارته في حر قائض.. ويبقى الليل حاملاً سلاحه يكافح عدواً حوثياً قال لليمنيين إنه إما يُسلمون له الدولة أو سيقتلهم.
يطارد تحالف اليمنيين عدواً حوثياً صلفاً لتحيا بلادهم.

هيثم طاهر.. قائد لايتكرّر
القائد هيثم قاسم طاهر، اليمني الوحيد من جيل قيادات دولة تحلّلت وانتقلت كل شرعيتها وقياداتها للفنادق، إلا هو.

عاد للمترس، مقاتلاً بأقل الإمكانات.
تجربة عسكرية تستحق التأمُّل والمراقبة، من بقايا حركتنا الوطنية.

الحوثة.. والغرور الكاذب
الحوثيون يسمون أنفسهم المؤمنين ويسموننا بالكافرين.. يقول أسراهم إنهم يقاتلون الكفار دفاعاً عن الذين آمنوا.
هذا الغرور الكاذب المريض.. يسحقه الرجال كما لو أن الواحد منهم يدافع عن إيمانه ضد تكفيرهم.
يعجز القلم، وتحتقر الكاميرا نفسها أمام رجال يطاردون الموت إلى مخابئه.

مغامرات انتحارية لنصر إعلامي وهمي
عشرات القتلى والأسرى من الحوثيين في تهامة اليوم.
كان أبطال ملحمة اليوم من عمالقة القائد أبو هارون، وساندهم فيها أبطال من المقاومة الوطنية.
ما يقوله الحوثيون الليلة عن هذه المغامرة وأنهم دمروا كتيبة أبو هارون، يؤكد أنها كانت محاولة صناعة وهْمٍ معنوي.
عملية انتحارية لأجل الكاميرا، تم كسرها سلاحاً وكاميرا.
واعذروني، لا أستطيع نشر صور جثث الحوثيين، للميّت حرمته، لقد مات وانتهى صلفُه، وإكرامه رده للتراب.
كنتُ أكتب عن قبح هرب القيادات في كل زياراتي للجبهات من صنعاء، لكني الآن أرى الأثر كاملاً على هيئة جثث.
يمنيون، ألقى بهم ساقط مثل عبدالملك للمحرقة، واستمر هو يصلح كُوته وهِندامه في مخدعه.

جماعة الكاميرا
الحوثيون نسخة من القاعدة وداعش، يضحون بعشرات من أفرادهم عشان صورة وإلا فيديو.
اليوم شاب من مخلاف الحيمة صمم إلا يسحب دبابة كانت حوثية قدي معطلة، وسمعته يقول لقائده: عيتسللوا يصوروها.
ماعاد مع الحوثي حتى فرصة يصور..
جماعة تضحي بالعشرات من مقاتليها على أمل أن تحصل على مقطع مصور تستعرض به كأنها في مهرجان دعائي.. أي قيمة عندها لمقاتليها أصلاً؟
يقول أحد أسراهم اليوم: مكنونا كتائب الموت ستحمي ظهوركم.. العدو يهرب، وما هربوا إلا هم وفلتونا نحن للموت.

أسلحة ضخمة يستعيدها الأبطال
وإن كان الحوثة هربوا تاركين أسلحة ضخمة ونوعية استعادها أبطال العمالقة، فعن أي محاولات التفاف يتحدثون ويحاولون..
حين يهرب تاركاً هكذا سلاح، فماذا سيفعل بصفائح الذخائر الآلية؟
مش واحدة.. لا، إلا طابور من M110.. حين تيقنوا من فزعهم دفنوا بعضها بالشيولات.
ما يحدث في الساحل ليس مجرد انتصارات عسكرية، بل أكبر وأكبر..
هي رسائل تنظيمية سياسية أن الشعب رفع يده عن الجماعة. وأن الجماعة تيقنت من ذلك، ولم يعد ما تفعله سوى عمليات انتحارية لاتودي ولاتجيب.

البطولات في الميدان وليس بالإعلام

قبل شهر، تقريباً، حاولت إقناع القائد أبو زرعة بمزيد من الانفتاح الإعلامي، فقال: "لايغير الإعلام شيئاً في ميزان المعركة.. لايرد صاروخاً ولا يطلق رصاصة".
واليوم كان القائد أبوهارون ورجاله يقولون: "لهم الإعلام ولنا الميدان".
بالأصح، ولا حتى تركوا لهم الإعلام، لهفت الجبهة الحوثي بما حمل.

تهامة ليست كهفَ مران
الجبلية، الفازة، المتينة، السويق، التحيتا، زبيد، الجاح الأعلى والأسفل، هذا مستطيل جغرافي ضخم جداً، من لايعرف تهامة يتخيله مجرد مناطق سكنية، هذا أكبر مربع مزحوم بالعمران في تهامة كلها، فيه أكبر مزارع النخيل في المنطقة كلها، ويمكن للحوثي أن يختبئ فيها لأشهر لو أنه مقبول من الناس.
لم يتوقع أكثر الخبراء تفاؤلاً أن يتم تحريره في ما لا يقل عن ستة أشهر.. لكن، وفي يومين انهار الوجود الحوثي كله.
الحوثي هُزم فيه سياسياً وأمنياً وشعبياً، وجاء السلاح وكان الختام ليس إلاّ.
قال لي شائب من الجاح: "كانوا احتلال.. لا نخالطهم ولايخالطونا".