صالح علي باراس يكتب:
مقاومة ‘‘انسحبنا إلى حين..‘‘
لاتوجد في كل قواميس شعوب الدنيا مقاومة اسمها مقاومة " انسحبنا الى حين "!!! الا في قاموس الذين تولوا هربا من عدن والجنوب وقت الحرب ، لم ينسحبوا بل هربوا جبنا ورعبا وذلا ؛ والاذلاء الشرود لايستعيدون اوطانا .
حرر الوطن واستعاده غيرهم فالهارب من معركته في كل أعراف الشعوب لايذرف دما لأنه بلا دم إلا كدم الهوام ؛ فداخله خاويا فارغا بل يكره ويحقد في قرارة نفسه على كل مقاوم ومقاومة تذكرانه بجبنه وهروبه وأنه ترك عرضه بلا دفاع.
حين هربت مقاومة "انسحبنا إلى حين" خرج الرجال دفاعا عن الجنوب وعدن عاصمته ؛ بذلوا المال والجاه وتسابقوا للموت ذودا عنها وعنه ، كانت جبهات الجنوب ساحة معركة تدفقت اليها ارتأل الغزو ، كان الدم الجنوبي يراق في عدن ويراق في ذات الوقت في شبوة وأبين والضالع ويافع ولحج.وكان الارهاب الوجه الآخر للغزو يجثم على محافظات ويمنعها عن المدد ورغم ذلك قدمت ماتستطيع من قرابين الدم في الجبهات ومنها عدن .
في عدن امتزج واختلط الدم الجنوبي من كل محافظات الجنوب ومناطقه ، وحوائط ورباطات ومواقع استشهاد الشهداء وثائق تنطق بذلك .
في عدن ثبت الرجال ولم يثبت الذين يقولون انهم فروا " انسحابا إلى حين " ففي الملاحم والمعارك لا يوجد انسحابا إلى حين إلا في قاموس الجبناء !!
في الملاحم ثبات حتى الاستشهاد أو النصر يقابلة تولي وانهزام مذل لاتوجد مساحة بينهما اسمها "انسحبنا إلى حين "
صمد الرجال وقدموا اروع الملاحم دفاعا عن أرضهم وعرضهم وهويتهم وخصوصيتهم كل جبهات الجنوب كانت دفاعا عن عدن بما تحمله من معنى في وجدان كل جنوبي .
هربت الشرعية ولم تنسحب إلى حين !! ولاذت عساكرها بالفرار فاخذوا في فرارهم كل ما خف حمله وغلا ثمنه ليس انسحابا إلى حين !! .
تحلل الجيش القبلي إلى مكوناته القبلية / الطائفية ليس إلى حين بل مقاتلا مع طائفيته !! فلا عفاش بنى جيشا وطنيا ولا يبنونه من يدعون اليوم انهم الجيش الوطني !! وتسير الشرعية على خطاهم ودربهم فنواة تأسيس وولاء جيشها توزعت بين العائلة والمنطقة .
الشرعية التي لاذت كلها بالفرار " ليس انسحابا إلى حين " ولم تامن إلا بوجه ملوك الجوار تريد عبر ابواقها شق المقاومة الجنوبية وان مقاومة أبناء عدن سياق منفصل لترثها وتمثلها مقاومة " انسحبنا إلى حين " !! لكن ذاكرة عدن عصية على التلفيق تعلم أن كل مقاومة في الجنوب خط دفاعها الأول.
المقاومة الجنوبية كلها سلمت مقاومة " انسحبنا إلى حين " نصرا عسكريا في الجنوب لتستثمره سياسيا فحولته في عدن وفي الجنوب إلى تعذيب بالخدمات ومحاربة الناس في قوت اطفالهم واخلال بامنهم وعبر أبواقها تريد تقطيع أوصال المقاومة كلها فكل المقاومة لديها تذكرها بجبنها وفرارها.
مهما حاولتم فالذاكرة الجنوبية حية وعصية على الفرمته
يا "مقاومة انسحبنا إلى حين"
صالح علي الدويل