وجهة نظر

من هو المناضل الجنوبي الحقيقي

مهما تعددت الأزمات وتفاقمه المشاكل والصعوبات.. ومهما حاول المجرمون والفاسدون وعديمي الضمير الإنساني، من تكثيف جهودهم العدوانية، وبذل كل ما في وسعهم من أساليب الحقد والنذالة ضد أبناء شعب الجنوب وقضيتهم السياسية العادلة، فأنهم رغم كل إمكانياتهم المادية الضخمة والدنيئة، وتوافر الوسائل الإجرامية التي قد يستطيعون بها ارتكاب الأعمال الإرهابية في عاصمة الجنوب عدن الحبيبة.. إلا أن مناضلي شعب الجنوب الأوفياء والمخلصين في نضالهم وتضحياتهم، سيكونون مصدر القوة الضاربة، والجبروت المهيب القادر على مواجهة كل تلك الأفعال والممارسات التدميرية والانتقامية. وعلى تلك القوى العدوانية أن تعلم علم اليقين، بأن مصيرها المحتوم هو الفشل والهزيمة والسقوط المخزي والمخجل في مزبلة التاريخ، وعليها كذلك أن تدرك تمام الأدراك، بأن وقائع التاريخ ومجريات أحداثه المتوالية ومستجداته المتعاقبة الماضية والحاضرة والمستقبلية، ستضعهم كما وضعت الذين من قبلهم من الخونة والانذال والحقراء، في حضيض السمعة والمكانة المخزية لهم ولمن له علاقة بهم، وربما ستلاقهم اللعنات والاحتقارات المهينة إلى يوم الدين..

أن شعب الجنوب وقواه الحية في هذه اللحظات التاريخية من مسيرته النضالية، وما قدمه من تضحيات جسام من خيرة أبنائه الأبطال، تحتم على كل ذي عقل وبصيرة، وعلى من حظه الله تعالى بنعمة الإرادة الحكيمة وواعية، أن يراجع حساباته ومواقفه؛ وذلك من خلال مقارنته الذاتية بين وقائع الأحداث التي عاشها وتفاعل معها، سواء كانت أحداث عاصفة جرت في الواقع قبل سنوات مضت، أو أحداث يشهدها الواقع اليوم لم تكن في حسبانه ولا في خياله الذاتي، لكنها تحتم عليه أن يستخلص الدروس والعبر، وأن يقيس نتائجها ويحدد مواقفه النزيهة والصادقة منها، بما يرتضيه ضميره وقيمه الاجتماعية والتربوية والثقافية والإنسانية، وبما يجسد روح الوفاء والإخلاص لأهداف قضية شعبه الجنوبي، باعتبارها المعيار الحقيقي لكل مناضل جنوبي يؤمن أيمانا راسخا بأن واجبه المقدس بعد طاعة الله سبحانه، هو الحرص على علاقة التصالح والتسامح بين أبناء مجتمعه الجنوبي وتجسيدها في حياته قولا وفعلا، وكذا قناعته المطلقة غير القابلة للمساومة بحق شعبه ووطنه الجنوبي في الحرية والكرامة، وفي سيادته على أرضه واستعادة دولته المستقلة، وفي بذل الجهود المتفانية مع كل الأوفياء والشرفاء لسيادة الأمن والسلام والاستقرار، في مختلف مناطق الجنوب بصفة عامة وفي العاصمة عدن بصفة خاصة. وأن يكون مستعدا ومتأهبا لمواجهة مخاطر العنف والإرهاب، وجديرا باستلهام قيم العدل والمساواة واحترام الراي والرأي الآخر، والتحلي بالأخلاق الحميدة والصفات المدنية والحضارية، وفي مدى اهتمامه بالعلم والتعلم وتطوير مداركه الثقافية والتعليمية، والعمل بما ينفع ويفيد نفسه ومجتمعه الجنوبي.