نبيل الصوفي يكتب:

عن نبيل الذي يرجو من الله ما لا يرجوه عبدالملك

"يالنجم يالطارق".. "مافي النجوم إلا سهيل"، و"مافي سهيل إلا نبيل".

نجا من لغمين ومن صاروخ ولم يتراجع ولا لحظة ولا خطوة.

قال لي وهو قادم من خط المواجهة الأول مع الحوثي: كتيبتي في عيوني إلا إذا استشهدت، واليوم يقولون لي: اللغم الثالث استشهد به نبيل.

أخ لكل أفراده.. والصاحب الوليف، والمقاتل الشرس.. و"ابن الناس" الناس الذين يشعر بهم كل لحظة.. يقول: باقي معانا أكل وذولا الناس ما معم؟ ادعوهم..
يخرج للقرى.. يختلط بالناس.. يقول لهم: اوبه لعيالكم وتوبهوا لعيالي.. يقصد أفراده.

قبل يومين، يقول له القائد: يانبيل انتبه من الألغام.. لاتسِر إلا بمدرعتك.. فيقول: "لنا من الله ما قسم".

في لحظة وسط صوت الرصاص وبلاغات المعركة، يقول لأفراده: بسم الله ياشباب.. جو بعدي.. لم يسبقه أحد منهم.. كان دوماً السباق.

كل خطوة يذكرهم كم يمني شرده الحوثي.. وكم مواطن أهانوه.. وكم يرون أنفسهم هم الوطن والدين والشعب وغيرهم ينكرون حتى يمنيتهم، نحن عندهم أمريكا وإسرائيل.

بصوت هادئ لافرق بينه وقت الحرب أو الراحة: يقول لأفراده: "قاتل عليّ أقاتل عليك، ماحد سيد على أحد".

يكون أولهم في المعركة.. ثم يدعوهم: جو نربي من يظن أن سيده عنده أولى من وطنا عندنا.

سمعنا صوتاً حوثياً يتحدث عن السيادة فقال: "منع الناس من سيادتهم على بيوتهم.. ويتكلم عن السيادة.. السيادة عند الحوثي هي سيادته هو علينا".

فوجئت أنه قبل أسبوع، ولأول مرة تعرَّف على العميد طارق صالح.. لم يكن قد التقاه من قبل.

وفي أول لقاء بينهما، قال إنه ترك الجندية بعد ٢٠١١، معترضاً على ترك الجيش للأحزاب، واليوم جاء مقاتلاً مع الجيش.. وكأن اللقاء كان لقاء التعارف والوداع في وقت واحد.

استراح جسدك يانبيل.. فمن لديه روحك يتعب جسده.
قبل عشرة أيام انفجر به لغم وقتل من كان بجواره في سيارته.. قيل له: استرح فأنت متعب، فحمل بندقيته وعاد إلى جبهته.

عاد من مطار الحديدة قبل أربعة أيام.. وحين ذهب يتفقد أفراده انفجر به لغم حوثي..

ياعبدالملك.. نبيل هذا مواطن يمني ليس له مطامع في سلطة ولا مال.. قاتل لأجل مواطنيته، ومن يحارب مواطنية الناس سيأتي يوم يتمنى لو أنه لم يكن شيئاً مذكوراً.. استشهد نبيل ووصيته لأفراده: "إن سبقتكم.. لاتوطوا رأسي"..
يقاتل عبدالملك لكي يحكم.. ويقاتل نبيل وأصحابه لكي ينتصر الناس على عبدالملك..

لأجل كل بيت هتك ستره عبدالملك.. ضد كل لغم زرعه عبدالملك وجماعته.. 
يقاتل نبيل مواطناً.. في مواجهة الغطرسة والكبر والغرور والتسلط..
(لا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليما حكيماً)..

لسنا وحدنا المسلمين وأنتم الكفار ياحوثة، لن نقول كما تقولون، فنحن نحترم الدين ولانتلبسه عدواناً وظلماً..
لكنكم ترجون حكماً.. ونرجو وطناً.

رحمك الله أخي نبيل السهيلي