مشعل السديري يكتب:

الدراهم مراهم

هناك رجل صيني اسمه شيلو مشهور ببخله الشنيع، وقد دخل في غيبوبة استمرت لمدة عام كامل، وبذل الأطباء كل الوسائل والمحاولات لإفاقته دون جدوى.
وعلم عن حالته أحد معارفه، فذهب إلى المستشفى وقال لأقارب الرجل وللأطباء: أنا أستطيع إفاقته، فسخروا من كلامه غير أنهم أعطوه الفرصة متهكمين عليه، فما كان منه إلاّ أن يخرج ورقة نقدية من فئة 100 يوان، ثم يمررها ذهاباً وإياباً من تحت أنفه، وإذا به يحرك أصابعه محاولا الوصول إليها، كما أن عينه بدأت ترتمش، وما هي إلاّ دقائق حتى أفاق.
ولدينا نماذج من ذلك الرجل – وما أكثرهم - وأنا أولهم تقريباً، (فالدراهم مراهم) أيها السادة.

في سنة 1931 أراد أحد الزنوج من رؤساء القبائل في إحدى المستعمرات البريطانية في مجاهل أفريقيا، أن يتفنن في إكرام عروسه يوم زواجه، فذبح تحت قدميها أحد عبيده، بدلاً من أن يذبح كما تقضي تقاليد القبيلة خروفاً أو عجلاً، ومن شدّة محبته لزوجته فعل ما فعل، ووصل هذا الخبر إلى السلطات الإنجليزية، فبادرت إلى اعتقال الرجل لتحاكمه على قتله رجلاً من دون وجه حق.
وترافع أحد المحامين عن القاتل، وجاء في أهم حجج دفاعه:
إنه لا يجوز منع أي فرد من الرعايا البريطانيين من أداء طقوسه.

ولما كان نحر العبيد يوم الزواج من ضمن طقوس تلك القبيلة، فقد حكم ببراءة الرجل!! – وصادقت الملكة فيكتوريا على الحكم، وذهب العبد المسكين ضحية للطقوس - ويا أيتها (الطقوس) كم هم عدد ضحاياك عبر تاريخ البشرية الجاهل الذي لا يرحم؟!

أنقذت طفلة بريطانية اسمها هولي وهي في الخامسة من العمر والدها (47 عاماً) عن طريق إعطائه حقنة بعد أن دخل في غيبوبة من جراء انخفاض حاد في السكر.
فقد وجدت الطفلة والدها، واسمه باركيس، ممدداً على الكنبة في غيبوبة، فأعطته حقنة غلوكاغون، وهو هرمون يرفع مستوى السكر في الدم.
وقد سبق لوالديها أن علّما ابنتهما قبل انفصالهما منذ عامين كيفية استخدام الحقنة من الثلاجة إذا لزم الأمر، وهذا ما حصل، وبعد ذلك اتصلت هولي بوالدتها، ثم لعبت على هاتفها المحمول والحاسب الآلي لحين وصولها، وعندما عاد باركيس إلى الوعي، وجد هولي ووالدتها تجلسان بجواره.
لولا ذكاء تلك الطفلة ولولا أن أهلها علموها استخدام الحقنة، (لفطس) والدها حتماً، فعلموا أولادكم «السباحة والرماية وركوب الخيل وضرب الحُقن» ثكلتكم أمهاتكم!