صالح علي باراس يكتب:
الحديدة معركة أم ملف!!
زيارة مبعوث الأمين العام إلى عدن ومقابلة الرئيس عبدربه منصور جاءت في إطار تحصيل الحاصل برفع ضغط معركة الحديدة وليس من إطار سواه وهذا ينفي ما يروج له البعض أن عدم الحسم سببه خلافات بين القوى في معركة الحديدة هذه الفرضية حسمتها زيارة الرئيس للامارات وحسمت دور وحدود وقرار كل طرف!! كما ان احتمال التباينات فيها غير واردة وكذا الترويج للخيانات مجرد مكايدة أكثر منه حقائق على الارض.
الحوثي يعلن أنه سيستعيد اليمن كلها والأمم المتحدة تفاوض وتضغط لترفع الضغط عليه لكي لا تسقط الحديدة بدون ثمن للحوثي !! وهذا الهدف الحقيقي لوسطاء الأمين العام ابتداء ببن عمر والإجهاز على الحوار ومخرجاته بوثيقة السلم والشراكة وأنتهاء بالوساطة الأخيرة !!
هل الوساطات الاممية الاخيرة لاحياء مايشبه مخرجات الحوار باخراج تفاوضي أم أن مسارها أعمق من ذلك!!؟
رغم أن الأمم المتحدة تعزف على وتر الجانب الانساني في هذه الحرب لكن عمليا أكثر الانتهاكات يقوم بها الحوثي ولا تبدي أي رد فعل رافض أو مدين لانتهاكاته في هذا الملف ولا يثيرها ما يقوم به من انتهاكات بل تغض الطرف عن انتهاكاته للقانون الإنساني ، وزرع الألغام الأرضية والبحرية وتفجير المنازل ، ووضع القناصة والأسلحة في المناطق المدنية وتجنيد المدنيين بالقوة وتجنيد الأطفال بعشرات الآلاف وعرقلة المساعدات الإنسانية ..
ومن خلال المعطيات وسير الحرب يتاكد للراصد أن الحوثي وجد ليبقى وان استراتيجية بقاءه أحاطت حتى بعمليات التحالف ، فإن كان المراد القضاء عليه فطرق معارك الحسم ليست في الحديدة بل في اماكن قريبة من صنعاء، كما ان كل الوساطات الاممية تعبر عن رغبة قوى دولية نافذة وليست مساعي أممية محايدة فالوساطات تسير من يومها الأول في اتجاه تثبيت الحوثي، هذه النتيجة تفرض استنتاجات منها أنه لا يراد للحديدة أن تكون طريقا لاستعادة الحوثي لليمن كلها كما صرح ويصرح لا نتفاء قدرته على ذلك ، لكن لا يراد لها ان تشكل هزيمة ماحقة بل تكسر شيئا من قامته وتظل الاطول مقارنة ببقية القامات التى تكسرت وان ينخرط في العملية التفاوضية بتلك القامة ! وهو لن ينخرط بما يملكه من موروث فلا يمكن أن يقبل أن تتساوى " القناديل بالزنابيل " الا اذا ضمنت له نتائج التفاوض نصيب الأسد وتكون وتنتج عملية سياسية تحت هيمنته وتحقق مراده ومراد الهضبة الزيدية التاريخي بأن تضمن تلك النتائج لهم أن يمتصوا كاسلافهم الحياة من مناطق الآخرين !! ، وتكون كل القامات مجرد " زنابيل " تحت هيمنته أو ان يعطلها!!
لا أعتقد أنه بعد هذه التضحيات سيحقق ذلك الا اذا كانت كل القوى والمناطق فعلا مجرد " زنابيل "!!.
الحديدة ليست معركة بل ملف يحدد خارطة طريق مستقبلية فالحوثي سيكون قنديلا في جغرافيته لكن الحديدة والتسويف في حسم معركتها تؤكد انها أحد علامات حدود سيناريو مستقبلي وأين تصل منافذه على البحر ومختلطة بضمان استثمارات لدول معينة فيها أو بالأحرى دفع ثمنها وهي سليمة مع استمراريتها الاستثمارية لاصحابها اذا أريد إسقاطها !! .
التضحيات فيها كانت وستكون جسيمة لأن المعركة تدور في حاضنة غير منتمية للحرب تسير على قاعدة " من خذ أمنا عمنا " وستطول لاستهلاك الاحتياطي السلفي الجنوبي بدرجة أساسية .
صالح علي الدويل