قبر مفتوح لمزيد من الموتى

700 يوم من الحرب والدمار!

أكثر من 700 يوم من الحرب في اليمن حولت البلد إلى "قبر مفتوح لمزيد من الموتى" لم تلح في الأفق بوادر نهايات مرجوة ولم تتحقق الغايات الكبرى وليس من الواضح أنها ستتحقق.

عشرات الآلاف من القتلى ومثلهم من المعاقين ومبتوري الأطراف وملايين من الجياع والمشردين والنازحين وخراب يفوق كل خراب.
مجموعة طائفية وعنصرية ومخابراتية استغلت غباء الجوار على مدى عقود من الزمان في التعامل مع الجار الفقير لتدخل البلد والمنطقة في حرب استنزاف مؤلمة لا نهاية لها.
هذه الحرب تشكل خطر استراتيجي حقيقي على اليمن وعلى السعودية منذ بدايتها وحتى نهايتها وكيفما انتهت فهي "خطر".
إيران البعيدة جغرافيا لن يتأثر "أمنها القومي " كيفما انتهت الحرب حتى وأنت انتهت بهزيمة الأغبياء المنتحرين من الحوثيين ومقتل آخر واحد منهم فهي فقط تراهن على "عداء سيستمر سنين وقرون" بين اليمنيين في الشمال وجارتهم الشمالية .
ما الذي ستخسره إيران في حال تم الانتصار على الحوثيين انتصارا عسكريا غير هدوء نسبي للمملكة لا يلبث أن يثور مثل حروب صعدة مع شعب يملك ثقافة قتال وعناد عريقة مهما كان على غلط ومهما سحبه قادته للمهالك.
بينما امن السعودية القومي سيتأثر بأي نهاية كانت للحرب بحكم جوار شمال اليمن الزيدي "المتشيع" لجنوب وشرق المملكة مماثل له في المذهب.
يجب أن تكون للمملكة السعودية إستراتيجية أخرى "غير الإخضاع" فلليمن عقلية أخرى لاسيما شمال الشمال حتى لا يكون منطقة مفتوحة للاستخدام الإيراني بين كل عقد وآخر.
إيران في مأمن من التأثير المضر للحرب في اليمن أو لبنان على "أمنها الداخلي" والحجر والدم من رأس العرب أيا كانوا".
يجب أن يرسى هناك حل سياسي لا يبقي طرف يشعر "بالظلم ويجب أن يجبر الحوثي الظالم " على عدم التجبر لكنه لا يجب أن يترك له حجة "أخلاقية أمام الشعب اليمني" في أي منطقة كان.
700 يوم من الحرب بظني يجب أن تتوقف فليس هناك أكثر من الشهداء في البلد وكل ينعي قتيله "بلقب شهيد" وكلا يرى انه يدافع عن الوطن .
كما قال الأمريكيين يجب أن تنتهي الحرب بحل سياسي ولكن ليس على حساب امن المملكة ففي النهاية المملكة هي من تتحمل أعباء اليمن منذ الأزل وان كانت بطريقة خاطئة لم تصنع نهضة ولا امن ولا بلد صديق.
لكن في المقابل لا يجب للوضع المأساوي أن يجبر الكل على القبول بشروط الجماعة المنتحرة هذه بل يجب أن يكون العالم خلف أي حل وقبلها يجب أن يكون الشعب كل الشعب حتى في صعدة يشعر بان الحلول "عادلة".
وطبعا في صلب الحل ونواته الحقيقية هو عودة الشرعية الى البلد وتحرير العاصمة المحتلة واستعادة مقدرات الدولة وسلاحها من يدي المليشيات