نداء إلى الناس

قوى صنعاء تخطط للفتنة بين ابناء الجنوب

أتوجه بهذا البيان والنداء:

أولاً إلى نفسي...

ثم إلى كل أبناء شعبنا في الجنوب العربي...

إلى الشرعية والسلطات جميعاً وأجهزتها...

إلى المقاومة الجنوبية بكل قياداتها وأطرافها...

إلى كل المكونات السياسية والحراكية الوطنية الجنوبية وقياداتها...

إلى الإعلاميين في كل وسائل الإعلام...

إلى منظمات المجتمع المدني جميعاً بكل تخصصاتها النوعية والفئوية، صاحبة الدور الفاعل والمأمول...

إلى كل مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي...

إلى حرائر الجنوب اللاتي يتعرضن للمعاناة ويواجهن التحديات بصبر وثبات واللاتي عليهن الدور الأساسي في وحدة المجتمع...

إلى الشباب حصن الحاضر وبناة المستقبل...

إلى أرباب الأسر الذين يواجهون متطلبات الحياة والحفظ لأسرهم ويكابدون أصناف المعاناة...

إلينا جميعاً أقول من موقع الحرص والأمانة والخوف على مستقبل وطننا:-

أتوسل إلى نفسي وإليكم يا أهلي جميعاً أن ننبذ كل خلاف أو اختلاف... وأن نحرِّم على أنفسنا استخدام أي ألفاظ أو مسميات مناطقية تزرع الفرقة والانقسام... فهي محرمة دينياً ووطنياً... وسيدنا رسول الله، عليه وعلى آله وأصحابه أفضل الصلاة والسلام، قد أسماها دعوى الجاهلية ووصفها بأشد الأوصاف وقال: "دعوها فإنها منتنة". فلنستجب لأمر من لا ينطق عن الهوى ففي الاستجابة لأمره السلامة والنجاة وإخماد للفتن.

كلنا يصيب ويخطئ... ومن أخطأ فلننقد الخطأ لتصحيحه وليس للإساءة.. ومن أصر على الخطأ فلننقده هو وليس أسرته أو قبيلته أو منطقته... فذلك يثير الفتنة، والفتنة نائمة ولعن الله من أيقظها.

إن التسابق لنقل الأخبار دون التحقق والتيقن من صحتها، من المصائب التي نهى عنها كتاب الله العزيز "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأٍ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين" صدق الله العظيم... ونهى عنها سيد الرسل بقوله" كفى بالمرء كذباً أن يحدِّث بكل ما سمع".

لقد تعاهد شعب الجنوب على التصالح والتسامح وهو أهم ما اتفق عليه الجنوبيون فهو صمَّام الأمان لحاضره ومستقبله... فلا يجب أن نخرج عن هذا العهد وإلا هلَك الجميع..

إن أي خلاف يوصله المختلفون إلى استخدام السلاح يصبح الجميع مرتكبين لجريمة في حق وطنهم وشعبهم. وإن أي ظلم لطرف يجب أن يُزال بأساليب ليس من بينها السلاح والقتل بين ابناء الشعب الواحد. وعلينا أن نقف مع المظلوم بالحق ونرد الظالم بالحق بعد التثبّت من حقيقة الأمر وليس ببناء المواقف على الشائعات ونشرها وكأنها حقائق، فهذا يصنع الفتن التي نتائجها إزهاق الأرواح وترويع الآمنين..

إن حرمة الدم عند الله أعظم من هدم الكعبة حجراً حجراً.

يا أهلنا... إن أعداء الجنوب وقضيته يراهنون على زرع الفتن في الجنوب فلا نمكنهم من هذا.

إن من أهم مفاتيح الخلاص والنجاح هو استتباب الأمن.... وإن هذه المرحلة مرحلة اختبار  لشعب الجنوب... وعلينا جميعاً أن نقف ناصحين لكل من يخرج عن خط الوحدة الوطنية الجنوبية وعهد التصالح والتسامح.. وأن نزرع المحبة... ونترك زراعة البغضاء بيننا والتي أسماها سيدنا رسول الله "الحالقة للدين".

إن استتباب الأمن في عدن وكل محافظاتنا واجب ديني ووطني وعلينا جميعاً التعاون مع السلطة بكل ما نستطيع ولو بالكلمة. وأن نتعاون مع أشقائنا في قوات دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية والحضور المتميز للإمارات العربية المتحدة. وقد اختلطت دماؤنا بدماء الأشقاء في تحرير أرضنا ولتختلط جهودنا بجهودهم لتأمين مناطقنا المحررة... ولنتعاون جميعاً ضد الإرهاب الدخيل على جنوبنا العربي فهؤلاء خوارج العصر وأمر سيدنا رسول الله بقتالهم... وأسماهم "كلاب أهل النار"...

الجنوب سينتصر بإذن الله.. إن منعنا الفتن التي يحيكها الخصوم... وإن عملنا على تحقيق الأمن لأهله وساكنيه ومؤسساته...

ونستطيع ذلك بعون الله.. ثم بتعاون الجميع والالتزام بالابتعاد عن مثيرات الفتن.... فكلنا جنوب... وكلنا أمن الجنوب...

والله ناصر شعبنا... ونتوقع من جميع مؤسسات الشرعية أن تدرك أن ما يجري، إن استمر، فهي المسؤولة الأولى... فلتتعاون بكل الصدق والمسؤولية مع شعب الجنوب الذي قدّم آلاف الشهداء والجرحى وتعرّض لكل أنواع المعاناة من أجل أن ينتصر، فانتصر بفضل الله ودعم الأشقاء... ولم يمانع أن تستثمر الشرعية هذا النصر ضد عدو مشترك.

نسأل الله:
الجنة للشهداء..
الشفاء للجرحى...
الحرية للأسرى..
والأمن والأمان لشعبنا...

وما ضاع حق وراءه شعب عظيم كشعب الجنوب...
1 مارس 2016م

ومــــاذا بعــــــد؟

1- هـذا البـيان-النـداء أعلنته قبل حوالي سنة من الآن.. بـناء على تحليل وتوقعات أكدتها، بعد فترة، معلومات مؤكـدة أن خصـوم الجنوب العربي وشعبه وقضيته، من مراكـز القـوى السابقة واللاحقة، يخططون لاستثارة فتنة كانت بين مراكز قوى السلطة في الجنوب، وإحياء صراعات مقيتة سابقة كانت على سلطة لم يعد لها وجود اليوم، وقد دفنها أبناء الجنوب العربي وتصالحوا وتسامحوا وأحالوا آثارها لدولة الجنوب العربي القادمة بإذن الله، لمعالجتها بجبر الأضرار المادية والمعنوية.

2- لكن خصوم الجنوب يأبون إلا أن يستخدموا أساليبهم المعتادة في إحياء صراعات قد تجاوزها من تورطوا فيها.. وقد أقسم أحد خصوم الجنوب العربي الكبار لأنصاره أن يفجرها في كل الجنوب وأن يصفي جسدياً القيادات الجنوبية المؤثرة، كما أشار أنه سيستخدم الذين يقطعون الرؤوس، أي الإرهابيين.

هذه أصبحت معلومات مؤكدة وليست احتمالات.

3- وعلى شباب الجنوب العربي، من الجنسين، أن يدركوا أنهم لم يكونوا طرفاً في تلك الصراعات ولا تعنيهم في شيء، وقد دافعوا عن وطنهم معاً في خنادق ضمّت من كل مناطق جنوبهم العربي واختلطت دماؤهم بترابه وقدموا معاً قوافل الشهداء والجرحى والأسرى، كما أن غالبية من شارك في الصراعات السابقة، ممن تجاوزوا اليوم مرحلة الشباب، قد تصالحوا وتسامحوا وتعاهدوا أن دم الجنوبي على الجنوبي حرام وخيانة للوطن وقضيته.. فعلى الأجيال التي لم تشارك في تلك الصراعات أن يرفضوا أن يكونوا طرفاً في أي صراع مهما كانت الأسباب والمعاناة.. وأن لا يكونوا، دون أن يعلموا أو يشعروا، أداة بيد أعدائهم وأعداء وطنهم وقضيتهم، وليقفوا في وجه كل من يحاول جرَّهم إلى أي صراع بينهم، بأي مسمى ولأي سبب.. وليتذكروا أنهم لم ينتصروا، بعد عون الله ودعم التحالف العربي، إلا بوحدتهم كجنوبيين وبمحبتهم لبعضهم، فالمحبة مفتاح كل انتصار في أي مجال.

4- لا أشك في أن الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي يعلم يقيناً لماذا تحققت، في الجنوب العربي فقط أو بأبناء الجنوب العربي، الانتصارات الوحيدة الواضحة، التي أشاد بها كلُّ المحللين.. ولن يقبل أو يسمح أن يمس خصومُ الجنوب النسيجَ الجنوبي، فإن حدث في عهده فسيتحمل تاريخياً مسؤولية ذلك، وهو أصلاً لن يقبل ذلك فهو في النهاية جنوبي ومن "أبين" الأبية التي سيخسرها كلُّ من يحاول أن يدفعها في مستنقع الصراعات المناطقية، وكذلك سيخسر كلَّ مناطق الجنوب العربي كلُّ من يحاول أن يبذر صراعاً باسم منطقة أو فئة. وأثق أن الرئيس هادي لن يكون في صف أي صراع، وأنه يدرك ويعلم من يدفع باتجاه الصراع، ولن يدخر جهداً في منعه، وكلُّ هذا ينطبق على قيادات السلطة المحلية في كل الجنوب العربي.

5- كما أن التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية المدركة والمؤثرة، والإمارات العربية المتحدة الفاعلة وباقي الأشقاء، لن يسمحوا بأمر كهذا، أخلاقياً وأيضاً إدراكاً لأهمية الجنوب العربي للمنطقة والعالم.

6- لقد قلنا وكررنا مرات كثيرة، ولسنوات، أن دولة الجنوب العربي الفيدرالية الجديدة كاملة السيادة، قادمة حتماً لا محالة، بإذن الله. ونؤكد هذا، اليوم، ليس تحليلاً ولا أحلاماً أو أمنيات، ولكن طبقاً لحسابات للواقع وللقادم، بعيدة عن العواطف، للأسباب التالية:

أ. الجنوب العربي يحتل أهم موقع استراتيجي في المنطقة.. سواء من الناحية -الأمنية -أو العسكرية -أو تأمين النقل البحري -أو المواقع قرب مدخل المحيط الهندي الهام جداً وبالقرب من القرن الأفريقي وشرق أفريقيا -أو السواحل الممتدة على معظم البحر العربي -أو حدوده الهامة مع الأشقاء في الجزيرة (الصالحة مع سواحله على البحر العربي لتأمين النقل وتجاوز مضيق هرمز) -أو الثروات النفطية والغازية والسمكية التي تكتنزها أراضي الجنوب العربي وبحره.

ب- ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الجنوب العربي أكثر أمناً واستقراراً في دولة مستقلة، وأن ما حدث سابقاً من صراعات فيه كانت نتيجة لوضع مرحلي، وحتى تلك الصراعات كانت تنتهي سريعاً في خلال أيام. كما أن صراعاته مع اليمن كانت محدودة، مدة ونتائجاً، وكانت نتيجة لأوضاع دولية وتحكمها توازنات لا تسمح لها بالاستمرار. وأن أشد الصراعات دمويةً وتدميراً وأطولها مدةً حدثت وتحدث في عهد الوحدة!!!

جـ- من كل ذلك يتضح أن مصلحة الجنوب العربي بل ومصلحة اليمن الشقيق والجوار الإقليمي الشقيق في الجزيرة العربية والقرن الإفريقي ومصالح دول العالم لا يمكن أن تتحقق وتُصان إلا باستقلال الجنوب العربي في دولة مستقلة كاملة السيادة.. لأن هذا هو المدخل الأساس والوحيد لبناء دولة النظام والقانون، في الجنوب العربي، المحققة للأمن والاستقرار والتنمية الذي في ظلها فقط يمكن تحقيق المصالح والمنافع، للشعب وتبادلها مع الجميع، جواراً وإقليمياً ودولياً. فهذه المصالح والمنافع ستستمر معطلة في ظل أي وحدة أو اتحاد مع اليمن الشقيق، الذي سيحتاج عقوداً لبناء دولة إن استمر فرض أي شكل من أشكال الوحدة التي هي مرفوضة جنوبياً، وأيضاً لطبيعة الأوضاع والمظالم الموجودة في اليمن الشقيق ذاته على اليمن الأسفل والمعطلة لقيام دولة حقيقية فيه.

د- إن استقلال الجنوب العربي وبناء دولته الفيدرالية الجديدة سيسهم في سرعة الحل السياسي في إطار اليمن الشقيق وسيسهل فيه قيام نظام من الإقليمين المعروفين، تاريخياً، من اليمن الأسفل (تهامة - تعز إب - رداع - مأرب ريمة ....الخ) واليمن الأعلى (باقي المحافظات). إن المصالح بين الجنوب العربي واليمن، كبيرة وكثيرة، وسيمكن عند ذلك تطويرها عبر علاقات متميزة بين الدولتين... كما ستربط الجنوب العربي علاقات متميزة في إطار سياسات متناغمة مع جوارنا العربي الشقيق في مجلس التعاون لدول الخليج العربية وباقي دول التحالف والعالم.

ختام: بناء على كل ذلك.. نقول، مجدداً، أن دولة الجنوب العربي الفيدرالية الجديدة حتماً قادمة لا محالةـ بعون الله... لأن في قدومها مصالح استراتيجية كبيرة  للجميع. وعلينا كجنوب أن ندرك أن مصالح مشتركة كثيرة بيننا وبين اليمن الشقيق.. ولذلك يهمنا أمنه واستقراره ولن يكون ذلك إلا بإنصاف اليمن الأسفل. كما أن "البيضاء" أصلاً كانت سلطنة جنوبية، تم احتلالها في عهد الإمام يحيى حميد الدين، وتعرضت لظلم كبير في كل العهود، وسنعمل على أن تعود "البيضاء" إلى جنوبها العربي، بمشيئة الله.

ونؤكد وننذر كل خصوم الجنوب العربي، من مراكز القوى وقواها وأحزابها، الذين حولوا الجنوب إلى أرض للفيد والنهب واستباحوا كل شيء فيه وزرعوا ويزرعون الفتن، بأن شعب الجنوب يعرف ويتابع كل محاولاتهم لإثارة الفتن ولن يتركهم ولن يترك أتباعهم وذيولهم الذين يساهمون معهم في إشعال الفتن في الجنوب العربي، ولن تذهب دماء ومعاناة شعبنا هدراً وسيُحاسِب شعبنا بالحق العدل كل من ساهم ويساهم في زرع الفتن واستخدام الارهابيين وكل تلك الممارسات، وليعلموا أن شعبنا يعلم بأفعالهم ويعرفهم ولن يسمح لهم باستباحة الجنوب مرة أخرى ولن يتسامح حيال ما يقومون به اليوم، وأن شعب اليمن الشقيق بريء من تصرفاتهم ولكن على رجاله أن يكون لهم موقف من المتآمرين من مراكز قوى الفساد وأحزابه التي يعرفونها. والله خير شاهد وهو نعم النصير.