خارطة انتقائية لمشروع حرب مستدامة

سبق أن قلنا إن الذي فرض الحرب على اليمن هو بمفرده من يتحمل مسئولية ما يترتب عليها من كوارث .

-الحوثيون ومن ورائهم ايران أغرقوا اليمن في هذه الحرب بالانقلاب الدموي ومصادرة الدولة بالمليشيات ، ولا زالوا مصرين على مواصلتها دون أدنى شعور بالمسئولية تجاه ما رتبته من كوارث وآلام .

- من دون أن يسمع الحوثيون حقيقة أنهم أساس المشكلة من كل اليمنيين الغيورين على بلدهم ، فإن العالم سيجد ألف عذر وعذر لتمييع مسارات الحل ، بما فيها تلك المسارات التي سبق أن قررتها الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالإجماع .

-المقاربة التي يجري تسويقها عن أن هناك طرفين في المشكلة بمسئولية متساوية تخلو من أي وجاهة أخلاقية أوسياسية ، بما يرتبه ذلك من بحث عن شهود من خارج الطرفين .

- قد يحتاج المبعوث الأممي إلى توسيع دائرة المشاورات ، ولكن دون إغراق الازمة في متاهات تشذ عن مسارات الحل التي قررها مجلس الامن ، وأخرى وطنية سبق الاتفاق عليها من قبل الجميع في حوار شامل ، لأن هذا المسار في العمل يعني فيما يعنيه إكساب الانقلاب على التوافق الوطني بقوة السلاح مشروعية أعتقد أنها ستكون سابقة خطيرة في التعاطي مع الانقلابات الدموية على الشرعيات الدستورية والتوافقات السياسية  ناهيك عما تمثله من تدهور في نسق القيم الانسانية التي تشكل ضوابط لحماية حقوق الانسان وأمنه كما تقررها مواثيق الأمم المتحدة .

- لقد أغرى هذا الوضع الانقلابيين لدرجة أن اعتقدوا أن هناك تحولاً في الموقف الدولي يصانع كل ما أقدموا عليه من جريمة في اليمن ، فتمادوا في توسيع رقعة الحرب إلى الممرات الدولية . كل هذا ، وهناك من يشدد على أن "الحديدة" خط أحمر لا يجوز أن تقترب الحرب منها .

لا ندري ما هو المقصود بعدم إقتراب الحرب منها وهي بالنسبة للحوثيين وإيران في قلب الحرب التي تشعل الممرات المائية صواريخ وقنابل ومفخخات وتهريب للسلاح وتمويل للحرب .

- الحرب يجب أن تنتهي ، ولن تنتهي بهذه الطريقة التي يجري فيها حماية المراكز الرئيسية المخصصة لمواصلة إشعالها على ذلك النحو الذي يجعل منها مشروعاً مستداماً لتدمير اليمن .

لم يحدث في تاريخ الحروب أن تدخل المجتمع الدولي لوضع خارطة انتقائية للمتحاربين بأن يتحاربوا هنا ولا يتحاربوا هناك . ولا أحد يعلم كيف يتقرر مسار هذه الحرب بعد كل هذا البلاء الذي أصاب الناس إلا أن يكون قد خطط لها أن لا تنتهي.