المجتمع إذن هو من يصنع المجرم

الشباب العربي..الواقع واستلهاب الهوية!

طلبت مني صحيفة تركية، تهتم بالشأن العربي، كتابة مقالة عن التحديات التي تواجه الشباب العرب اليوم ودورهم في مواجهة هذه الصعاب، والانطلاق إلى الإبداع والابتكار، ولما وجدت أن هذا الموضوع قد كُتبت فيه عشرات، بل مئات المقالات والكتب؛ رأيت أن أغلّف كلماتي بطابع فلسفي تأملي لإثارة قارئي الشاب ودفعه لإعمال عقله وفكره وقريحته فيما يخصه من قضايا وأفكار تمس الواقع المر والمؤلم الذي يعيشه شبابنا العربي في هذه الأيام، لكن بعد أن انتهيت من مقالتي، قررت ألا أنشرها في تلك الصحيفة لتجد مكانها هنا بين قرائنا العرب؛ فهم الأحق بما تجيد به قرائحنا.

حقيقةً، لا أحد يستطيع أن ينكر، ولو ببنتِ شَفَةٍ، أهميةَ هذه الفترة العمرية في حياة الإنسان والمجتمع على حد سواء. ولعل أهميتها تكمن في كونها نقطة فارقة في حياة الفرد بين الطفولة والرجولة، فهي مرحلةُ القوة بعد الضعف، وهي الباب الأول الذي يدلفُ منه الشخص إلى معْمةِ الحياة؛ فيتعرف على طبيعتها ومصاعبها وتحدياتها، فتتكون شخصيته ويكتمل نضجه العقلي والفكري والاجتماعي والنفسي، ويصبح إنسانًا جاهزًا ومهيئًا لخوض غمار الحياة ومجابهتها بحُلوها ومُرِّها.

تتميز هذه المرحلة بالقوة والفحولة والحيوية، فتتفجر فيها منابع القوة والنشاط، ويصبح الشخص مُفعمًا بالحياة، مفتول العضلات، قوي النَّفْسِ والنفَسِ، تتفتقُ نفسه إبداعًا وطموحًا وريادةً، فيشبُ عن الطوق حاملاً راية الريادة والحكمة، متوقد الذهن والقريحة يتطلع لتحقيق آماله وطموحاته التي لا تنضب.

وقد عرفت الأمم، منذ بدء الخليقة، أن سر النهضة والرقي يكمن في الشباب؛ فهم عصبها، وسر قوتها ونهضتها والمعوِّل الذي تعوّل عليه في بناء حضارتها وريادتها بين الأمم، لذلك حرصت معظم دول العالم على استغلال الطاقات الكامنة في هذه الثروة البشرية وتوظيفها التوظيف الأمثل في خدمة الأهداف والخطط الإستراتيجية التي تسعى إليها وتؤهلها لمواكبة التقدم والتطور الحادث في حياة الشعوب في مجالات الحياة المختلفة السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

فالشباب مصدر طاقة المجتمعات، وأساس نجاح أي أمة؛ فهم الشريك الأول والأخير في تحقيق النجاح لأمتهم بما يتمتعون به من طاقات معنوية وحسية، وما لديهم من مهارات ومعلومات، وما اكتسبوه من معارف وعلوم يُسخرونها في خدمة أوطانهم وبناء مستقبل مزهر لمجتمعاتهم؛ فهم يملكون زمام العزيمةَ والمبادرة والإصرار، ويتطلّعون إلى المستقبل، فيبادرون ويشاركون في إقامة المشروعات الاقتصادية والاجتماعية التي تُسهم في تحقيق الأهداف والطموحات التي يسعون إليها، ومن ثم تنمية مجتمعاتهم وتحسين الأوضاع المادية والمعنوية للمجتمع ككل.

وبما أن غالبية سكان دول العالم عادة ما تكون من شريحة الشباب؛ إذ تشغل هذه الفئة العمرية النسبة الأكبر بين السكان، وبخاصة العالم العربي الذي يترواح متوسط العمر فيه بين (24) و (30) عامًا، طبقًا لتقرير التنمية البشرية الصادر عن الأمم المتحدة لعام 2011م، فهذا يؤكد أهمية هذه الفئة العمرية في حياة الشعوب، ودورها في دفع عجلة التطور والتغيُّر والتأثير في سير الحياة اليومية والعملية؛ حيث يسيطر الشباب على قدرٍ كبير من المهن الأساسية التي يحتاج إليها الإنسان في حياته اليومية، فنجد منهم الأطباء والمدرسين والمهندسين والحرفيين والصنّاع والعمال، وفئة كبيرة من الشباب العربي تشارك في صنع ووضع السياسات الداخلية لبلدانهم من خلال المشاركات البرلمانية والفعاليات السياسية، وليس أدل على ذلك مما حدث في مصر إبّان ثورة الخامس والعشرين من يناير؛ حيث كان للشباب المصري الدور الفعّال في إطلاق شرارة الثورة المصرية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وهو أمر مدْعاةٌ للتأمل والتدبر؛ فالشباب هم الشريحة المتضررة من الواقع المؤلم الذي تعيشه بلادهم في مجالات الحياة المختلفة، سواء الاجتماعية أم الاقتصادية أم السياسية، وكلها مجالات مترابطة؛ أيُّ خللٍ فيها ينعكس سريعًا على الحالة العامة للشباب سلبًا أو إيجابًا.

ولما كان الشباب حاميًا بطبعه؛ فهذه الفترة العمرية، كما ذكرتُ، مرحلة قوة وفتوة ووفرة في الجسم والعظم، وهي في الوقت نفسه المحك الرئيس في حياة الإنسان؛ فأيُ تأثير في هذه الحياة بالسلب أو بالإيجاب ينعكس على حياة الشاب معنويًا ونفسيًا واجتماعيًا وصحيًا. فشعور الإنسان في هذه الفترة بقدْرِه ودوره في المجتمع وإعطائه الدور الأكبر في بناء وتنمية مجتمعه وبيئته ومشاركته في القرارات المصيريه في حياة المجتمع سياسيًا واقتصاديًا؛ كل ذلك يخلق حالة من الرضى بين أوساط الشباب، ومن ثم يدفعه إلى العمل والإنتاج وإفراز طاقاته في تحقيق الأهداف والطموحات المجتمعية. وبالعكس، تهميش شريحة الشباب وعدم إيلائه دوره وشعوره بالمسئولية تجاه المجتمع الذي يعيش فيه؛ يولّد في نفسه شعورًا بالعجز وعدم الكفاءة، وهذا يورثه حالة من السخط وعدم الرضى عن المجتمع، ومن ثم تتفجر وتتوالد في نفسه مشاعر الحقد والكراهية والنفور من البيئة المحيطة؛ فيسخط الشاب على مجتمعه وبلده، وقد ينعزل وينزوي بعيدًا عن الأضواء، فيخْلقُ لنفسه عالمه الخالص الذي يكون فيه السيد الآمر والناهي؛ فيغيبُ في بقعةٍ بعيدة من الزمن ومن اللاشيء، في نقطة فارقة من عقله ويرسُم لنفسه آمالاً وطموحاتٍ هي للخيال أقرب منها للواقع؛ فيلجأ لعالم المخدرات والمسكرات لينسى ويتناسى وينخلع من الواقع المؤلم الذي يفرضه عليه مجتمعه ووطنه، وقد يصاب بالأمراض النفسية والعقلية جرّاء الواقع المر الذي يعيشه؛ فقد يصاب بالاكتئاب أو ببعض الاضطرابات النفسية كالانفصام العصابي مثلًا، وقد يصل به الأمر إلى ارتكاب الجرائم والسرقات والقتل؛ إذ إن ثمة ارتباطًا أصيل بين الإدمان وجرائم العنف والقتل والاغتصاب والسطو للحصول على رغبته وإشباع نهمه في التعاطي وتحقيق اللذة والسعادة التي سرعان ما يكتشف أنها زيف ووهم؛ فتعود إليه همومه ومشكلاته، ويستمر في هذه الدائرة من التعاطي والإدمان واللاشيء، وقد ينهي حياته بعد ذلك بالانتحار ، كما يشهد بذلك الواقع في دول مثل اليابان والسويد وأمريكا وسويسرا وبعض الدول العربية كمصر مؤخرًا؛ حيث يتجه الشباب إلى الإجهاز على حياتهم نتيجة لعدم المقدرة على التكيف والتوافق مع المجتمع، وما واقعنا العربي اليوم ببعيد عن أحوال مثل هذه البلاد، خاصة بعدما غلبت على حياتنا المادية المفرطة، فأصبحنا نهتم بالمظاهر على حساب الروح والجوهر.

فالمجتمع إذن هو من يصنع المجرم، فالإنسان يُولد على الفطرة والمجتمع هو من يخلق منه إنسانًا ناجحًا ذا قيمة ونفع في الحياة، أو إنسانًا فاشلاً محبطًا مريضًا نفسيًا وعاطفيًا، لا يملك أن ينفع نفسه فضلاً عن أن ينفع مجتمعه؛ وهو أمر بالطبع مرتبط في المقام الأول بالتنشئة والرعاية والتربية الصحيحة للفرد منذ نعومة أظفاره؛ إذ تشكل الأسرة الوجدان الأول للطفل باعتبارها الجماعة الإنسانية الأولى التي ينشأ فيها الفرد ويتفاعل معها، فتُسهم في إزالة القلق والتوتر والضغط النفسي، وتجيب على العديد من الأسئلة التي تؤرقه وتضج مضْجعه حول كيفية التفاعل والانخراط في المجتمع؛ فتكون محصلة ذلك إما طفلًا مشوهًا ومشوشًا فكريًا وعقليًا، أو طفلاً لديه نضج عقلي ووعي كامل بطبيعة الحياة والكون والطبيعة. لذلك على الشعوب أن تهتم بتنمية أفرادها ثقافيًا وفكريًا وجسمانيًا ونفسيًا، ومن ثم إعدادهم الإعداد الجيد ليكونوا مستعدين للمشاركة في الحياة العملية داخل المجتمع .

إن الحياة متسارعة والوقت لا ينتظر الكسالى والخاملين القابعين خلف الأسوار؛ فلا مكان للضعفاء في هذا العالم المتنامي المتسارع الخُطى؛ فيجب أن نواكب هذه الخطى المتسارعة ونعدَّ أنفسنا جيدًا لننتصرَ في هذه المعركة الدائرة، فنحن بني الإنسان في رحلة شاقة نحارب عدوَّينِ في ذات الوقت؛ الزمن وأنفسنا، أنفسنا التي تدعونا إلى الركون والدعة والسكون، والوقت الذي يمر دون أن ينتظر. فالنجاح في هذه الحياة يحتاج للجد والإصرار والتطلع لمستقبل أفضل بطموحٍ لا يكلُّ ولا يملُّ؛ إذ لا حياة بلا طموح، وعلى قدر العزم ينالُ الإنسان المعالي ويصل للمناصب، ويحقق لنفسه المكانة والريادة، كما حققها من قبلُ مُذ أن كان نطفةً في صُلبِ أبيه، فخرج من بين ملايين النطف ليصل لرحم أمِّه، ومن ثم جنينًا فوليدًا رضيًعا يخرج للوجود، فينمو ويشب عن الطوق، ويصبح شابًا له من القوة ما له، وهو بعد ذلك بين شاب طموحٍ متوقدِ الذهن والبصر والبصيرة، وبين شابٍ خاملٍ كسولٍ يركن للدعة والراحة .

واليوم الشباب العربي يقف بين هذين النوعين؛ فمنهم من يحدوه الأمل في غدٍ مشرقٍ له ولوطنه، فيسعى جاهدًا، بالرغم من الواقع المؤلم الذي تمر بها بلاده، إلى تحقيق ولو قدر بسيط مما يطمح إليه ماديًا ومعنويًا، غيرَ آبهٍ بدعواتِ المثبِّطين، موجهًا جُلَّ إمكاناته ومهاراته وخبراته صوب هذا الهدف. ومنهم من طحنتُه الظروف وغلبت عليه شَقْوَتُه، فوقع أسيرًا للضغوط النفسية والفراغ المادي والمعنوي الذي خلَّفته سياسات بلاده وطريقة تعاطيها مع المشكلات التي تواجه الشباب؛ إذ إن المجتمعات هي المسئول الأول والأخير عن استيعاب الشباب، وتوفير حاجياتهم الأساسية من التعليم والصحة والعمل إلى جانب مساعدتهم في الزواج وتكوين الأُسر.

ولا شك أن غياب دور المجتمع تجاه شريحة الشباب، فيما يتعلق بحل مشكلاته واستيعابه كفرد ناجح داخل النسيج المجتمعي؛ يخلق لديه نوعًا من عدم التوافق النفسي والاجتماعي، ومن ثم قد يقع فريسة سهلة للمتربِّصينَ من أعداء الأمة، ناهيك عن الغزو الفكري والثقافي الذي لا ينفك ينخرُ في صلب الأمة، ويتصيَّدُ شبابها، من خلال شبكات الإنترنت ووسائل الإعلام التي تبثُّ سمومها ليل نهار ، وتنشر الرذيلة والفسق والفجور وثقافة العُري، وتحارب القيم والأخلاق والأسس التي درج عليها المجتمع، فخرَّبت العقول والأبدان، وتركتنا في فتنةٍ لا نعرف ليلها من نهارها؛ فكانت النتيجة أن وقع المئات من الشباب العربي ضحية للثقافات الغربية الهدَّامة التي تتقصَّدُ كل معنىً نبيلٍ في عقول شبابنا، حتى أحالتها إلى صُفرةِ الجاديِّ عن حمرة الوردِ.

فالشباب العربي يواجه، اليوم، اغترابًا فكريًا وثقافيًا على كافة الأصعدة، نتيجة لفقدانه هويته العربية والإسلامية، وغياب القدوة ودور الأسرة والمدرسة والمجتمع في توجيه ثقافة الفرد نحو الثقة بالنفس والاعتداد بثقافته وهويته وعاداته وتقاليده، من خلال وضع البرامج المجتمعية ودور الإعلام والبرامج التلفزيونية التي تعالج مثل هذه القضايا وتبرز الجانب الإيجابي في حياة الفرد والمجتمع.

ويتطلب ذلك توجيه طاقة الشباب نحو خدمة مجتمعاتهم، من خلال القراءة والثقافة والتعرف على لغات وثقافات الأمم الأخرى، مع ضرورة الحرص على أخذ ما ينفعُهم من هذه الثقافات دون التقيّد بما يضر منها، إلى جانب وضع البرامج التعليمية التي تتناسب مع سوق العمل، بحيث تتكون لديهم القدرات والمهارات التي تؤهلهم للإبداع وإقامة المشاريع الخدمية والاستثمارية التي تعود عليهم بالنفع ومن ثم المجتمع. ولا ننسى في هذا المقام إشراك الشباب في الحياة السياسية والاجتماعية، من خلال تشكيل برلمانات مُصغَّرة وإعداد برامج توعوية يتعرف الأفراد من خلالها على المشكلات التي تواجه بلادهم وحثِّهم على وضع ما يرونه من حلول ومقترحات تُسهم في القضاء على مثل هذه المشاكل، مع مناقشة هذه المقترحات وبيان مدى اتساقها مع الواقع ومدى جديَّتها ونجاعَتِها كحلولٍ يمكن الأخذ بها وتطبيقها في الحياة العملية. وهذا بالطبع يعزز ثقة الشخص في نفسه، ويخلق لديه نوعًا من التوافق مع المجتمع، بحيث تتولد في نفسه مشاعر الحب والوطنية والشعور بأنه شخصٌ نافعٌ وله دور في بناء المجتمع ومعالجة مشكلاته. ومثل هذه الأفعال، بالطبع، تُسهم في بناء جيلٍ شبابي قادرٍ على تحمُّل المسئولية، لديهم المقدرة والكفاءة والاستعداد الكامل للتواصل مع الآخرين والتفاعل مع المجتمع، ومن ثم النجاح في الحياة والزواج وتكوين الأسرة الناجحة التي هي أهم لبِناتِ المجتمع المتماسك السليم.

إن روح الأمة تكمن في شبابها؛ فأمةٌ بلا شبابٍ هي أمةٌ بلا روحٍ، فالشباب، كما ذكرت، هم الأمل والقيادة والإصرار، والتحدي والقوة التي تُزلل الصعاب، وتزيح الركام والخمول عن قلب الأمة؛ وهم المحرك الأساسي والترس الأول في عجلة التقدم والرقي والحضارة والريادة؛ لذلك حرص الرسول- صلى الله عليه وسلم- منذ بداية الدعوة على استغلال طاقات الشباب وتوظيفهم في خدمة وبناء المجتمع الإسلامي، كلٌّ حسب قدراته ومهاراته، فكان منهم الفارس المقدام، والسياسي المحنك… وقد نجح النبي في هذا الأمر، مما ساعده على بناء دولة قوية مترامية الأطراف امتدت حدودها من الصين شرقُا إلى الأندلس غربًا. فالشباب قوة لا يُستهان بها، ومن الواجب على الأمة أن توجه هذه الثروة القومية المتدفقة نحو تعزيز قدراتها المادية والاقتصادية، وتحقيق نهضةٍ في مجالات الاقتصاد والسياسة والاجتماع، ويكون ذلك من خلال مشروعٍ ضخم يستهدف تبنّي الشباب العربي وتغييره فكريًا وسلوكيًا ونفسيًا، وإفساح المجال لهم للتعبير عن آمالهم وطموحاتهم وأنفسهم وأهدافهم وأفكارهم؛ وفي الوقت ذاته على الشباب أن يعزز ثقته بنفسه ويدرك ويعي الدور المنوط به في الحياة باعتباره المكون الرئيس في حياة الشعوب، وعليه ألا يفقد الثقة بنفسه ومجتمعه، ويُعْمل عقله وجهده للتغيُّر للأفضل، واكتساب المهارات التي تُعينه على الاستمرار في الحياة وتحقيق النجاح له ولمجتمعه. فالحياة لا تستقيم على وتيرة واحدة، فهي لا تخلو من المصاعب والتحديات، وعلى الإنسان أن يعي أن النجاح مرهونٌ بالتعب وبذلِ الجهد والعرق؛ فالطريق شاقة وطويلة، وليست مُعبَّدة، كما يظن الواهمون، بل كثيفة الأشواك، لكن يجب ألا نُصاب باليأس والإحباط، ونترك أنفسنا كالريشة في مهب الريح تُحركنا الأهواء والدعاوى المغرضة، بل علينا أن نسعى جاهدين لطموحنا ونستمر في طريقنا مهما جابهتنا الحياة بمصائبٍ ومصاعبٍ شتى، فمن يدري فربما يحدونا الأمل، وتشرق شمس الفرج بعد الضيق، وننعم بحياة أفضل لنا ولمجتمعنا.

*ساسة بوست