مشعل السديري يكتب:

الرقص في غرف العمليات

المستشفيات والأطباء هما ملجأ الإنسان في هذه الدنيا الفانية، لإعطائه مزيداً من الأمل، ومزيداً من العافية، ومزيداً من الأمان والاطمئنان.
هذا هو العشم أو المفروض، غير أن (حساب الحقل ما بينطبق أحياناً على حساب البيدر) - مثلما يقول المثل الشامي - فبعض المستشفيات لا أقول إنها أشبه ما تكون بالمعتقلات أو المجازر - بل إن بعضها (أسخم).
وأنا هنا لا أريد أن أتكلم إلا عن بعض المواقف أو الحوادث الشاذة، لتكون إنذاراً أو عبرة لمن يريد أن يعتبر.
فهل تصدقون أنه في أحد المستشفيات بروسيا، التقطت كاميرات المراقبة مشهداً مروعاً لطبيب أثناء قيامه بالاعتداء بالضرب على مريض قلب بقسم العناية المركزة ما أدى لوفاته.
وعند التحقيق معه برر فعلته أو جريمته الخرقاء تلك، قائلاً بكل برود: لقد كنت مرهقاً من جراء العمل، غير أن المريض وجه لي كلمات مهينة، لم أستطع تحملها، ففقدت أعصابي وحصل ما حصل، لأنني أردت أن أعلمه الأدب(!!) - انتهى.
وما فيش حد أحسن من حد، ففي أميركا أخطأ فريق طبي أميركي في تشخيص حالة غيبوبة على أنها حالة وفاة، ليقرروا نقل أعضاء المريضة (المتوفاة) إلى مريضة في حالة حرجة، وفعلاً استأصلوا إحدى كليتيها ونقلوها إلى إحدى المريضات، وبينما كانوا على وشك استئصال الكلية الثانية، إذا بالمريضة تفتح عينيها وتتمتم بشفتيها، فتوقفوا بالطبع، ولم يحالف الحظ المريضة الأخرى التي تنتظر زراعة الكلية على أحر من الجمر، وعندما أخبروها أخذت تبكي - انتهى.
وإنني أنصح كل امرأة حامل في شهرها التاسع، وأرادت أن تضع حملها وتلد في مستشفى نموذجي، بأن تستقل أول طيارة، ولا يردّها غير أحد المستشفيات في دولة زيمبابوي، إذ إن لديهم تقليداً هناك، بتغريم أي امرأة يأتيها الطلق وهي تلد وتصرخ، فكل صرخة منها تحسب بخمسة دولارات عليها، لأن الإدارة هناك تكره الإزعاج.
مما اضطر بعض الأسر الفقيرة، أن تضع (البلاستر) على فم كل امرأة وهي تطلق.
أما الطبيبة التي أعجبتني ودخلت مزاجي، فهي طبيبة تجميل أميركية تدعى ديندل بوت، فهي مغرمة بتصوير نفسها وهي ترقص على أنغام الموسيقى أثناء وجودها في غرف العمليات لإجراء جراحات التجميل، وظهرت وهي ترقص بمرح واستمتاع في أحد المقاطع بأغنية الراب الشهيرة (أنا على وشك قطعه) قبل فتحها بطن مريض لشدّه وشفط الدهون منه - انتهى.
وعندما ذكرت هذه الحادثة لأحد (الحونشيّة)، تفاجأت به يقول لي: يا ليتها ترقص على صدري!!
*الشرق