رفقي قاسم يكتب:
ودارت الأيام بين عقود وأعوام
ستة عقود من الزمن تخللها اليسر والعسر و«الأيام» هي «الأيام» تواكب الحياة الحالي فيها والمُر.. ومع ذلك هي من صمدت من بقايا صحف عدن الغراء، غابت جميعها بالمجمل ولم تصمد إلا «الأيام» بصمود طاقمها الإداري والفني من ذوي الخبرة والعزم والحرص من مالكيها على استمرار ما نقلوه عن الآباء لنشر ما أمكنهم من علم وأخبار متنوعة وفي كل المجالات، ولولاهم بعد الله تعالى لكان الأمر كما كان مع بقية الصحف الأخرى في ذاك الزمن الأجمل زمن «فتاة الجزيرة» و «اليقظة» و «الكرونيكل» و «الصباح» ومجلة «أنغام» وغيرها ممن لم تسعفني الذاكرة بذكر أسمائها، وكانوا جميعا باقة ثقافية ونورا على نور، ونتمنى أن نسمع ونرى بقية أخواتها بدور النشر بعجلتها تدور.
إذاً ستة عقود من الزمن تحتفل «الأيام» ونحن معها بتجديد العهد الغابر الحاضر لتقول وطاقمها نحن هنا حاضرون بخبرة مستقاة من رحيقٍ صافٍ وشهد وتموين جديد بطاقة شبابية ذات أفق ثقافي رائع وجميل من شباب الحاضر والمستقبل ومخزون من العصر الصحافي الحديث متنوع يطغى عليه روح المواكبة والتجديد وبمقالات تحمل في طياتها كل مفيد دون إطالة ولا إطناب، وبإيجاز جميل تنافس بقية صحف الداخل وكبريات صحف الخارج بإتقان واقتدار.
يومية الإصدار وما يكاد ينتهي اليوم حتى نسارع لامتلاك العدد الصادر غدا مجدداً لنعرف ما تحمله من أخبار وطرائف وعلم وما يدور داخليا والخارج كي لا نكون بمعزل عما يدور بنسيج حرفي متميز وطبعة جديدة صادرة بثوب قشيب، أحببنا أن نعبر عن فرحتنا ونشارك بالاحتفال بالذكرى الستينية للإصدار وإن كانت على عجالة وحتى لا نتخلف عن بعض المساهمين بمقالات النشر المختلفة بأعمدة أو بتحاليل، فمبارك لآل باشراحيل هذه الذكرى الغالية، ومبارك لنا أن نكون من المشاركين بهذه المناسبة بإيجاز واختصار، ونأمل منها الكثير والكثير والتنوع المفيد، سلمنا جميعا ودارت الأيام اللي ما يقدر الله ويقول.