رفقي قاسم يكتب لـ(اليوم الثامن):
الفقي سعيد وعلو التوقعات
من منا لا يعرف الفقي سعيد هو ذاك الفقي الموجود بمعلامته والمعلامة هي الكُتاب في بيته او في محل بركن الشارع او بساحات الجوامع وكم من كتاتيب منتشرة بالعالم العربي والاسلامي ومن منا لم يحلم ان يكون الفقي سعيد وبيده الخيزران يهابه كل الحضور ولا يزال الفقي سعيد رغبات وسلوك كل منا ومنا الملوك والرؤساء والوزراء والقضاة. نتظاهر بغير ذلك في الدواوين وقاعات الاجتماعات وامام عدسات التصوير وجميعنا الفقي سعيد.
شخصية كاريزمية لاصقة فينا منذ رايناه بيده العصا وبالرغم من نشأتنا وتربيتنا المدنية والحديثة كما نزعم واطلاعنا على كل جديد من معلومات واختراعات وافكار ولكن سعيد بعصاته بعقولنا وكلامنا نحن الاساعيد يجب ان يمشي بالسر والعلن فلا راي ولا أمر الا أمر سعيد واذا وجد اراء وافكار ممتازة يوافق عليها سعيد يجب ان يطلع عليها سعيد ويوافق عليها ورفعها الي الجهات العليا مشفوعة بامضاء وتوقيع صاحب المعلامة الفقي سعيد، غبيٌ سعيد هذا ولا يعلم ان اي مردودات اشادة بحضور الكتاب في الاخير سيعود عليه بالتاكيد وسيقولون هذا من طلبة علم الفقي سعيد ولكن سعيد لم يخرج عن نشاءة وتربية الفقي سعيد الاول وهكذا سنظل الي قيام الساعة.
ومشكلة الاساعيد الدائمة وتنشأتهم المتوارثة ونحن منهم يجب ان تسود وتستمر ومن هنا رفعنا سقوف توقعات ارانا ورؤانا ولم نعمل حساب لأي روئ اخرى وأراء وان وجد فلا يجب بل ولابد ان تكون تناسب رؤانا وما رايكم الا ما اراى هذه مشكلة سعيد الاول فرعون بقول الله في كتابه الكريم ولازالت تواكبنا ورفع سقوفنا باي وسيلة كانت ليست بما لدينا من افكار ورؤى منطقية وعقلانية تحاكي المجتمع والواقع العالمي الماضي و الحالي ولكن بما لدينا من اموال ومن ثروات معدنية ونفطية وغازية وهذه الثروات السائدة الان و ما تفضل الله علينا بمنه وكرمه ومن اراض زراعية تحمل الكثير من الخيرات، لكن تنقصنا الاداة والحماية والدافع الاهم وهي ما امرنا الله به * وعدوا لهم ما استطعتم من قوة ... * وهي الاهم وايضا *لا تنفدوا الا بسلطان * والسلطان العلم فبدونهما لن يكون للفقي سعيد صيتا يذكر ولا امر ذو شان.
فيا فقي سعيد افهم واعلم بانك لست الطبيب ولا المهندس ولا المحامي ولا الكاتب الاديب الاريب ولا الخبير الاستراتيجي السياسي العسكري وما انت الا الفقي سعيد بخيزرانته الازلية تنطق ابجد هوز حطي كلمن.
فلابد اذا لسعيد ان ياخذ براي طلابه ورؤاهم وهذا الاستئناس في الاخير يعود لتوجيهاته لو يدرك ويعلم ولكن عُميت القلوب ورُفعت وعلت سقوف التوقعات.