صالح علي باراس يكتب:
لماذا فشلت الشرعية في الجنوب !!!؟
✅ استقرت صنعاء لأن الحوثي أخذها من الشرعية بالحرب وفرض فيها مشروعه ، وستشرعن وجوده في جنيف بعد أكثر من ثلاثة أعوام حرب!!
واستقرت مأرب لأن الشرعية سلمتها لمشروع الإخوان وشركائهم ، وهم المشروع الاوسع قبليا وعقائديا وحركيا فيها .
والآن يتم تصفية تعز من كل القوى وأبرزها السلفية لتسليمها للإخوان وستستقر ان استلموها!!!.
ولم تستقر عدن وكل مناطق الجنوب لأن الشرعية تفرض مشاريع اليمننة السياسية والحركية فيها!! ورفضت حتى مشاركة بسيطة لمشروع الاستقلال في المحليات هي طلبتها بعد تحرير عدن والجنوب ، وهو المشروع الأوسع فهمشت المقاومة إلا بشرط يمننتها وتشيطنها أو تقزمها عبر ابواقها وعلاقاتها .
✅ بمعنى أدق ؛ تنزع المقاومة سلاحها و"خليكم في الشارع" من أجل تسديد الضرب "في اميدات وامرجول" ، حيث لن يلتفت لكم أحد ، وسننصب عنكم من نريد وكيف نريد !!!
✅ "كيف سيشارك مشروع استقلال في مؤسسات دولة احتلال !! ولماذا لما أقيل عمل كذا..الخ" هكذا يحاصرون الوعي الجنوبي ، لمحاصرة مشروع الاستقلال وعزله .
الصحيح أن الجنوب لن يستقر بل سينفجر ، إذا كان مشروع الاستقلال خارج مؤسساته ومصالحه في الجنوب !! ..
✅ وفقا لمقولة للرئيس في مؤتمر الخوار اليمني إن صحت :
إن "الحقيقة شيء والواقع شيء آخر" ، كان مشروع الاستقلال وهو "الحقيقة" خارج مؤسسات الدولة المدنية والامنية والعسكرية ، ولما اجتاح الحوثي الجنوب لم تقف أمامه الا "الحقيقة" بعلمها وشعاراتها ، أما "الواقع" حسب وصف الرئيس هو صقور الكليات والأمنية والعسكرية ، فمنهم من هرب "تأثما" من قتلهم وقتالهم ومنهم من استقبل الاجتياح الحوثي للجنوب بطلقات المدفعية احتفاء وترحيبا به !!
✅ نفس العينة ستخرجها الكليات الأمنية والعسكرية في جنوب الشرعية الفارق أن التخرج من عدن !! لتكريس "الحقيقة شيء والواقع شيء آخر"
بمعنى انسوا كل ما تحقق وقدمتموه على الأرض بعد الاجتياح وأتركوا "الواقع" ان يؤسس مؤسساته.. وتعود "الحقيقة" للشعارات والمسيرات!!!
ثم سيتعامل معها "الواقع" بالضرب في "اميدات وامرجول!!" ، هذا لو رحمها !!.
هل هذا مايريدونه!!؟
✅ ياسيادة الرئيس ، الوقائع على الأرض تغيرت ، فمثلما ستقبل وستقبل تغيرها في صنعاء أقبل واقع تغيرها في الجنوب ، فالجنوب تغير مشروع والإقلمة تحسين لشروط عبودية اليمننة فيه .
✅ ففي أيام الاحتلال البريطاني البغييييض !! كان جنوبيو مشروع التحرير الوطني في كل الادارات والمرافق والجيش والأمن والاعلام والمال والنقابات...الخ ولم يعيبهم انهم كانوا يخدمون في إدارة استعمارية تحتل بلادهم ، فهو أمر واقع ، لكنهم في ذات الوقت كانوا يحملون مشروع تحرر وطني ، ولم يقيلهم المستعمر البغيييض !! لأنهم مع تحرير بلادهم !!! كحال محاربتهم وإقالتهم من وظائف الدولة ومرافقها الأمنية والعسكرية في عصر لاحتلال اليمني إلا بشرط تخليهم عن مشروع الاستقلال ، وتعددت أشكال النضال حتى رحل .
✅ عدن هبة الجغرافيا من عصور موغلة في التاريخ ، لن يخرجها عن مكانتها ماترددة الاشاعات السوداء اليوم بان رفضها لليمننة فوضى لن يقبلها العالم !! والعالم له مجساته تعلم عبرها ان للفوضى اسبابها ، وان معالجة الأسباب تزيل الفوضى !! .
✅ مشاركة مشروع الاستقلال في مؤسسات الدولة في الجنوب ضرورة، ليست منة او خيانة كما توحي الاشاعات السوداء، ورفع علم الجنوب شرف ، ولا جريمة توجب إقالة من رفعه كما اقالت الشرعية محافظين رفعوه !!
✅ لو شارك مشروع الاستقلال في إدارة الجنوب فهو كشراكة إخوان اليمن الذين لهم مشروع يتجاوز دولة اليمن ، ويشاركون في إدارة مؤسساتها ، بل يسيطرون أمنيا وعسكريا ومدنيا ، ويقسمون على ذلك، وهم بولائين ، وهم يؤسسون مشروع خاص بهم كمشروع الحوثي ، والمشروعان يعتبران الشرعية مجرد عنوان لشرعنة مشروعهما احدهما بالقوة والآخر بالتمويه .
✅ كل نخب حركات التحرر الوطنية ونخب ثوراتها خرجت من الجسم الوظيفي المدني والعسكري لمؤسسات الدولة المستعمرة ، ولم يشترط المستعمر تخليهم عن استقلال بلادهم أو اقالتهم من وظائفهم ، كحال الاستعمار اليمني في مرحلة الشر عية !! .
.✅ اليمننة يهمها عزل مشروع الاستقلال عن كل إدارات الدولة وقوتها الصلبة لتقنع العالم بأنه مشروع بلا خبرات في إدارة شؤون الدولة ولا يملك إلا جماهير تجتمع موسميا فقط .
✅ مشروع الاستقلال يجب قبوله اولا كخيار بدون تنصيب بدائل ، ثم قبوله مكون رئيسي في إدارة الجنوب التي تعني ان "الدولة تخرج من رحم دولة " بوسيلة سلمية مقنعة للجميع عبر استفتاء في الجنوب ، وله نظائر دولية ، وهذا ما لا يريده مشروع اليمننة الطائفية منها والتي عنوانها جنوبي .
أو أن يأتي الاستقلال عبر مقاومة وكفاح وهذا ما تدفع به اليمننة ، لإدراكها أن هذا المشروع لن ينهزم بتغريدات تويتر!! ، ما يعني إن "التصالح والتسامح، ودم الجنوبي على الجنوبي حرام وغيرها من المحرمات الجنوبية" ستكون أكذوبة ومخادعة جنوبية / جنوبية ، وسيخسر وينهزم الجنوب كله تحت أقدام اليمننة التي لن تعفي الرئيس ومكونه الجنوبي ، ويتحمل المسؤولية الرأس الجنوبي للشرعية الميمننة الذي يحارب مشروع استقلال الجنوب بكل الوسائل وفي كل الاستحقاقات.
صالح علي الدويل